مجردين من أسلحة الجهل ودمارها الشامل للعقول ، فأسلحتهم التي تحويها حقائبهم المدرسية من أقلام رصاصية وملونة و حبرية أكثر فتكاً لمصارعة الجهل وإردائه صريعاً ، و كتبهم من تاريخ و جغرافية و لغة عربية ستثقب عيون دعاة تقسيم ، و فرض حدود وهمية و إقامة إمارة ظلامية داخل أرض سورية ، كما ستمجد تاريخاً عريقاً لن تمحوه أياد عابثة بسكينة زنوبيا و معابد تدمر الأثرية، لأنها محفورة بالعقول و منقوشة بوجدان وذاكرة كل سوري .
كما كل أيلول موعد تجديد الطبيعة كذلك العقول لها موعد للقاء العلم و النهل منه على مقاعد الدراسة ، موعد استعد له طلابنا استعداداً خاصاً فرضته تفاصيل أزمة أو يوميات قذيفة هاون استباحت حدوداً مدرسية و درباً مزدحماً بطالبي علم ، و قيدت تلك الاستعدادات ضغوط اقتصادية خنقت فرحة العودة للمدرسة ببدلة جديدة ، أو بحقيبة ترضي ذوقاً طفولياً وتلبي احتياجات استيعاب مستلزمات مدرسية، فالأسعار حلقت عالياً بشكل غير منطقي ما جعل تجهيز طالبين أو ثلاثة للعودة إلى المدرسة عبئاً أسرياً يضاف إلى جملة أعباء مادية تنوء تحت وطأتها الأسرة السورية .
لكن رغم كل الهواجس و التحديات سيملأ باحات مدارسنا صخب سيصم من راهنوا على استمرار العملية التعليمية في مدارسنا ، بعد أن تهدم منها ما تهدم خارجاً من الخدمة ، وبعد أن تحولت باحات المدارس و صفوفها إلى هدف مستباح لأتباع الجهل و دعاته ، سينشد طلابنا كل يوم نشيدنا الوطني موجهين السلام لحماة الديار و مؤدين التحية معلنين الولاء لعلم سوري واحد ، و سيمضون يومياً إلى المقاعد تحرسهم دعوات الأمهات بعودة سالمة ، و ترافق خطواتهم إرادة لا تلين لرسم مستقبل أفضل لسورية بالعلم و المعرفة .