،ولعل أكثر ما تركز عليه طهران هو نقطة أساسية وهي أن جر سورية للحرب الداخلية كان مخططا لها من قبل أميركا وحلفائها لتوجيه ضربة تفصم عرى المقاومة لمصلحة إطالة عمر إسرائيل وضمان أمنها .
وضمن هذه الرؤية أكد مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والافريقية حسين أمير عبد اللهيان أن مخططي الحرب ضد سورية أرادوا إضعاف محور المقاومة في المنطقة وتعزيز جبهة الموالين للكيان الصهيوني ولكن مخططهم باء بالفشل محذراً في مقابلة نشرت من ظاهرة التكفير وإيجاد الفتن في العالم الإسلامي .
وأكد عبد اللهيان أن المحور الأمريكي الصهيوني يريد زج الشعب السوري المتمتع بخصوصيات فريدة والذي يتموضع في الخط الأمامي للمقاومة في حرب داخلية وبأسرع وقت مضيفاً: لمسنا منذ بدء الأزمة في سورية أن الولايات المتحدة الأمريكية شرعت في التدخل العسكري في سورية بشكل أو بآخر ,لافتا إلى أن دخول أمريكا المرحلة العسكرية ليس حدثا جديدا فهم والكيان الصهيوني أرسلوا السلاح منذ زمن إلى "المعارضة" وبعد مضي فترة من الوقت دخلوا المرحلة الثانية المتمثلة بالحديث عن الحل السياسي بالتوازي مع الدعم المسلح للمعارضة ,ولكن كل مخططاتهم كانت تنصب في إطار إضعاف سورية كدولة مقاومة.
وقال عبد اللهيان "إن إيران لديها معلومات عن قيام مسؤول في إحدى دول المنطقة بتوحيد القوى التكفيرية مع :جبهة النصرة" لإسقاط الحكومة السورية" معتبرا أن ظاهرة التكفير تصب في هدف إيقاع الفتنة في العالم الإسلامي.
وضمن هذا الإطار أكد قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني أن الفضل في قوة المقاومة في المنطقة يعود إلى سورية، وقال سليماني في حديث مع قناة العالم أمس "إن الهجمة الكبيرة التي تتعرض لها سورية في الآونة الأخيرة جاءت نتيجة الانتصارات التي حققتها على المجموعات الإرهابية المسلحة".
وفي إشارته إلى أسباب محاولة تدمير سورية أكد حسين نجفي حسيني عضو مجلس الشورى الإيراني والمتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في المجلس أن سورية تشكل الخط الأول في المقاومة ضد إسرائيل لافتا إلى أن السياسات القائمة على العدوان وإثارة الحروب التي تنتهجها الولايات المتحدة أهدفها توجيه ضربة لجبهة المقاومة وضمان أمن إسرائيل ,مشيراً إلى أن "سورية تعد من بين الدول الأساسية في جبهة المقاومة إلا أن دول الهيمنة العالمية ومن ضمنها الولايات المتحدة وحلفائها ولاسيما إسرائيل عملوا على جرها إلى ساحة حرب في الداخل".
وقال نجفي حسيني إن "الرئيس الأمريكي باراك أوباما تراجع الآن عن خطته للعدوان على سورية بعد الدعم الكامل الذي أبدته كل دول العالم للحكومة والشعب السوري".
وفي هذا السياق أكد المسؤول الإعلامي بممثلية الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى منظمة الأمم المتحدة علي رضا مير يوسفي أن البند الثاني من ميثاق المنظمة يمنع صراحة التهديد باستخدام القوة ضد أي عضو فيها معتبراً أن التهديد الأميركي بالعدوان على سورية يتعارض كليا مع الميثاق الأممي والأعراف الدولية.
وذكرت وكالة مهر أن مير يوسفي أكد في بيان ممثلية إيران لدى الأمم المتحدة عدم مشروعية أي عمل عسكري ضد سورية مشيرا إلى الآثار المدمرة المترتبة على أي عدوان على سورية على المنطقة والمجتمع الدولي.