تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


المقاومة في عيدها.. إرادة النصر على الصهاينة ودحر الإرهاب

متابعات سياسية
الأربعاء 25-5-2016
منير الموسى

عيد المقاومة والتحرير هو عيد كل القوى المقاومة التي تجابه المشروع الصهيوني منذ قيامه والتي قاومت وقدمت الشهداء، وتظهر صحة خيارات المقاومة جلية عندما نقرأ مواقف الإدارة الأميركية

ودول الغرب التي لا تخفي المشاريع التفتيتية للمنطقة وكذلك اجتماعات قادة الاحتلال ومؤتمرات أيباك في الاستيلاء على القدس وعدم إعادة الأراضي العربية المحتلة وإسقاط حق العودة لشعب فلسطين الذي ليس أمامه سوى المقاومة لتحرير أراضيه، فحكام الغرب الاستعماري لديهم مشروع يريدون إكماله حتى النهاية، وثبت لكل العالم أن السياسات الأميركية لا تعمل لمصلحة أحد بل لتدمير كل الشعوب وسلب ثرواتها لتعيش الشعوب الغربية غلى حسب ثروات الشعوب.‏

ظهرت المقاومة التي تشرعها كل القيم والأعراف والقوانين الدولية والتي قدمت تضحيات كبرى، لاسترداد الأراضي المحتلة، ولجم الجرائم التي يرتكبها الكيان الغاصب بحق الأرض العربية وتشريد شعب فلسطين وعدم تنفيذ القرارات الدولية ومشاريع كيان الاحتلال في سلب أراض عربية والدعم الغربي له لتفتيت العالم العربي، ومنع قيام أي نهضة في المنطقة.‏

عندما غزا الاحتلال الصهيوني جنوب لبنان عام 1978 واحتل جزءاً منه، ولم يستطع المجتمع الدولي فرض تنفيذ القرار425 كما لم يستطع تنفيذ قرار حق العودة 194 للشعب الفلسطيني ومع انعدام أي رؤية عربية واضحة للدفاع عن الأراضي العربية وتحرير المحتل منها، بزغ فجر المقاومة في لبنان، معتمدة على إرادتها وتصميمها، وفهمها لطبيعة العدو، ولقيت الدعم من سورية وإيران، واتضح أن أنظمة تدعي العروبة تقف في الخندق الصهيوني ضد كل أشكال مقاومة الصهيونية.‏

الكيان الصهيوني الذي اجتاح لبنان عام 1982، ما كان ليخرج من بيروت لولا الجيش العربي السوري ولولا وجود مقاومة عربية فاضطرت المصفحات الإسرائيلية إلى الهرب من بيروت وهي تتوسل المقاومين في مكبرات الصوت بعدم إطلاق النار عليها وهي تهرب، فجر الغازي أذيال الخيبة عام 1983، وأبطلت القوى المقاومة العربية اتفاق 17 أيار الذي كان بمنزلة صك استسلام للعدو الصهيوني. وكان أول انتصار للمقاومة في1984ثم الانتصار الثاني 985والانتصار في ٢5 أيار 200٠ بإجلاء المحتل من الجنوب، وتبدت أهمية نهج المقاومة وقدرتها على تحرير الأرض، وبرهن أنه هزم الجيش الذي لا يقهر وقد تساءل القاضي الإسرائيلي فينوغراد، رئيس لجنة التحقيق في هزيمة إسرائيل 2006، كيف يمكن لعدة آلاف أن يقفوا أسابيع أمام الجيش الأقوى في الشرق الأوسط.‏

انتصارات المقاومة التي كانت بفضل دماء الشهداء، أظهرت أن إسرائيل تهزم بالإرادة الصلبة، واقتنع الإسرائيليون أن دولتهم أوهن من بيت العنكبوت ، بمقابل قناعات لدى حكام عرب ولاسيما من دول الخليج والرجعيين بضرورة القضاء على المقاومة لأن الغرب أقنعهم بأن عروشهم ستنهار مع انهيار إسرائيل، فصنعوا الربيع الدموي والإرهاب الذي أريد له أن يدمر إمكانيات دول محور المقاومة من خلال العدوان بالوكالة، ونشر الفتن في المنطقة.‏

جبهة المقاومة تتصدى لعدوان أمني وسياسي وعسكري على الأرض في سورية، تخوضه أجهزة المخابرات الصهيونية والغربية التي ابتغت إراحة إسرائيل من دولة المقاومة سورية والالتفات لإيران وحزب الله في لبنان، غير أن هذا العدوان لم يتمكن من النيل من سورية بفضل صلابة شعبها وجيشها وقيادتها إلى جانب وقوف المقاومة اللبنانية إلى جانب الجيش العربي السوري، بوجه هذا العدوان المستمر منذ 5 سنوات لأن إسرائيل لا تزال منذ عام 2000ثم عام 2006 تعيش مرارة الهزيمة، ما وضع الصهاينة في مأزق وجودي، ولا تنفك إسرائيل تدأب على إجراء المناورات في جيش الاحتلال وتحضير الجبهة الداخلية وثني من فكر من المستوطنين عن حزم أمتعته للعودة إلى بلاده الأصلية، ورفع معنوياتهم المنهارة.. وبعد انتصار محور المقاومة غدا الغرب أكثر إصراراً على تقسيم البلاد عبر الحرب بأدوات إرهابية دربوها على كل أنواع الإجرام والإرهاب للتخلص من محور المقاومة الذي أحبط كل المخططات الاستعمارية في المنطقة فاستهدفت سورية التي هي واسطة العقد لمحور المقاومة الذي غدا اليوم أكثر صلابة وإصراراً على الانتصار على المشاريع الغربية.‏

قوة الردع لدى الكيان الصهيوني لا تزال في الحضيض رغم الحرب الإرهابية التي تشن على محور المقاومة، ولو يعرف أنه قادر على شن حرب مباشرة وينتصر فيها فلن يتوانى لحظة عن خوضها، وحلمه الوحيد لاسترداد قوة الردع هو في أمنيته بتفتيت سورية عبر جماعات القاعدة الإرهابية التي اعترف أكثر من مسؤول أميركي بأنها تم تصنيعها من واشنطن وبمال خليجي، فكانت إستراتيجية العدو الفاشلة للثأر من سورية والمقاومة بمساعدة كل دول الغرب إضافة إلى بعض الخونة السوريين الذين جمعوهم في ما يسمى «معارضة» ورعتهم قطر والسعودية وتركيا والإخوان المسلمون في مصر وتونس وليبيا، مع الرهان على إشعال الفتنة في المنطقة والتخلص من النموذج المقاوم الذي يسعى للتخلص من الاستعمار وذيوله. ولا أدل على أن العدوان الحالي على سورية هو عدوان إسرائيلي بالدرجة الأولى من الغارات الإسرائيلية على مواقع عسكرية ومدنية سورية ووجود السلاح المصنع في إسرائيل بيد الإرهابيين، وكذلك الاستهدافات الصهيونية المباشرة وغير المباشرة لقادة المقاومة، وتنسيق بعض العملاء في معارضات الخارج مع الكيان الصهيوني، وحلفائه في الخليج المتأمرك.‏

الرحمة لشهداء المقاومة في عيدها والرحمة لشهداء الجيش العربي السورية وكل من قاتل إلى جانبه لمنع الهيمنة الصهيونية والاستعمارية على مقدرات المنطقة، فإرادة الانتصار على الهجمة الشرسة راسخة لحر آخر إرهابي وصهيوني في المنطقة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية