حيث من المقرر أن يجري الجانيان مناورات عسكرية مشتركة الشهر المقبل رغم التحذيرات التي أطلقتها كوريا الديمقراطية بهذا الخصوص.
حيث أعلنت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية أمس أن سيؤول وواشنطن ستجريان تدريبات «19-2 دونغ مينغ» العسكرية المشتركة كما هو مقرر، رغم التحذيرات الصادرة عن كوريا الديمقراطية.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع تشوي هيون سو في مؤتمر صحفي إن الاستعدادات في هذا الصدد جارية، مضيفة إن الوزارة ستعلن تفاصيل الجدول الزمني لتدريبات «19-2 دونغ مينغ» في وقت لاحق.
وخططت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة لإجراء هذه التدريبات في أغسطس، عوضاً عن تدريب «أولشي فريدوم غارديان» الصيفي كجزء من إعادة تنظيم التدريبات الرئيسة التي تهدف حسب الحليفين، إلى دعم جهود السلام مع كوريا الديمقراطية على حدّ زعمهما.
من جانبها قالت الولايات المتحدة إن برنامج التدريبات تمّ تعديله بالتعاون مع كوريا الجنوبية من أجل الحفاظ على الجهوزية ودعم الدبلوماسية مع كوريا الديمقراطية حسب ادعاءاتها.
كوريا الديمقراطية وفي أعقاب الإعلان عن المناورات في وقت سابق من هذا الأسبوع أكدت أن هذه التدريبات ستؤثّر على آفاق محادثاتها النووية على مستوى العمل مع الولايات المتحدة وستهدد حالة الأمن والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية.
وفي بيان أوردته وكالة الأنباء الكورية الديمقراطية أكد متحدث باسم وزارة الخارجية الكورية الديمقراطية تعليقاً على ذلك أنه فيما تتواصل الجهود لتنظيم محادثات عمل بين كوريا الديمقراطية والولايات المتحدة بعد اللقاء رفيع المستوى في بانمونجوم على الحدود بين الكوريتين بين الرئيسين كيم جونغ اون ودونالد ترامب تريد الولايات المتحدة المشاركة في المناورات العسكرية وإذا تحقق ذلك فإن محادثات العمل ستتأثر.
الإعلان عن المناورات الجديدة يأتي بعد أقل من شهر من اللقاء الثالث الذي جمع ترامب ونظيره الكوري الديمقراطي كيم جونغ اون والذي تحول من دقائق معدودة خطط لها سابقاً إلى اجتماع مغلق استمر 50 دقيقة واكتسب أهمية ملحوظة بسبب العلاقات المتجاذبة حيناً والمتنافرة حيناً آخر بين بيونغ يانغ وواشنطن في ظل المراوغات الأميركية والانتهاكات الواضحة من قبل الولايات المتحدة للالتزامات التي يتوجب عليها تنفيذها بموجب وثيقة البيان المشترك التي تم توقيعها في القمة الأولى التي عقدت بين ترامب وكيم في سنغافورة في حزيران عام 2018.
المناورات الجديدة تأتي أيضاً في سياق نسف حالة التقارب والتحسن التي شهدتها العلاقات بين الكوريتين منذ مطلع عام 2018 حيث تمارس واشنطن الضغوط على سيؤول بهدف تقويض ذلك التقارب من خلال الإصرار على إجراء المناورات العسكرية رغم التكاليف الباهظة لها.
المراقبون يشيرون إلى أن إدارة ترامب التي لا تلتزم بتعهداتها الدولية إثر انسحابها من اتفاقية باريس للمناخ واتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ ومن الاتفاق النووي الموقّع مع إيران قد لا تلتزم بمضمون البيان الأميركي الكوري الديمقراطي الموقع في سنغافورة وبالتالي ستواصل إجراء المناورات مع سيؤول في محاولة لممارسة الضغوط الاستفزازية على بيونغ يانغ لإجبار الأخيرة على تقديم تنازلات.
وتشهد شبه الجزيرة الكورية منذ سنوات حالة من التوتر الشديد جراء المناورات العسكرية الأميركية الكورية الجنوبية المتكررة فضلاً عن التهديدات الأميركية العدائية المتواصلة ضد كوريا الديمقراطية وقيام واشنطن بنشر منظومة ثاد الصاروخية في أراضي كوريا الجنوبية وهو ما تعتبره بيونغ يانغ تهديداً لأمنها القومي.