الذي يتم انجازه على أرض الواقع بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد.
حيث يعتبر حزب البعث كحركة قومية عربية احدى أذرع المقاومة للدفاع عن مصالح الامة العربية وصون استقلالها وسيادتها والنضال من اجل مجتمع حر موحد تسوده العدالة والمساواة ويشكل رمزا لنضال الشعوب الاخرى ضد كل أشكال الهيمنة الاستعمارية لتحقيق عالم يسوده الامن والاستقرار والتقدم والازدهار.
وجاء تأسيس حزب البعث في 7 نيسان عام 1947 والذي صادف أمس الذكرى الـ 65 لتأسيسه كأهم حزب قومي بالمنطقة العربية ردا طبيعيا على المشاريع الاستعمارية الخارجية وفي ظل التامر الغربي والرجعي على الامة العربية وتوحيدا للشعوب العربية وقواها بعد فترة قصيرة من استقلالها وشكل شعاره المكون من أغصان الغار التي تحيط بخريطة الوطن العربي وينطلق من فلسطين العلم الذي يمثل الراية الموحدة للامة العربية تحت سقف البعث الامر الذي اعتبرته دوائر الاستعمار والامبريالية خطرا كبيرا عليها.
وأقر الحزب في مؤتمره التأسيسي المنعقد بدمشق عام 1947 دستورا له حدد فيه مبادئ بين من خلالها مفهومه للامة العربية والوطن العربي والمواطن العربي وسلطة الشعب على أرضه وحرية هذا الشعب ونظرته للانسانية ودورها في بناء الحضارة كما حدد الدستور منهجية عمله باعتباره حزبا قوميا اشتراكيا شعبيا رسم سياساته في مختلف المجالات الداخلية والخارجية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتربوية والتعليمية بشكل يهيئ البنية الاساسية لتوحيد الموارد الاقتصادية والبشرية لخدمة المواطن العربي.
وأسهم الحزب في رسم خريطة اجتماعية واقتصادية وسياسية لسورية جعلت من الطبقات الكادحة والمهمشة تاريخيا الفاعل الاساسي في المشهد السوري بكل مكوناته.
واكتسب الحزب عبر تاريخه النضالي استمرارية لفكره القومي من خلال التصاقه بالجماهير وتعبيره عن طموحاتها وتطلعاتها والدفاع عن حقوقها ومكتسباتها وتبنيه للفكرة القومية وربطها بالنضال القومي حرصا على روح الامة العربية وتطلعاتها وتعزيز مكانتها.
وركز حزب البعث خلال الفترات الماضية على العمل العربي المشترك وبناء مفهوم الوحدة العربية على أساس مؤسساتي والعلاقة التكاملية بين العروبة والاسلام ودعم المقاومة وتكريس ثقافتها لدى الاجيال لبناء مستقبل الامة بارادة ابنائها وعزيمتهم وحقق منذ تأسيسه العديد من الانجازات الكبرى ففي الخمسينيات أفشل المشروعات الاستعمارية والاحلاف العسكرية وأجج الشعور القومي والنضال الوحدوي وقاد جماهير الشعب لتحقيق الوحدة بين سورية ومصر التي كانت اول وحدة عربية في العصر الحديث واسقط حكم الردة والانفصال وفجر ثورة الثامن من اذار في الستينيات واجرى تحولات بنيوية وجذرية في المجتمع لتحقيق العدالة وتوسيع قاعدة المشاركة الشعبية في شؤون سورية.
وفي عام 1970 جاءت الحركة التصحيحية المجيدة التي قادها القائد الخالد حافظ الأسد فكان لها أثر مهم وانعطاف كبير في حياة الحزب وتطوير نضاله واغناء فكره ومسيرته حيث اعادت الحركة ثورة الحزب إلى مسارها الصحيح وتأصل فكر البعث وترسخ دوره وتحقق في ظل التصحيح المجيد وبالتعاون مع الشقيقة مصر انتصار حرب تشرين التحريرية التي كانت وستظل معلما بارزا في نضال الامة عبر تاريخها وستظل هذه الاثار تزداد عمقا ووضوحا ما دام الحزب مستمرا في اداء رسالته.
وتمكن حزب البعث بعد ستة عقود ونيف من تأسيسه من أخذ موقع متقدم في مسيرته النضالية عبر ترسيخ تجربته الرائدة في الواقع العربي.
وعبر الحزب منذ انطلاقته الاولى وقبل تنظيمه كحزب سياسي عن نبض الشارع العربي وتحسس همومه وخبر مشاكله وحلل واقعه تحليلا علميا ووضع على اساس ذلك اسس المعالجة واسلوب العمل المنتج فكانت الوحدة والحرية والاشتراكية خير اهداف لمواجهة واقع الفرقة والاحتلال والتخلف.
ويتابع الحزب اليوم بالتعاون مع القوى والاحزاب الوطنية جهوده ومساعيه لتحقيق أهدافه وتعمل سورية باعتبارها الدولة التي نجحت واستمرت فيها ثورة البعث على تمثل افكار ومبادئ واهداف البعث وتعزيز حضورها في شتى المجالات.