هموم الحكومة -على ما يبدو- تفوق هموم المواطن بكثير وتسبق شكواه بمراحل بعيدة تبعا لكونه يهتم بنفسه اما الحكومة فتهتم بملايين المواطنين مع الأخذ بعين الاعتبار أن المشكلات الفردية للمواطنين هي المشكلات المليونية التي تعمل الحكومة على حلها..
الهموم كثيرة والمعالجة تبدو قاصرة عن اللحاق بالركب المسرع بالرغم من ان الحل شديد البساطة ويتلخص باعتبار الهموم التي يطرحها المواطن هموم مباشرة للحكومة نفسها بدلا من تأطيرها ضمن الخطط والاستراتيجيات ولو قصر امد الخطط على اعتبار (الخمسيات) باتت في زمن الازمة دقة قديمة..
الحكومة تعول على المواطن وتفهمه وطولة باله وسعة صدره وجلده وتحمله وبالتالي صموده في تنفيذها لخططها وكيفية ادارتها لما بين يديها في حين ان المواطن يعول على الحكومة في حل مشكلاته حتى يتمكن من الصمود وبالتالي تحمل الزمن المستغرق حكوميا في الحل وهي هموم متبادلة لا يملك المواطن المبادرة في حلها في حين ان الحكومة تملك كل الأدوات..
الحلول التي نتحدث عنها تتلخص في الاجابة على جملة من التساؤلات التي تشمل فقدان بعض المواد الاساسية في السوق وفي نفس الوقت وجودها وبكثافة في السوق السوداء واولها المحروقات كما تشمل تقلص الموارد في حين يصول ويجول المئات ان لم نقل الالاف من المتهربين ضريبيا ومصرفيا من سداد التزاماتهم يرفلون في نعيم مخالفاتهم بل وتراهم يستقبلون بالترحاب أينما وجدوا..
لا بد من الية لاستيعاب هموم المواطنين الذين صمدوا اضعاف ما عقدت الآمال عليه من صمود وهي هموم ينقلها الاعلام بكل امانة ودقة ويتحمل الصحفي والاعلامي عبء و نزق وردة فعل الاقلام الخضراء والزرقاء -على حد سواء- تجاهها بالرغم من كل الدعوات للإعلام حتى يكون حياديا بين طرفين غير متساويين في المقدرة..
من يدري لعل الحل يكون في افساح المجال للإعلام حتى يطرح ما يعترضه من حالات موثقة تمس المواطنين امام رئيس مجلس الوزراء شخصيا ودون انتظار لأشهر وسنوات حتى يتم اللقاء ولعل في ذلك فائدة تتجاوز الاقتصار في هذا المجال على افراد بعينهم او فرد من الاعلاميين المحظوظين..!!