وفي التفاصيل: أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن بلاده لم تترك طاولة المفاوضات بل إن الأميركيين هم الذين تركوها وبإمكانهم العودة ويعرفون كيف يعودون إليها، داعيا الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووي وهي فرنسا وبريطانيا وألمانيا إلى الوفاء بالتزاماتها بشأن إقامة علاقات تجارية طبيعية مع بلاده.
وفي مقابلة مع قناة بلومبيرغ الأميركية على هامش مشاركته في اجتماع المجلس الاقتصادي الاجتماعي لمنظمة الأمم المتحدة في نيويورك أكد ظريف أن بلاده لم ولن تسعى لحيازة السلاح النووي مشددا على أن هذا السلاح لا يصنع الأمن لأحد، وقال : لو كنا نسعى لصنع القنبلة الذرية لقمنا بذلك في ذلك الوقت الذي دفعنا ثمنه لكننا لم ولن نسعى وراءه لا في ذلك الوقت ولا الآن لأن قائد الثورة الإسلامية في إيران أصدر فتوى بحرمتها ومن جانب آخر لا نعتبر أن القنبلة الذرية تجلب الأمن.
وحول ناقلة النفط الإيرانية المحتجزة من قبل البحرية البريطانية قال ظريف: ليس لبريطانيا أي حق في توقيف الناقلة وتصرفهم هذا يعد محض قرصنة بحرية.
في الأثناء حذر القائد العام للحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي «غرف الفكر وقيادات الحرب لدى جبهة العدو من القيام بأي تحرك متهور ضد الشعب الإيراني»، مؤكدا أنه لو حصل أي خطأ في حسابات الأعداء، سنغيّر الاستراتيجية الدفاعية في البلاد إلى الهجومية، وتتحول كافة طاقاتنا هجومية، وفقا لوكالة الأنباء الإيرانية.
ونوه بقوة الاستشراف وجاهزية الوحدات البحرية التابعة للحرس في حماية المياه الإقليمية الإيرانية؛ قائلا إن «منطقة الخليج ومضيق هرمز والجزر والشواطئ المتعلقة بها هي منطقة حساسة وحيوية ليست لإيران فقط وإنما للعالم أجمع، وتشكل جزءا لا يتجزّأ من الاقتصاد العالمي.
من جهته أكد المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني حسين نقوي حسيني أن الأوضاع في منطقة الخليج بالنسبة لإيران تحت السيطرة بشكل كامل.
وقال نقوي حسيني في تصريح أمس اذا لم يكن تصدير النفط آمنا لإيران فلن يكون آمنا للآخرين، مضيفا: سواء أرادت بريطانيا أو أي بلد آخر التعامل مع إيران على نحو غير صحيح فإنهم سيتلقون ردا حاسما.
وفي سياق التصعيد الأميركي المتواصل كشفت وزارة الخارجية الأميركية أن مسؤولين من إدارة ترامب سيطلعون أعضاء السلك الدبلوماسي في واشنطن اليوم الجمعة على ما أسموها مبادرة جديدة لتعزيز حرية الملاحة والأمن البحري حول مضيق هرمز.
وقالت الوزارة في بيان أمس:الأمر يتطلب مسعى دوليا للتعامل مع هذا التحدي العالمي وضمان مرور السفن بسلام، وأكدت أن الإفادة سيقدمها مسؤولون بوزارتي الحرب والخارجية، ولن يسمح لوسائل الإعلام بحضورها.
هذا وقد واصلت الولايات المتحدة مبادرتها الرامية لحماية السفن التجارية في الخليج، وحسب التقارير الإعلامية الغربية فإن ممثلين عن الولايات المتحدة روجوا للمبادرة، هذا الأسبوع في بروكسل، ودعوا عددا من الدول الأعضاء بحلف شمال الأطلسي «ناتو» لدعم المشروع، وأحاطوهم علما بآخر المستجدات بهذا الشأن.
غير أنه من غير المؤكد أن تنجح الولايات المتحدة في الحصول على دعم إضافي، من خلال الترويج لهذه الخطط في بروكسل، حيث أكدت مصادر من الناتو أن العديد من دول الحلف أبدت تشككها فيما إذا كان تكثيف تواجد السفن الحربية في الخليج سيؤدي فعلا لمزيد من الأمن، وذلك لدى عرض هذه الخطط قبل يومين في بروكسل.
في الأثناء أعلنت الحكومة البريطانية أمس أنها تسعى للحصول على المزيد من المعلومات حول احتجاز إيران ناقلة أجنبية في الخليج.
وحثت لندن السلطات الإيرانية على تهدئة التوترات في المنطقة، مضيفة أنها تراقب باستمرار الوضع الأمني هناك، وملتزمة بالحفاظ على حرية الملاحة وفقا للقانون الدولي حسب مزاعمها.
وأعلن الحرس الثوري اليوم إيقاف ناقلة نفط أجنبية تحمل مليون لتر وقود مهربة جنوب جزيرة لارك في الخليج الأحد الماضي.
وأكد أن الناقلة تقل 12 بحارا، كانوا ينقلون الوقود بشكل غير قانوني من قوارب إيرانية إلى سفينة أجنبية، في المياه الدولية.
ولم يوضح بيان الحرس الثوري جنسية السفينة المحتجزة أو العلم الذي كانت تحمله، كما لم يوضح جنسية السفينة التي كان يتم نقل الوقود إليها.
ونفى الحرس الثوري أن يكون قد احتجز أي ناقلة نفط أخرى خلال الأيام الأخيرة وشدد على أن قواته البحرية ستواصل مهامها الأمنية في محاربة التهريب المنظم في مياه الخليج، والمحافظة على مصالح إيران القومية.
وفي موسكو دعا وزير الخارجية الروسي سرغي لافروف لوضع رؤية إستراتيجية تحقق الاستقرار في الشرق الأوسط وتضمن الأمن في منطقة الخليج.
وقال لصحيفة «راينيس بوست» الألمانية: أود أن أوضح أن التوتر بين إيران والولايات المتحدة تستدعي بالضرورة وضع رؤية إستراتيجية منسقة لتحقيق الاستقرار الدائم لهذه المنطقة من العالم.
و أكد لافروف أن أي خطوة خاطئة في منطقة الخليج محفوفة بعواقب مدمرة، وقال: هناك زيادة في عدد تجمعات البحرية الأميركية ما يخلق خطر حدوث اشتباك مسلح، مضيفا: أي خطوة خاطئة يمكن أن تؤدي إلى صراع محفوف بعواقب مدمرة لا يمكن التنبؤ بها.