تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


في ذكرى عيد المقاومة والتحرير..ملاحم البطولة تكتبها بنادق المقاومة والجيش في سورية .. والمشروع الصهيو أميركي يندحر على أسوارها

الثورة - رصد وتحليل
أخبار
الأربعاء 25-5-2016
يمثل عيد المقاومة والتحرير، أي تحرير الجنوب والبقاع الغربي في لبنان من الاحتلال الصهيوني بفعل المقاومة المسلحة، انتصاراً استثنائياً وتاريخياً للمقاومة ضدّ العدو الصهيوني،

وهزيمة غير مسبوقة لهذا العدو. والذي قلب ميزان القوى التقليدي في الصراع العربي الصهيوني لصالح العرب. وهذه المعادلة الجديدة في ميزان القوى حققتها المقاومة في لبنان.‏

وليس هذا الإنجاز بالأمر السهل في حسابات الحروب المصيرية، إنه لحظة انقلاب وتغير كيفي في حركة هذا الصراع. ولذلك تترتب عليه آثار عديدة ، تلحق بجوانب الصراع المحيطة. ويأتي هذا الحدث المفصلي في تاريخ الامة العربية في وقت يضرب فيه الارهاب التكفيري المدعوم من اميركا والممول بمال النفط الخليجي الدول التي تناهض الافكار التكفيرية الوهابية وتقف في وجه الاستعمار الصهيو اميركي.‏

ففي الخامس والعشرين من أيارعام 2000، خرجت قوات الاحتلال الإسرائيلي مهزومة تجرّ أذيال الخيبة، في مشهد يعبّر عن الذل الذي لحق بها. حيث شكّل هذا اليوم، عيداً وطنياً .وفي هذا اليوم اقتحم الأهالي معتقل الخيام وفتحوا أبوابه وحرّروا الأسرى مع رحيل الاحتلال وعملائه.‏

وفي الرابع والعشرين من هذا الشهر عام 2000، تقدّم الأهالي والمقاومون إلى قرى البقاع الغربي وحاصبيا. أمّا في ليل 24/25، فكان اندحار الجندي «الإسرائيلي « الأخير من الجنوب والبقاع الغربي، فأعلن 25 أيار عيداً للمقاومة والتحرير، على لسان رئيس مجلس الوزراء اللبناني الأسبق سليم الحص.‏

ما بين 17 أيار 1983 و25 أيار 2000‏

تعتبر هذه المرحلة فترة مليئة بالصلابة والصمود والتحدي ورفض الأمر الواقع، فبعد انسحاب جيش الاحتلال من الجزء الأكبر من الجنوب، بدأ نوع جديد من التآمر على المقاومة، وطرح نظريات تولّتها مجموعة من المنظرين، تتحدث هذه النظريات عن جدوى بقاء سلاح المقاومة بعد انسحاب جيش الكيان الصهيوني من لبنان. والهدف بالتأكيد، لم يكن مصلحة لبنان، بل محاولة منع تكريس نتائج هذا الانتصار وإبطال مفاعيله.‏

وقد عاشت المقاومة اللبنانية منذ عام 2000 إلى عام 2005 مرحلة ذهبية، من الثبات وتعزيز القدرات ومقومات الصمود.‏

و في عام 2006 وقع عدوان تموز وانتصرت المقاومة على «إسرائيل»، وزاد من قدراتها الاستراتيجية على مستوى الصراع مع العدو، لكنه اصطدم بعد ذلك بالانقسام اللبناني نتيجة التدخلات الخارجية.. ومع دخول المنطقة فيما بعد في نفق من التحولات الكبرى، اضطرت المقاومة إلى القتال ضدّ المشروع التكفيري في سورية إلى جانب دورها في مقاومة العدو «الإسرائيلي».‏

وشهدت حركة الصراع العربي الصهيوني حروباً متتابعة، ونتائجها لم تقض على روح المقاومة عند الشعوب العربية، فكانت كل حرب تنتهي إلى معادلة مفادها الاستعداد لحرب جديدة، وهذا يفيد، أن العدو لم يستطع هزيمة العرب لكن حركة الصراع استمرت على حالها.‏

وكانت الحروب تتابع كلما وصل الاستعداد للحرب إلى لحظة انفجارها. كانت العلاقة بين الحرب النظامية و المقاومة الشعبية علاقة تكاملية، يسعى كل منها إلى رفد الآخر بأسباب القوة ، حتى استقرت هذه العلاقة إلى مشاركة واقعية في حرب 1982، والتي مثلت في الواقع، نهاية مرحلة، وبداية مرحلة أخرى، من تاريخ المقاومة.‏

وكان المتغير الأكثر بروزاً بعد حرب 1982 نشوء المقاومة اللبنانية بقيادة حزب الله، لحمل راية المقاومة، في مرحلة شديدة الخطورة، متفاوتة ميزان القوى، دفعت المشهد إلى معادلات جديدة وتحالفات موضوعية بين القوى السياسية، واصطفافات مرتبطة بدورها بمتغيرات عميقة، في النظامين الإقليمي العربي والنظام الدولي.‏

وأهم ما أعطته المقاومة في لبنان من خلال حلفها الاستراتيجي مع إيران وسورية، تعديل ميزان القوى مع العدو الصهيوني لصالح العرب على مستوى الحرب التقليدية.‏

نتائج التحرير‏

لقد اعطى الانتصار والتحرير عام 2000 قوة للمقاومة في مواجهة التحديات والمتغيرات الإقليمية والدولية، وحقق الانتصار التاريخي في حرب تموز 2006، ومواجهة الإرهاب والتكفير، والدفاع عن مصالح حركة الثورة والتقدم، والإصلاح والعدالة والحريات في العالم العربي والإسلامي، وكذلك السعي إلى مشاركة فعالة للعرب والمسلمين في إدارة شؤون هذا العالم تلك هي النتائج الموضوعية لانتصار التحرير عام 2000.‏

ويطلّ عيد التحرير في وقت تمكنت فيه المقاومة اللبنانية بالتعاون مع الجيش السوري من تحرير معظم المناطق السورية من الإرهاب الذي تمدّد من سورية إلى الداخل اللبناني بطرق وأشكال مختلفة.‏

وهذه هي المرة الأولى في تاريخ الصراع العربي «الإسرائيلي» ينسحب الجيش الصهيوني من أرض عربية بقوّة المقاومة من دون شروط أو اتفاق صلح أو سلام.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية