تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


«معتدلو» أميركا يفيضون إرهاباً

حدث وتعليق
الأربعاء 25-5-2016
ناصر منذر

كل يوم يتلقى السوريون من الدول الداعمة والمشغلة للإرهاب المزيد من الرسائل الرافضة لأي حل سياسي، على شاكلة المجازر المروعة التي ارتكبتها عصابات أردوغان وآل سعود في جبلة وطرطوس،

حيث تبناها تنظيم «أحرار الشام» الإرهابي، الذي ترفض الولايات المتحدة وأجراؤها وأدواتها، إدراجه في قائمة التنظيمات الإرهابية، وتصر على تصنيفه في خانة الإرهاب «المعتدل» الذي يجب دعمه ورعايته، والأخذ بيده ليكون جزءاً من العملية السياسية!.‏

ربما يكون إعلان التنظيم الإرهابي مسؤوليته عن التفجيرات الإرهابية قد أوقع داعميه الأميركيين في موقف محرج لمغالاته في الإرهاب والتطرف، وربما يكون الإعلان مقصودا ومتعمدا لتسجيل بعض النقاط الإضافية للمشغلين من أجل لفت الانتباه لحضورهم الإقليمي وإن كان عن طريق الإرهاب، ولكن من المؤكد أن تبني التنظيم للعمليات الإرهابية قد نسف كل الادعاءات والتصنيفات الأميركية والغربية ، وأكد حقيقة أن الإرهاب واحد ولا يمكن تجزئته بين «معتدل ومتطرف»، كما هو منصوص عليه في القاموس الأميركي الذي يغص بالعديد من المصطلحات والتأويلات الفضفاضة لمفهوم الإرهاب.‏

لا نعرف إذا كان باستطاعة الولايات المتحدة بعد اليوم الاستمرار في تبني تنظيم «أحرار الشام» وتبريك «اعتداله»، وشرعنة أعماله الإرهابية، بعدما أفصح للعالم كله أنه من ذات تركيبة «داعش والنصرة»، ولكن ما تم كشفه عن استضافة واشنطن لأحد متزعمي التنظيم الإرهابي يؤكد باليقين القاطع أن الولايات المتحدة لا يمكن أن تتخلى عن أذرعها الإرهابية، طالما أنهم يشكلون شريان نفوذها وهيمنتها في أي مكان تزرعهم فيه.‏

وعندما تصر الولايات المتحدة على تنفيذ مخططاتها العدوانية، كما في سورية اليوم، فهي لا تعدم الوسيلة طالما أدواتها الإرهابية من «داعش والنصرة وأحرار الشام وجيش الإسلام» وغيرها من التنظيمات الوهابية التكفيرية، تحت الطلب دائما، وبما أن من أهداف التفجيرات الإرهابية نسف اتفاق وقف الأعمال القتالية، والحوار السوري في جنيف، فهذا يؤكد مجددا المساعي الأميركية لبعثرة أوراق الحل السياسي، بهدف الاستمرار في الابتزاز والضغط على الحكومة السورية لتحقيق بعض المكاسب لمصلحة المنظومة العدوانية، وهذا مما لن يحصل أبدا.‏

المؤكد أن التفجيرات الإرهابية في طرطوس وجبلة، وغيرها في المدن السورية، جاءت خلافا لتوقعات داعمي الإرهاب، الذين أرادوا من خلالها كسر إرادة الصمود لدى السوريين، الذين قابلوها بمزيد من التماسك والتلاحم والتعاضد، والالتفاف خلف الجيش للشد من أزره في محاربته للإرهاب بمختلف تسمياته وأشكاله، حتى دحر داعميه، واجتثاثه من جذوره تمهيدا لإعادة سورية إلى سابق عهدها واحة في الأمان والاستقرار.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية