تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


وزارة الثقافة و أولادها

البلد لوجيا
الخميس 6/4/2006
غازي حسين العلي

للوصول إلى مقاربة مقنعة, لابد من رواية ما يلي: يحدث أن تذهب أنت وصديق إلى مكان ما, وليكن مطعماً أو مقهى, في أيام متفرقة, تتباعد أو تتقارب وفي كل المرات تجد شخصاً بعينه موجوداً في المكان نفسه.. وهذا يعني أن هذا الشخص يأتي إلى المكان بشكل يومي دونما انقطاع, لأن ذلك لا يمكن أن يكون مجرد مصادفة بحتة.

هذه مقدمة للوصول إلى الحكاية التالية: حدث أن قصدت مركز بيع الكتب في المركز الثقافي العربي بأبي رمانة في دمشق لثلاث مرات, يفصل بين الواحدة والأخرى عدة أيام, وفي كل مرة لا أحظى بوجود المسؤول عن بيع الكتب. في المرة الأولى, قالت لي موظفة تعمل في المركز, إن المعني ببيع الكتب(وربما تكون المعنية) موجود في أحد مكاتب المركز. وبعد سؤال واتصال, لم نعثر عليه, فعدت أدراجي إلى الجريدة.‏

في المرة الثانية ,قالت لي الموظفة نفسها, إن الموظف المعني, هذه المرة, موجود في الوزارة لإنجاز موضوع معين, فوجدتني أنفخ من غضب, وأعود دون أن أصل إلى مبتغاي.‏

في المرة الثالثة, كانت الطامة الكبرى.. فبعد أن وجدت باب مكتب مبيعات الكتب مقفلاً, التزمت الصمت, ولم أكلف نفسي عناء السؤال, واكتفيت بالقول: لا حول ولا قوة إلا بالله.‏

المضحك في الأمر, أن إحدى موظفات المركز, نصحتني بالاتصال بالمركز, والتأكد من وجود موظف مبيعات الكتب قبل القدوم إلى المركز, وهدر الوقت دون طائل.‏

وهنا فقط أخشى أن تعمم هذه النصيحة, فنطالب رسمياً بالاتصال بالموظفين الذين تربطنا بهم علاقات معاملاتية, وهذا يعني أننا نحتاج إلى أكثر من اتصال للتأكد من وجود أصحاب الفخامة الموظفين خلف مكاتبهم, وإن حدث وغاب أحدهم, فهذا يعني تأجيل سير المعاملة إلى يوم آخر, وهكذا دواليك, إلى أن يتم الله أمراً كان مفعولاً.‏

يبدو لي -أخيراً- أن الطلب على كتب الوزارة بلغ حده الأعلى, وأن هرب بائع الكتب من المركز, يعني حلاً للإحراج الذي يقع فيه مع زبائنه الذين يقفون بالطوابير أمامه.. وفي هذه الحالة, لا أجد ضرورة للزعل أو الغضب, لأني حقيقة لا أحب أن أكون سبباًفي إحراج الغير!!.‏

ثمة نصيحة لوزارة الثقافة وأولادها(المعني هنا المراكز الثقافية) أن تعلن أمام أبواب مراكزها الثقافية, وبالخط العريض مايلي: أسمعكم إذا ناديتم ولكن لا حياة لمن تنادوا.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية