تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


من نبض الحدث.. الفطرة الوطنية تحرق رسائل الإرهاب.. والردود الواثقة قادمة

صفحة أولى
الأربعاء 25-5-2016
كتب علي نصر الله

مما لا شك فيه أن ما شهدته حلب في الأسابيع الماضية من تصعيد إرهابي استهدف الأحياء المدنية، أتى على خلفيتين، الأولى محاولة المجاميع الإرهابية ورعاتها الرد على التقدم الذي يحققه الجيش السوري والحلفاء في الميدان،

والثانية محاولة إفشال المسعى السياسي الجاري في إطار جنيف الذي كان منتظراً أن يعززه اتفاق وقف الأعمال القتالية، والهدف هو الانتقال إلى حالة أخرى لم تخفِ المملكة الوهابية رغبتها بها.‏

التفجيرات الإرهابية التي شهدتها طرطوس وجبلة بدورها ما هي إلا امتداد طبيعي للنزعة الوهابية ذاتها، وطبعاً لكل من يقف معها في أميركا وتركيا، وقد عبر جبير الوهابية صراحة عن هذه الرغبة الحمقاء بالدعوة لتغيير موازين القوى، معترضاً ربما على مشغليه بقوله: إن المساعدات وحدها لا تكفي، في إشارة واضحة لأطنان الذخائر والأسلحة التي ألقتها مؤخراً الطائرات الأميركية للمسلحين الإرهابيين من الدواعش وجبهة النصرة على السواء إضافة لمعتدلي واشنطن الذين حصلوا مناصفة على حصتهم منها.‏

السوريون بفطرتهم الوطنية باتوا بارعين في فهم الحالة وبإحراق الرسائل التي تحاول أطراف معسكر العدوان توجيهها أو وضعها في صندوق بريد تنظيماتها الإرهابية قبل إعطاء أوامر التنفيذ، ولعل إسقاط السوريين عناصر الفتنة هي أهم رد على هذه الأطراف التي ربما عليها أن تستعد لتلقي الردود الواثقة - السياسية والعسكرية - خلال الأيام القادمة التي لا مكان فيها للانفعال، والتي من المُتوقع أن تكون هادئة لكنها مُؤثرة وفاعلة ومُؤهلة لتكون مفصلاً مُهماً في مجرى الحرب والدفاع المُقدّس عن سورية.‏

المشاركون في تحالف واشنطن المزعوم يختلفون فيما بينهم، تطفو على السطح خلافات أخرى بين المُشغل الأميركي والأدوات، تتسرب خلافات أخرى من اجتماعات الناتو، وتتحدث أميركا كل ساعة بلهجة مختلفة عن سابقتها، لكن سورية والحلفاء لا يؤسسون على ذلك، وإن أخذت سورية وحلفاؤها علماً بذلك، فإنّه غير مرشح ليترك منعكسات على الأداء السياسي والعسكري، بل ربما يعزز القناعات الراسخة من أن أميركا لم تفهم بعد، وقد لا تفهم حتى إدارتها الجديدة القادمة التي سيكون لها الحصة الأكبر بتحمل مسؤولية اتخاذ قرار الانسحاب والانكفاء الإلزامي من بعد تذوق مرارة تكرار واجترار محاولات سابقتها.‏

الرقة قبل حلب، وحلب مع دير الزور، ودرعا مع الجولان وأخواتهما لن تكون إلا ساحات من ساحات الوطن الذي سيحتضنها ويجمعها مجدداً ببطولة وتضحيات الجيش، وبإيمان السوريين بوحدة انتمائهم، وباعتقادهم الجمعي أنه مهما قست المعركة مع الرؤوس الحامية في تركيا وإسرائيل والسعودية فضلاً عن أميركا والغرب، فإن سورية لن تكون سوى الوطن المُوحد، المُستقل والمُقاوم الذي لن ترتفع فيه إلا رايات العروبة والكرامة والنصر.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية