والاهم مدى النفوذ والسيطرة الاميركية على داعش ذاته، وأن لديها دائما ما ينوب عن «معتدليها» في تحمل وزر الجرائم أينما كان طالما أنشئ تنظيم داعش وغيره لهذه الغاية.
في المعلومات والتفاصيل التي توفرت لـ «الثورة»من مصادر مختلفة، تتوضح حبكة المسرحية الاميركية وبكثير من الادلة والوثائق، حيث تكشفت خيوط التورط الاميركي في ادارة تلك التفاصيل بشكل مباشر عبر اتصالات رعتها الاستخبارات الاميركية.
فبعد تبني «أحرار الشام» للجريمة، ووجود الأدلة الدامغة على ارتكابها، سارع تنظيم داعش الإرهابي لتبني العملية بهدف إخراج الحركة الإرهابية من الشبهة، وإبعادها عنها وحمل وزر الجريمة لكونه اعتاد على ذلك، ولكن القرار لم يكن له، حيث أوعزت له «مربيته الفاضلة» أميركا لحمل الجرم عن «أحرار الشام» كي تبعدها بدورها عن ساحة التفجيرات والأفعال الإرهابية وتبعد عن نفسها حرج الدفاع عن إرهابييها، والاستمرار بلعبة ما يسمى «الاعتدال» في المعارضة، وجعل المقعد التفاوضي في أي مؤتمرات مرتقبة أو مقبلة على حسابها ولها، والترويج لها على أنها حركة سياسية تريد التشاركية في مستقبل سورية، ولاسيما بعد زيارة المدعو لبيب النحاس مسؤول ما يسمى الشؤون الخارجية في «أحرار الشام» في كانون الأول الماضي والتي كشف عنها موقع «ماكلاتشي» الأميركي وقضائه أربعة أيام في واشنطن التي تكتمت على الزيارة لإخفاء أي علاقة لها مع مرتزقة الحركة.
وكان من اللافت من خلال ردود الفعل الغربية أن الدول الأوروبية سرعان ما تلقفت بدورها أوامر الإدانة من واشنطن، فوجهت سهاما نحو تنظيم داعش رغم معرفتها بأن « أحرار الشام» هي من ارتكب تلك المجازر بالفعل حيث تم تجاهلها، لان الاقرار بارهابها يشكل ادانة للغرب والمشغلين الاقليميين معا الذين يجهدون لتعويمه بحراك اميركي تركي مشترك.
ولأنه دائماً «الماء يكذب الغطاس» هناك معلومات مؤكدة حصلت عليها صحيفة الثورة تثبت أن مسؤولاً بارزاً في الاستخبارات الأميركية أوعز لمتزعم في تنظيم داعش الإرهابي في إحدى المناطق التي يتواجد فيها التنظيم في مدينة دير الزور للخروج ببيان يتبنى فيه « داعش» التفجيرات، الهدف منه بالطبع تبييض صفحة «أحرار الشام» والإيحاء للعالم بأن الحركة لا تمارس الإرهاب وجلّ همها المشاركة في أي حل سياسي قادم، وهي ليست حركة إرهابية، ولذلك تدعمها أميركا وباقي الدول الغربية، ولذلك جاء الأمر الأميركي للاتفاق مع « داعش» على تبني الجريمة لكيلا يخرج « التنظيم المعتدل» عن عباءة الولايات المتحدة.
مصادر المعلومات أكدت امتلاكها لرسائل صوتية وكتابية تثبت التنسيق الذي حصل بين أميركا و»داعش» بعد بيان «أحرار الشام»، عن كيفية التبني للجريمة، كما تتضمن الرسائل توبيخاً لـ» أحرار الشام» على التسرع بإعلان بيانها دون الرجوع لواشنطن، موضحة أن الأخيرة فوجئت بالبيان ولم تكن على دراية بذلك، ما دفعها للإيعاز بصنيعتها «داعش» لحمل الجريمة، وهو ما يؤكد أيضاً سيطرة الولايات المتحدة الكاملة على التنظيمات الإرهابية وإدارتها لها، وما الضجة الإعلامية التي تدعي عبرها محاربة التنظيم الإرهابي إلا لذرّ الرماد في العيون وتحييد العالم عن حقيقة دعمها للإرهابيين.
في السياق ذاته وتأكيداً على المعلومات السابقة، قالت مصادر أهلية تتظاهر بأنها مقربة من «داعش»، أن المتزعم في صفوف التنظيم تلقى أوامر المسؤول الأميركي، موضحاً أن لديه وثائق تثبت ذلك.
المعلومات المؤكدة هذه تتقاطع بالتأكيد مع معلومات أخرى معروفة لكل من يعرف تفاصيل وجزئيات ما يجري في سورية، وهي أن « داعش» الإرهابي من الناحية المنطقية والنظرية لا يمتلك القدرة اللوجستية اللازمة والمتمثلة بإمكانية نقل هذا الكم من الأشخاص المنفذين والمتفجرات وإيصالها بهذه الدقة إلى الأماكن المكتظة في ساعات الذروة، كما لا يوجد له أي تواجد معلن في محافظتي اللاذقية وطرطوس، والمناطق التي يتواجد فيها باتت معروفة للكثيرين، أما من يتواجد هناك ويحاربه الجيش السوري على مقربة من المحافظتين، أي في إدلب وريف اللاذقية، فضلاً عن أن بعد مناطق التنظيم عن الساحل السوري يحد من قدرته المباشرة في التفجيرات الانتحارية التي يستخدمها فقط في حالات الهجوم في نقاط التماس المباشرة وجها لوجه.
التفجيرات الإرهابية التي وقعت، وسارعت ما تسمى حركة أحرار الشام التي تضم «كتائب أحرار الشام» و»حركة الفجر الإسلامية» و»جماعة الطليعة الإسلامية» و»كتائب الإيمان المقاتلة «لتبنيها والاعتراف بالوقوف ورائها، لم يكن هنالك حاجة لإعلانها عن ذلك لأن بصماتها واضحة في الجريمة، نتيجة تواجدها في مناطق قريبة من المدينتين من جهة، و إلقاء القبض على انتحاري قبل أن يفجر نفسه ينتمي للحركة الإرهابية المذكورة والتي تدعمها واشنطن تحت مسمى «الاعتدال» من جهة ثانية.
وبالإضافة للمعلومات ثمة تحليلات تقول: إنه لو نظرنا إلى الطريقة التي تبنى فيها «داعش» العمليات عن منبره «أعماق» سنجدها مختلفة عن سابقتها من حيث طريقة النشر أو الإطار الأساسي الذي توضع فيه مثل هذه البيانات، أو حتى المصطلحات الطائفية التي يستخدمها، وافترض المحللون إن صح هدف «داعش» وما أعلنه عن استهداف شريحة محددة في المحافظتين، فالتنوع في صفوف الضحايا ينفي البيان، ويدحض كل ما ورد فيه، وبدت فيه مسرحية واشنطن الهزلية فاضحة للدور الاميركي في رعاية الارهاب» بمعتدليه»، و « متطرفيه».