والأهم مدى الخبرات التي يمتلكها في امتهان القتل والإرهاب، وفي المقابل استبعدت الدول المعنية والتي تحارب بشكل فعلي الإرهاب على الأرض، ليتضح فيما بعد أن هدف التحالف الأميركي كان لدعم الإرهاب، وليس لمحاربته، بدليل أن جميع أعضاء التحالف المزعوم تنطبق عليه المواصفات والمعايير الأميركية.
اليوم وبعد الحديث الروسي الجدي حول إنشاء تحالف فاعل، استنادا لمبادرة الرئيس فلاديمير بوتين، بدأت الدول الداعمة للإرهاب تخشى على مصير تنظيماتها الإرهابية، فأقامت الدنيا ولم تقعدها، أمام الإصرار الروسي على دعم سورية بمكافحة الإرهاب، وتجلى ذلك بالحملة الغربية الهستيرية ضد روسيا،وإغلاق بعض الدول مجالها الجوي أمام طائرات المساعدات الروسية بأوامر أميركية صرفة، ليتوج باراك أوباما تلك الحملة بمزاعم واهية، فادعى وفقا للمنطق الأميركي المقلوب بأن الدعم الروسي سيعرقل جهود الحل السياسي!!.
أوباما ومن موقع المنافق سياسياً، ادعى أيضاً بأن استراتيجية روسيا ستفشل، للهروب من الضغوط المتزايدة التي يواجهها من أعضاء تحالفه المتصدع، لفشل استراتيجيته في القضاء على (داعش)، والتي نتج عنها إضافة إلى زيادة تمدد التنظيم الإرهابي، تدفق المهجرين بفعل الإرهاب إلى الدول الأوروبية, وكذلك لمحاولة تهدئة خواطر الأنظمة المستعربة التي بدأت تشعر بالقلق على مصير حكمها من الاستدارة الأميركية غير المعلنة، وباتت ترى حاجتها في الكيان الصهيوني، وتعتبر نتنياهو رجلا (واقعيا ومنطقيا) على حد وصف الجنرال السعودي أنور عشقي، ولعل ما ذكره دوري غولد مدير عام وزارة خارجية الكيان عن تلقي مكتب نتنياهو الكثير من الطلبات الواردة من عواصم عربية للقاء مسؤولين إسرائيليين لتعزيز العلاقات يصب في هذا السياق.
الولايات المتحدة على دراية كاملة بأن المحاربة الجدية للإرهاب، ستقود حتما إلى الحلول السياسية، وهو ما ترفضه في الوقت الراهن، من خلال العمل على تقويض الجهود الروسية، وما زالت تراهن على تنظيماتها الإرهابية، رغم تقهقرها على أكثر من جبهة، وآخرها إعلان متزعمي الإرهاب عن انتهاء عمليات (عاصفة الجنوب) بعد سلسلة هجمات فاشلة على درعا, ولكن تطورات الأوضاع تشير بوضوح إلى أن إدارة أوباما، ستسلم بالنهاية بصحة الرؤية الروسية المبنية على أسس القانون الدولي، خاصة في ظل الانقلاب التدريجي في مواقف الدول الغربية تجاه ما يجري في سورية، والتي بدأت تقتنع بما أكدت عليه سورية مرارا، بأن الإرهاب سيطول الجميع في حال الاستمرار في دعمه، وعدم اتخاذ مواقف جادة لمحاربته.