معتبرا أن التدخل الخارجي المباشر في سورية عندما انتقل من القول إلى الفعل فشل فشلاً ذريعاً وبات دعاته يحصدون نتائج الهزيمة والخيبة.
وأضاف جميل خلال اجتماع المجلس المركزي للجبهة الشعبية للتغيير والتحرير أن عالم اليوم يشهد صراعا أكثر وضوحا بين قوى صاعدة لا تريد استمرار الهيمنة واستخدام القوة لفرض املاءاتها على الشعوب وقوى هابطة بدأ دورها في الحياة السياسية والاقتصادية والعسكرية بالأفول.
وأوضح جميل أن طرح موضوع استخدام الأسلحة الكيميائية وما ارتبط به محاولة لقوننة وشرعنة التدخل الخارجي المباشر وجاء بعد أن فشلت القوى الغربية وحلفاؤها الاقليميون في تحقيق أهدافهم بالتدخل غير المباشر معتبرا أن التدخل الخارجي المباشر في سورية عندما انتقل من القول إلى الفعل فشل فشلا ذريعا وبات دعاته يحصدون نتائج الهزيمة والخيبة الا أن هذا لا يعني أن خطره أصبح صفرا رغم تراجعه مقارنة مع الأسبوعين الماضيين.
وأشار جميل إلى أن الجبهة أيدت مؤتمر جنيف منذ لحظة الإعلان عنه لأنه الوسيلة الوحيدة لمنع التدخل الخارجي بشؤون سورية بمختلف أشكاله والسماح بإطلاق عملية سياسية يقودها الشعب السوري على اختلاف قواه الوطنية والسياسية عبر الحوار والمصالحة الوطنية ؛ مؤكدا أن السوريين محكومون بالانتصار كونه خيارهم الوحيد في الحرب الطاغية الغاشمة ضدهم وفي ظل انهيار القطب الواحد والحاجة لتكوين عالم جديد تلعب سورية دورا مهماً فيه.
ورأى جميل أن حكومة الوحدة الوطنية الشاملة لجميع مكونات الشعب السوري السياسية ستجد طريقها للتنفيذ خلال الأسابيع القليلة القادمة كونها الوسيلة التي تسمح بالخروج الآمن والسلمي من الأزمة مع الحفاظ على وحدة الدولة السورية ؛ معتبراً أن الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير امتلكت دوراً مفصلياً في حياة البلاد السياسية نتيجة التفاف قوى سياسية وشعبية أكبر حول عناصر الرؤية التي طرحتها والقبول السريع والمتسارع لخطها الوطني.
كما ناقش جميل الاقتراحات الخاصة بالتحضير لمؤتمر الجبهة الثاني المزمع عقده خلال الأسابيع القادمة وجدول أعماله وتشكيله ووثيقته البرنامجية الجديدة واقتراحات تعديل اللائحة التنظيمية للجبهة وبحث انتسابات قوى وأحزاب جديدة.
بدوره أشار عضو رئاسة الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير علاء عرفات إلى أن انحسار حدة التهديدات الغربية والأمريكية بالعدوان على سورية يفرض على جميع القوى الوطنية السياسية جملة من الاستحقاقات الهامة في ظل اتساع الأفق لحل الأزمة سياسيا مشيرا إلى أن مؤتمر جنيف 2 سيكون بداية للحل السياسي في سورية بعد أن وصلت الأزمة فيها إلى نهاياتها من حيث التصعيد وستبدأ بالانحسار التدريجي منذ الآن.
ولفت عرفات إلى ضرورة أن تحافظ القوى السياسية في سورية في المرحلة القادمة على اتجاهاتها الوطنية والتمسك بنهج الدولة السورية الراسخ وتاريخها النضالي الداعم لقوى المقاومة وحقها في استعادة جميع الأراضي العربية المحتلة مع التركيز على أولوية مناقشة جميع القضايا المتعلقة بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي تهم جميع شرائح المجتمع السوري بموضوعية وشفافية.
شارك في الاجتماع ممثلون عن عدد من الأحزاب السياسية والشخصيات المستقلة و15 لجنة من لجان الحراك الشعبي والعمل السلمي وممثلون عن أحزاب قيد الانضمام للجبهة.
يذكر أن الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير تضم حزب الإرادة الشعبية والحزب القومي السوري الاجتماعي المعارض وعددا من الشخصيات السياسية والاجتماعية المستقلة.