ليطلّ علينا ذلك المارق على الشرعية الدولية، الموغل بكل فجور في انتهاك حقوق الدول والشعوب على السواء بدحر الإرهاب عن أراضيها وحفظ وحدة جغرافيتها، ليخرج من جحور ثعابين «النصرة» هذه المرة ملوحاً بأوراق شيطانية جديدة، يحاول فردها على طاولة الحلول السياسية في الملف السوري، أم إن هول الإنجاز السوري بميادين المعارك وقع على رأس خيباته كالصاعقة، فراح يهذي بهلوسات مرضية بأن زجّ «النصرة» بطروحات الحلول سيعرقلها، أو ينسف سكة تقدّمها، ما يفسح المجال للخبث الأميركي ليأخذ نفساً مرحلياً يرتّب من خلاله فوضى أركان إرهابه، ويلملم ما تشظّى من مشاريع استعمارية بعثرتها إرادة التحرير السورية.
واشنطن المخضرمة في لعبة الإرهاب، والتي تتصدر قائمة صانعي الحروب ومصدري الأزمات، مازالت تراوغ بخدعة الانسحاب، وترمي عيدان ثقابها فوق زيت الجبهات، فتارة تستحضر داعش للاستثمار بفزاعة إرهابه، وتارة تمنع إغاثة المدنيين في الركبان والهول، ومرّة ترسم خرائط أطماعها على جثث الشهداء المدنيين بغارات تحالفها الارهابي بأرياف الجزيرة ،وتارة تلعب بالبيدق التركي وتغازل ميليشيات الانفصال على حد سواء، وليس آخر فجورها ما أماطت اللثام عنه موسكو عن مساعيها المحمومة لزجّ «نصرتها» المدرجة على قوائم الإرهاب العالمي في الحل السياسي، كفعل ينمّ عن كم العهر في السلوك والخبث في الأفكار والنيات الأميركية.
بقراءة تحليلية لتوقيت الطرح الأميركي الوقح وغاياته، نلحظ بوضوح أن حدقة غيظ ترامب اتسعت لاستيعاب مشهد النصر السوري المنجز والمستكمل لتأمين مدنيي الشمال من الارهاب عبر تطويق دائرة ناره في ادلب، وما لذلك من انعكاسات حتمية على الجزيرة السورية التي يسيل لعاب الطمع بمقدراتها من أنياب الأميركي، وإن ادّعى غير ذلك متلطّياً خلف سواتر قش إتمام مهمة دحر داعش، أو إيكال مهمة الاحتلال ونهب الثروات السورية للذيلين الفرنسي أو البريطاني أو ميلشيات الانفصال التي ارتمت في حضن العدو الصهيوني، لتصبّ في النهاية في جيبي النهم الأميركي والجشع الصهيوني.
محرقةً كل الأوراق التي تفرد على طاولة التصعيد ووأد الحلول، ورقة الحق السوري باجتثات بؤر الإرهاب، فلا مكان للنصرة ومن على شاكلة إرهابها بسورية، وعلى من يحامي لها أن يأخذها وينصرف، وإلا فالجيش العربي السوري كفيل بدحرها، ونسف مشاريع مشغليها الاستعمارية.