بطولة.. أن تبقى مجموعة من الجنود تفتش مع ضباطها أثناء المعركة عن كل مدفع مضاد للطائرات وبأي منطقة كان لاستعماله أو أن يرفض أحد الضباط أن يترك ظهره للأعداء.
ويظل يدافع بإيمان عجيب، حتى يستشهد، بعد أن يعطب ويدمر عشر آليات معتدية.
وبطولة.. أن يشترك الجيش الشعبي، ويظهر أعمالاً فدائية لا تقل تضحية عما حققه الجيش النظامي البطل.
وبطولة.. أن يقف الشعب العربي - جماهير الشعب العربي المناضلة، والمكافحة، والكادحة، والشريفة- وقفة رجل واحد، منطقها، خوض الحرب حتى آخر فرد عربي.. والاستمرار.. في التعبئة والتسلح،وحلها الوحيد للأمر هو: إلغاء الوجود الاستعماري والمصالح الاستعمارية - بكل أنواعها- من الوطن العربي.
وأن العدو هو.. الامبريالية العالمية متمثلة بأمريكا، وانكلترا، وألمانيا الغربية، واسرائيل..
والمقاطعة الاقتصادية الحادة، ورفض تمييع القضية، والتخاذل مهما كان نوعه، ومصدره، وتبريراته..
وبطولة.. أن ينضج وعي الطبقة العاملة - بوجه خاص- ويتحول هذا الوعي الى عمل.. فيضع كل عامل أمامه موضع التنفيذ بالإضافة الى شعارات « الموت أو النصر.. وحرب التحرير الشعبية، والمعمل للعمال».
شعار« يجب أن يكون ساعداً على الآلة.. وساعداً على السلاح..» ويجب أن يزداد الانتاج.. ولا بد من زيارته.
وهذا.. ليس كلاماً يجب أن يحصل، أو فرضية قد تتحقق.. وانما حقائق لمستها في كل معامل القطر العربي السوري.. لدى العاملات يحرسن ويحافظن على وسائل الانتاج كأطفالهن، ولدى العمال الذين قرروا أن تقسم حياتهم الى مرحلتين مرحلة عمل وانتاج، ومرحلة تدريب على السلاح..
وأن يتحول العمال، كل العمال، الى منتجين ومقاتلين...
وبطولة أيضاً.. أن تلغي فتياتنا من حياتهن كل المظاهر البورجوازية.. وأن تصبح أماكنهن في المستشفيات، ومناطق التدريب، وأن يقررن خوض المعركة «جنوداً، ومرشدات وعاملات في الدفاع المدني».
والموقف المقابل هو موقف « الذين قرروا» أن يستأنفوا ضخ البترول للدول التي تضع في ذهنها وتصر على غزو الوطن العربي.
لقد وعى الشعب العربي أبعاد معركته، واتخذ الموقف الحق.. ولن ترهبه «الاعدامات، والاعتقالات» لقد صمم على المقاطعة.. وعلى عدم تدفق البترول للعدو مهما كان.. وسيتكفل وحده بتحقيق شعاراته..
وسينفذها بفوهات بنادقه.. وايمانه.. ووحدة صفه.. وحتمية انتصاره.
الأربعاء 12/7/1967