وعلى وقع هذه العنصرية التي يبدو أن ترامب أوقد لها، تظاهر مئات الملونين في شوارع نيويورك للاحتجاج على قرار عنصري لوزارة العدل الأميركية يقضي بتبرئة شرطي أبيض من جرم خنق رجل أسود أعزل عام 2014م.
حيث صب المتظاهرون جام غضبهم على رئيس بلدية نيويورك بيل دي بلاسيو الذي رفض إقالة الضابط، دانييل بانتاليو خلال السنوات الخمس التي أعقبت وفاة إيريك جارنر.
بينما أعلن دي بلاسيو أنه فوجئ بعدم توجيه وزارة العدل اتهاماتها للشرطي وأنه يأسف لتأجيل بدء اتخاذ إجراءات تأديبية ضد الضابط لسنوات بناء على طلب وزارة العدل.
وفجرت وفاة جارنر (43 عاما) موجة غضب في أنحاء البلاد وساعدت في ظهور حركة «بلاك لايفز ماتر» أو (حياة السود مهمة).
فيما برر مسؤولون في وزارة العدل إعلان عزوف الوزارة عن توجيه اتهامات إلى بانتاليو بالقول: إنه لا يمكنهم أن يحددوا بصورة قاطعة ما إذا كان قد ارتكب مخالفته متعمدا، وهو ما يجب تأكيده لإثبات أنه انتهك حقوق جارنر المدنية.
هذه العنصرية المتصاعدة قد تفجر وتفاقم الوضع في أميركا إذا ما اشتدت رياح سمومها، وهو ما يحاول ترامب اللعب عليه، بعد أن واصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس هجماته على الديمقراطيين غداة انتقاد الكونغرس لتغريداته «العنصرية»، وذلك بعد ساعات على رفض مجلس النواب مذكرة تدعو لإطلاق إجراءات عزله.
وخلال تجمع انتخابي في غرينفيل بولاية كارولاينا الشمالية قال فيها: هذه الإيديولوجيات اليسارية تريد تدمير دستورنا والقضاء على القيم التي قامت على أساسها أمتنا الرائعة، حسب زعمه، وأضاف: اليوم نجدد تصميمنا ونرفض أن تصبح أميركا بلداً اشتراكياً.
وذكر ترامب مجددا النائبات الديمقراطيات الأربع المتحدرات من أقليات، ونصحهن بـ»العودة» من حيث أتين، واصفا إياهن بـ»النائبات الشريرات الاشتراكيات»، فيما كان شديد السخرية خصوصا بشأن ألكسندريا أوكازيو-كورتيز النائبة عن نيويورك، حيث قال: ليس لدي الوقت لذكر اسمها الكامل سنسميها كورتيز.
لكن لعنة الانتخابات هذه ربما تطارد ترامب، بعد أن أصبح يجازف بتأجيج التوترات العرقية والإيديولوجية من خلال تشجيع الانقسامات في البلاد، حيث بات ترامب يراهن أكثر من أي وقت مضى على تعبئة الناخبين البيض.
كما أعرب ترامب خلال تجمعه عن ارتياحه لفشل الكونغرس في تمرير مذكرة دعت إلى إطلاق إجراءات لإقالته، عندما رفض مجلس النواب الذي يسيطر عليه الديمقراطيون هذه المذكرة أول أمس، ما يبرز انقسام المعارضة حول هذه القضية.
لكن ورغم إدانة النواب الجمهوريين لتغريدات الرئيس «العنصرية» الثلاثاء الماضي، فإنهم لزموا الحذر في انتقاد الشخص الذي سيمثلهم في الانتخابات الرئاسية عام 2020م، فيما يعلم ترامب أنه يمكنه الاعتماد على دعمهم في الكونغرس.