هذه مقدمة للوصول إلى الحكاية التالية: حدث أن قصدت مركز بيع الكتب في المركز الثقافي العربي بأبي رمانة في دمشق لثلاث مرات, يفصل بين الواحدة والأخرى عدة أيام, وفي كل مرة لا أحظى بوجود المسؤول عن بيع الكتب. في المرة الأولى, قالت لي موظفة تعمل في المركز, إن المعني ببيع الكتب(وربما تكون المعنية) موجود في أحد مكاتب المركز. وبعد سؤال واتصال, لم نعثر عليه, فعدت أدراجي إلى الجريدة.
في المرة الثانية ,قالت لي الموظفة نفسها, إن الموظف المعني, هذه المرة, موجود في الوزارة لإنجاز موضوع معين, فوجدتني أنفخ من غضب, وأعود دون أن أصل إلى مبتغاي.
في المرة الثالثة, كانت الطامة الكبرى.. فبعد أن وجدت باب مكتب مبيعات الكتب مقفلاً, التزمت الصمت, ولم أكلف نفسي عناء السؤال, واكتفيت بالقول: لا حول ولا قوة إلا بالله.
المضحك في الأمر, أن إحدى موظفات المركز, نصحتني بالاتصال بالمركز, والتأكد من وجود موظف مبيعات الكتب قبل القدوم إلى المركز, وهدر الوقت دون طائل.
وهنا فقط أخشى أن تعمم هذه النصيحة, فنطالب رسمياً بالاتصال بالموظفين الذين تربطنا بهم علاقات معاملاتية, وهذا يعني أننا نحتاج إلى أكثر من اتصال للتأكد من وجود أصحاب الفخامة الموظفين خلف مكاتبهم, وإن حدث وغاب أحدهم, فهذا يعني تأجيل سير المعاملة إلى يوم آخر, وهكذا دواليك, إلى أن يتم الله أمراً كان مفعولاً.
يبدو لي -أخيراً- أن الطلب على كتب الوزارة بلغ حده الأعلى, وأن هرب بائع الكتب من المركز, يعني حلاً للإحراج الذي يقع فيه مع زبائنه الذين يقفون بالطوابير أمامه.. وفي هذه الحالة, لا أجد ضرورة للزعل أو الغضب, لأني حقيقة لا أحب أن أكون سبباًفي إحراج الغير!!.
ثمة نصيحة لوزارة الثقافة وأولادها(المعني هنا المراكز الثقافية) أن تعلن أمام أبواب مراكزها الثقافية, وبالخط العريض مايلي: أسمعكم إذا ناديتم ولكن لا حياة لمن تنادوا.