ويرى بعض النواب الأميركيين أن انحيازه الأعمى لاسرائيل جزء من عنصريته ضد الكثير من المهاجرين المؤيدين لحقوق الشعب الفلسطيني، فقد اتهمت البرلمانية في الكونغرس الأميركي إلهان عمر» من أصول صومالية» ترامب بمحاولة تغطية الفساد الذي تغرق به إدارته من خلال إشغال الرأي العام الأميركي بقضايا ومشكلات أخرى، وقالت في مؤتمر صحفي مع زميلات تقدميات لها:»من أجل صرف الانتباه عن ذلك، يقوم ترامب بشن هجوم عنصري صارخ على أربعة أعضاء منتخبين في مجلس النواب بالولايات المتحدة، جميعهن من النساء الملونات» مشيرة إلى أن هذه هي أجندة «القوميين البيض»، سواء كانوا يتحدثون في غرف الدردشة أو على شاشات التلفزيون الوطنية أو حديقة البيت الأبيض.
وقد صعدت النائب عمر من اتهامها لترامب معتبرة أنه يحب رؤية البلاد منقسمة على أساس العرق أو الدين أو الجنس أو التوجه أو وضع الهجرة، لأن هذه هي الطريقة الوحيدة التي يعرف كيفية منع تضامننا في العمل سوياً على الرغم من الاختلافات.
وتأتي هذه الاتهامات لترامب بعد يوم واحد فقط من تصريحات له مثيرة للجدل على التويتر، استهدفت كل من إلهان عمر وآيانا بريسلي (ماساشوستس) وإلكسندريا كورتيز (نيويورك) ورشيدة طليب(ميشغان)، وهن نائبات محسوبات على التيار التقدمي داخل الحزب الديمقراطي، حيث طالبهن بالعودة إلى البلدان الأصلية التي جئن منها.
وزعم ترامب في تغريداته أن الديمقراطيين التقدميين «جاؤوا من دول تعدّ حكوماتها كارثة كاملة وشاملة».
وقد أشعلت هذه التعليقات ردود فعل سريعة من قبل أعضاء الحزب الجمهوري والنواب الديمقراطيين، الذين وصف الكثير منهم هذه التصريحات بأنها عنصرية، ودفعت ببعض النواب للدعوة لإقالة ترامب.
وقالت النائب عمر: «حان الوقت كي نتوقف عن السماح لهذا الرئيس بالسخرية من دستورنا، لقد حان الوقت لإصدار اتهامات لهذا الرئيس».
أما النائب آل غرين ( تكساس) فقد أكد يوم الاثنين الماضي أنه يعتزم فرض تصويت على عزل الرئيس ترامب، بعد تغريداته العنصرية، التي تطالب على النائبات الديمقراطيات التقدميات «بالعودة» من حيث أتين.
وأضاف غرين، الذي حاول فرض عملية تصويت لعزل ترامب في العام 2017، أنه يشعر بالحاجة إلى اتخاذ إجراء بسبب خطاب الرئيس الأخير، مؤكداً أنه سيطرح خلال الشهر الجاري عملية المساءلة للتصويت على أرضية مجلس النواب الأميركي بسبب التعصب في سياسة الرئيس.
أما النائب رشيدة طليب وهي من أصول فلسطينية فاعتبرت أن خطاب ترامب يتسم برهاب الأجانب والعنصرية وأن أيديولوجيته خطيرة ويجب عزله، أما السيناتور بيرني ساندرز فأكد: «هذا ما أتحدث عنه عندما أقول إن ترامب رجل عنصري».
وكان ترامب قد كثف من هجومه على النائبات الأربع معتبراً أنه إذا كن غير مسرورات في الولايات المتحدة «يمكنهن المغادرة» متهماً إياهن بـ»محبة أعداء» أميركا. سلوك ترامب العنصري لاقى ردود فعل غاضبة حتى داخل حزبه الجمهوري ودعت السيناتورة سوزان كولينز وهي من الأصوات النادرة في معسكر الجمهوريين التي تنتقد هذه التصريحات، ترامب إلى سحب تغريدته واصفة إياها بـ»غير اللائقة تماما».
اللافت في هذا الموقف العنصري من قبل ترامب ضد النائبات الأربع أنه يأتي على خلفية انتقادهن لسلوك إسرائيل العنصري ضد الفلسطينيين، حيث يقول ترامب في أحد تصريحاته «هؤلاء أشخاص يكرهون بلدنا.. يكرهونها، كما أنهن يكرهن إسرائيل»، ومن الواضح أن الموقف من إسرائيل يشكل أولوية بالنسبة للسياسة الأميركية التي ينتهجها ترامب وقد تجلت في سعيه الواضح لاستكمال صفقة القرن على حساب حقوق الفلسطينيين وكذلك الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة موحدة لإسرائيل، وكذلك الانسحاب من اليونسكو بسبب موقفها الإيجابي من القضية الفلسطينية وانتقادها للانتهاكات الإسرائيلية بحق المقدسات الفلسطينية، وتقليص دعمها للأونروا وهي وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، ما يجعل من إدارة ترامب إدارة صهيونية بامتياز.