ولاسيما بعد الذرائع التي اتخذتها واشنطن فيما يتعلق بالأسلحة الكيميائية واتهام الحكومة السورية باستخدامها، وذلك بهدف تهديد سورية ومن ثم ضربها واستكمال مشروعها التخريبي التي جندت له مئات الآلاف من الإرهابيين والخارجين على القانون، ومن هذا المنطلق عملت موسكو جاهدة من أجل التوصل إلى اتفاق مع أميركا بشأن تلك الأسلحة.
وزير الخارجية الروسي: قرار سورية الانضمام إلى منظمة حظر السلاح الكيميائي نقطة انطلاق الاتفاق
وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري أعلنا في مؤتمر صحفي أمس عقب مباحثاتهما في جنيف عن توصلهما إلى اتفاق بشأن عملية تدمير مخزون الأسلحة الكيميائية السورية وأوضحا أن الوفدين الروسي والأميركي نسقا حزمة من الاتفاقيات بهذا الشأن لكنهما شددا على أن هذه الاتفاقيات ليست إلا مقترحات يجب أن توافق عليها أولاً منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
وأوضح لافروف أن قرار سورية الانضمام إلى منظمة حظر السلاح الكيميائي واستعدادها لتنفيذ تعهداتها قبل بداية مفعول هذا القرار شكل نقطة الانطلاق لاتفاق روسيا والولايات المتحدة حول الخطوات المشتركة التي ستتخذ للتعامل مع السلاح الكيميائي في سورية مبينا أن الاتفاق بين الجانبين لم يتضمن الحديث عن عقوبات أو استخدام القوة وأنه سيساعد وسيمكن من تجنب أي سيناريوهات عسكرية.
وقال لافروف.: لا يمكن أن يدور الحديث في مثل هذه الحالة حول استخدام القوة ولم يدر الحديث عن أي عقوبات فهذا الموضوع يجب أن يناقش في مجلس الأمن , لافتا إلى أن روسيا تريد أن تعمل مع الامريكيين معا وقبل كل شيء في اطار مجلس التنسيق لمنظمة حظر السلاح الكيميائي.
وأضاف علينا الان أن نحول الاتفاقيات إلى لغة قانونية واضحة علما أن الاتفاقيات تحتاج إلى التثبيت والمصادقة لكن ما يهم الآن أن روسيا والولايات المتحدة توصلتا إلى اتفاق بشكل سريع ما يدل على أنه عندما توجد نية وارادة للعمل المشترك فبامكان البلدين أن يحرزا نجاحات كبيرة وخاصة فيما يتعلق بالحيلولة دون نشوء خطر انتشار سلاح الدمار الشامل.
واعتبر لافروف أن الاتفاق بين البلدين سيكون مهما جدا بالنسبة لموضوع تصفية كل ترسانة السلاح الكيميائي في سورية وذلك سيساعد وسيمكن من تجنب أي سيناريوهات عسكرية، موضحاً أن الاتفاق تضمن التأكيد على ضرورة الدعم من قبل مجلس الأمن ولاسيما فيما يتعلق بالقضايا التي تكون خارج أطر عمل منظمة حظر السلاح الكيميائي والمقصود ضمان الظروف الامنة لعمل المفتشين لافتا إلى أن السلطات السورية ستكون المسؤولة عن أمن المفتشين كما ستتحمل المعارضة مسؤولية ذلك.
وقال لافروف.. اتفقنا على أن كل مخالفة للاجراءات وكل خرق للاحكام المتفق عليها أو استخدام السلاح الكيميائي سيناقش من قبل مجلس الامن الذي سيتخذ ويتبنى قرارات مناسبة، مضيفاً اتفقنا أيضا على مواصلة القرارات المتخذة في قمة مجموعة الثماني ونؤكد أننا نقف ضد استخدام السلاح الكيميائي ولابد من رفع التقارير حول هذه الحالات إلى مجلس الامن.
مصرون على الحل السلمي
والاتفاق بدايته
وبين لافروف أن الاتفاق بين روسيا والولايات المتحدة يشكل بداية الطريق فقط نحو ايجاد الحل الكامل لمسألة السلاح الكيميائي في سورية، وقال أكدنا مع كيري أننا نصر على الحل السلمي وأجرينا لقاء مع الاخضر الابراهيمى وتحدثنا معه حول هذه القضايا ونأمل بأن المعارضة ستعلن موافقتها على المشاركة في مؤتمر جنيف 2 كما فعلت الحكومة السورية.
ولفت وزير الخارجية الروسي إلى أن المشاركة في المؤتمر الدولي حول سورية في جنيف ينبغي أن تكون من قبل كل الاطراف السورية وليس على أساس شروط مسبقة حيث يجب على السوريين تقرير مصيرهم بأنفسهم.
وبين لافروف أن كثيراً من الدول أيدت جهود روسيا والولايات المتحدة الهادفة إلى حل مسألة السلاح الكيميائي في سورية، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة شاركت مع بريطانيا في اتفاقية حول حظر اسلحة الدمار الشامل وكان من المفترض أن ينعقد المؤتمر المكرس لهذا الموضوع السنة الماضية موضحا أنه سيتم العمل على تنفيذ هذا الهدف لان المشاركة في مثل هذا المؤتمر أمر ضروري جدا وسنحاول أن نضغط على تلك الدول التي يمكن أن تكون مهمة في هذا المجال.
وفي رده على سؤال حول تفاصيل الاتفاق وتفسيراته أكد لافروف أن الوثائق التي وضعتها روسيا والولايات المتحدة اليوم بشأن الاسلحة الكيميائية في سورية ليست بحاجة إلى ترجمة أو تفسير ولا يمكن أن تكون ذات تصرف مباشر لانها مقترحات روسية أمريكية ويجب بداية أن تنظر فيها منظمة منع انتشار أسلحة الدمار الشامل وعندما تقوم اللجنة الاساسية في المنظمة بالبت بشأنها سيحدد موعد الزيارة الاولى إلى سورية للنظر إلى مواقع الاسلحة الكيميائية.
فبركات كثيرة حول استخدام الكيميائي .. و الخبراء سيتصرفون بسرعة
وبين لافروف أن الخبراء سيتصرفون بسرعة وسيسمحون وبشكل مهني بالسيطرة وتدمير الاسلحة الكيميائية السورية، وقال قررنا أن ندعم في مجلس الامن القرارات التي سيتم اتخاذها من قبل منظمة حظر استخدام الاسلحة الكيميائية ونخرج ببعض الاجراءات الأخرى التي تعكس خاصية مجلس الامن وعمله.
وأضاف لافروف ..سننتظر التنفيذ الكامل للمطالب التي ستخرج بها المنظمة بحسب قرارها المنتظر وفي حال عدم الالتزام بالقرار أو استخدام الاسلحة الكيميائية من طرف ما فإن مجلس الامن سيقرر بحسب البند السابع ولكن ذلك لا يعني بالطبع أن كل المخالفات التي ستصل إلى المجلس ستتطلب التحرك العسكري والعقوبات.
ولفت لافروف إلى وجود العديد من الفبركات فيما يتعلق باستخدام الكيميائي في سورية لذلك يجب أن نكون حذرين عند الحديث عن مخالفات مبينا أنه عند الوثوق من حصول هذه المخالفات فإن روسيا ستكون مستعدة للمشاركة في قرار مجلس الامن لان التصرفات غير المسؤولة يجب أن تتم المعاقبة عليها والجدل حول هذا الموضوع ليس له أساس.
وبين لافروف أنه تحدث إلى المبعوث الاممي السابق إلى سورية كوفي عنان عن وجود معطيات تدعو للشك بخصوص محاولات ممكنة لتنميق تقرير خبراء الامم المتحدة بشأن الاستخدام المحتمل للاسلحة الكيميائية في سورية مشيرا إلى ان البعض يحاول وضع بعض الرتوش على التقرير لمصلحة جهة ما .
وقال لافروف عبرت لعنان عن قلقنا نتيجة لمحاولات احباط مساعي احلال السلام فيما يتعلق بالشرق الاوسط وسورية بما في ذلك الجهود المشتركة لافتا إلى ان الامين العام للامم المتحدة بان كى مون قال انه لا يستطيع ان يكشف عن جوهر هذا التقرير لنشاهد بعد ذلك بعض اللقطات يوجه بها كى مون اتهامات للحكومة السورية.
الحكومة السورية لا تتحمل
ما حصل في الغوطة
ورأى لافروف أن هذا الامر يعتبر محاولة لاحباط لقائنا هنا في جنيف مؤكدا أنه لا يجوز لاحد أن يتحدث عن أن الحكومة السورية تتحمل مسؤولية ما حصل في الغوطة قبل استخلاص استنتاجات من قبل المحققين الامميين الذين يجب أن يتوجهوا إلى سورية لمواصلة التحقيق في حالات استخدام السلاح الكيميائي.
وشدد وزير الخارجية الروسي على أنه رغم الخلافات مع الولايات المتحدة لكن البلدين ينطلقان من هدف واحد ويريدان أن تبقى سورية دولة علمانية يتعايش فيها ممثلو قوميات وديانات مختلفة.
وزير الخارجية الأميركي: تدمير الأسلحة الكيميائية بالطرق الأكثر أماناً
بدوره أشار وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى أن الولايات المتحدة وروسيا توصلتا إلى حل يتيح تدمير الاسلحة الكيميائية السورية لانهاء تهديد تلك الاسلحة ومنع انتشارها في المنطقة حيث سيؤمن ذلك الاستقرار والسلام في العالم.
وأوضح كيري الخطوات التي توصل اليها الجانبان الروسي والأميركي من حيث تحديد كميات الاسلحة لدى سورية والالتزام بسرعة سيطرة المجتمع الدولي عليها مشيرا إلى أن على سورية تزويد منظمة حظر الاسلحة الكيميائية بكل المعلومات بشكل فوري والسماح بالكشف عن كل مواقعها للمجتمع الدولي.
وقال كيري .. اتفقنا على تدمير كل الاسلحة الكيميائية مع امكانية تدميرها خارج سورية وتوصلنا لاتفاق جانبي على طرائق القيام بذلك ومراقبتها مبينا أنه سيتم بحث استخدام الاسلحة الكيميائية وطلب تفسير لذلك ضمن المعايير الدولية , ولفت كيري إلى أن تدمير الاسلحة الكيميائية في سورية سيكون في أقرب وقت ممكن وبأكثر الطرق أمانا ,مضيفا اننا ننتظر الرد السوري خلال أسبوع وسنطلب تفاصيل اضافية من الحكومة السورية خلال الايام المقبلة.
وبين كيري أن الاتفاق الروسي الأميركي يشدد على أن منظمة حظر انتشار الاسلحة الكيميائية يمكن أن تقوم بخطوات جازمة وأن على الامم المتحدة أن تقدم الدعم للمنظمة لمساعدتها في تدمير الاسلحة الكيميائية في سورية مشيرا إلى ان عواقب عدم الالتزام ستكون من خلال الضغط عبر البند السابع لمجلس الامن.
الاتفاق خطوة أولى و جادة لمنع إراقة الدماء وحل الأزمة
واعتبر كيري أن الاتفاق الذي تم التوصل اليه سيكون من الخطوات الاولى الجادة لمنع اراقة الدماء وحل الأزمة في سورية مؤكدا أن الولايات المتحدة وروسيا متفقتان على انه ليس هناك حل عسكري للازمة في سورية بل يجب أن يكون الحل سياسيا ويجري عبر المفاوضات ومن خلال الدبلوماسية.
وأشار وزير الخارجية الأميركي إلى أنه تحدث مطولا مع نظيره الروسي عن أهمية خلق الشروط لتطبيق ما اتفق عليه في مؤتمر جنيف1 مبينا انه تم الاتفاق على اللقاء على هامش اجتماع مجلس الامن الدولى لنجمع بين جهودنا المتوازية. ورأى كيري أن هناك تحديات كبيرة أمام الولايات المتحدة وروسيا وأن هناك خلافات الا أنهما يعملان معا معتبرا أن تطبيق اطار العمل المشترك سيأتي في مصلحة المجتمع الدولي.
وبشأن تفاصيل الاتفاق بين روسيا والولايات المتحدة بين وزير الخارجية الأميركي أن هناك جدولاً زمنياً والخبراء يجب أن يعملوا على الارض في شهر تشرين الثاني والهدف إكمال تدمير أو ازالة الاسلحة الكيميائية في سورية حتى العام القادم لافتا إلى أن الابتعاد عن جدول العمل سيؤدي إلى التوجه لمجلس الامن لبحث الاجراءات التي يجب اتخاذها فالاتفاق يبين أن عدم الالتزام سيؤدي إلى عواقب وتحمل المسؤوليات بحسب البند السابع.
إجراءات جديدة .. والمهم الحل السلمي للأزمة
وأشار كيري إلى أنه ليس هناك امكانية للاتفاق حول العقوبات بسبب الظروف التي لا نعرف عنها بعد لكننا اتفقنا على كل شيء وستكون هناك اجراءات جديدة وفريق عمل جديد محدد مبينا أن المهم بالنسبة لكل العالم التوصل إلى حل سلمي للازمة في سورية ولذلك عملنا بثقة للتوصل إلى نتائج ايجابية.
واعتبر كيري أن الحكومة و المعارضة سيكونان مسؤولين عن السماح للخبراء بالعمل في مناطقهما وتأمين سلامتهم وأمنهم وقال ان كل المناطق في سورية يجب ان تكون قابلة لدخول الخبراء.
وأوضح كيري أن الجهود في مسألة السلاح الكيميائي ستكون عالمية حيث سيساعدنا العديد من الشركاء في العالم وستكون سرعة الالتزام في ذلك اختبارا للمجتمع الدولى والتزامه باتفاقية منع انتشار الاسلحة الكيميائية وأسلحة الدمار الشامل. وحول هذا الجهد العالمي علق لافروف على كلام كيري بالقول .. ان بعض الدول قادرة ومستعدة لتمويل الحروب وأنا على ثقة بأن هناك دولاً مستعدة لتمويل الحل السلمي.
بوشكوف: واشنطن لم تعد
قادرة بمفردها على اتخاذ قرارات سياسية في العالم
إلى ذلك أكد رئيس مجلس الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي اليكسي بوشكوف أن الولايات المتحدة لم تعد قادرة بمفردها على اتخاذ قرارات سياسية في العالم، ونقل موقع روسيا اليوم عن بوشكوف قوله على صفحته في موقع تويتر الاجتماعى ان بلدان مجموعة البريكس أيدت موقف روسيا بشأن سورية كما دعمها المشاركون في قمة منظمة شنغهاي للتعاون التي عقدت في قرغيزيا معتبرا أن ذلك يجب أن يكون عبرة للرئيس الأميركي باراك أوباما.
وفيما يخص المبادرة الروسية بخصوص الأسلحة الكيميائية في سورية شدد بوشكوف على أنه من المستحيل تنفيذ مطلب الجانب الأميركي الذي يصر على تسليم هذه الاسلحة للمراقبين الدوليين في غضون أسبوعين أو ثلاثة أسابيع واصفا هذه المطالب بأنها غير احترافية وخصوصا أن بعض مخازن الاسلحة يقع في مناطق القتال.
كي مون: يمهد للحل السياسي
وفي اول تعليق له على الاتفاق اعتبر الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن الاتفاق الاميركي الروسي يجب ان ينهي المعاناة المروعة للسوريين، ونقلت المتحدثة باسم الامم المتحدة فانينا مايستراشي عن الامين العام قوله انه يأمل بقوة ان يمنع الاتفاق الذي تم التوصل اليه اي استخدام جديد للاسلحة الكيميائية في سورية وان يمهد لحل سياسي يضع حدا للمعاناة المروعة للشعب السوري.
..وتركيا تواصل التحريض
من جهته واصل وزير الخارجية التركي احمد داوود اوغلو التحريض ضد سورية عبر دعوة المجتمع الدولى للتيقظ في وجه أي رغبة من دمشق لكسب الوقت حسب قوله خلال مؤتمر صحفي عقده مع نظيره الكندي أمس، حيث تأتي تصريحات الدبلوماسية التركية لعرقلة الجهود الساعية للحل السياسي لكونها تعلم ان نهايتها السياسية تقترب مع اقتراب التوصل لحل في سورية اذ انها كانت رأس الحربة في دعم الارهاب واحتضانه ولذلك لم تتريث في موقفها .
وخيبة أمل لـ "ائتلاف الدوحة" وميليشياته
أما ائتلاف الدوحة وميليشاته الإرهابية المسلحة الذين راهنوا على البوارج الامريكية فقد خاب ظنهم واصيبوا بالصدمة وهم يشاهدون حشود الغزو تتبدد لانهم ادركوا انهم باتوا بلا مستقبل بعد ان فقدوا اهميتهم لدى الغرب وهم بالاصل بلا أي شرعية سورية وبذلك باتوا عبئا على الخارج الذي سيلفظهم قريبا جدا ولذلك بادروا إلى الهجوم الكلامي واعلان رفض الاتفاق رغم انهم ليسوا طرفاً فيه ولم يسألهم احد رأيهم ومع ذلك لم يستطيعوا الصمت بل اعلنوا انهم سيواصلون ما بدؤوه من ارهاب وهنا عليهم ان يواجهوا المجتمع الدولي الذي سيرعى الاتفاق ولم تعد شماعة اتهام الحكومة السورية تجدى نفعا.
لوكاشيفيتش : لقاء مرتقب
بين لافروف وفابيوس
على صعيد آخر أعلن الكسندر لوكاشيفيتش المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية أن الوضع في سورية سيكون من المواضيع الرئيسية التي سيبحثها الوزير سيرغي لافروف مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس خلال زيارته إلى روسيا في ال 17 من الشهر الجاري .
وقال لوكاشيفيتش في بيان له في موسكو ان لافروف وفابيوس سيبحثان في المسائل الدولية الاكثر أهمية على جدول الاعمال بما فيها المسائل الاقليمية الساخنة وبالدرجة الاولى الوضع في سورية في ضوء المبادرة الروسية حول وضع الاسلحة الكيماوية في سورية تحت الرقابة الدولية .
وأضاف لوكاشيفيتش انه وعلى الرغم من الخلافات المعروفة بين موقفي روسيا وفرنسا من مسألة ايجاد حل للازمة في سورية الا أن المستوى العالي للحوار الروسي الفرنسي سوف يتيح لنا في جو من الصراحة والثقة المتبادلة البحث عن نقاط تقاطع وسبل عمل مشترك في البحث عن حل لهذه الأزمة التي طال أمدها .
الحزب الشيوعي الروسي ورئيس تحرير صحيفة برافدا يستغربان إعلان ماكين أنه سينشر مقالاً في الصحيفة
من جانب آخر أعرب الحزب الشيوعي الروسي ورئيس تحرير صحيفة برافدا الروسية أمس عن استغرابهما لإعلان السناتور الاميركي جون ماكين انه سينشر قريبا مقالا في الصحيفة التابعة للحزب.
ونقلت اف ب عن بوريس كوموتسكي رئيس تحرير صحيفة برافدا قوله في بيان نشر على الموقع الالكتروني للحزب الشيوعي الروسي ليس هناك سوى برافدا واحدة في روسيا: انها تابعة للحزب الشيوعي ولم نسمع بنية السناتور الجمهوري نشر مقال فيها.
وفي وقت سابق أمس أعلن رئيس الحزب الشيوعي في روسيا الاتحادية غينادي زوغانوف استعداده لنشر مقالة السناتور الجمهوري جون ماكين حول سورية في صحيفة البرافدا الناطقة باسم الحزب اذا غير موقفه من الأزمة في سورية.
وقال زوغانوف في تصريحات للصحفيين في موسكو انه اذا كان ماكين على استعداد لإعادة النظر بآرائه وللوقوف في مقالته إلى جانب ايجاد حل سياسي للأزمة في سورية فإننا جاهزون لإتاحة ليس صفحات البرافدا له فقط وانما صفحات كل الدوريات التي يصدرها حزبنا بما فيها الموقع الالكتروني المركزي للحزب.
وتأتي تصريحات زوغانوف بعد أن أعلن ممثل ماكين أن السناتور الجمهوري المعروف بمواقفه التحريضية باتجاه التدخل العسكري في سورية يرغب بالرد على مقالة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين منشورة في صحيفة نيويورك تايمز بخطاب على صفحات صحيفة البرافدا الروسية وهو الامر الذي نفى بوريس كوموتسكي رئيس تحرير البرافدا وعضو مجلس الدوما الروسي علمه به.
وكان ماكين قال في مقابلة مع شبكة سي ان ان معلقا على نشر الرئيس الروسي مقالا الخميس في صحيفة نيويورك تايمز بالقول: أود جدا ان انشر مقالا في برافدا.
وعلى الأثر افادت مجلة فورن بوليسي الاميركية بأنها سألت رئيس تحرير النسخة الانكليزية للصحيفة الروسية ديمتري سوداكوف عن الامر فأبدي ترحيبه وسارع ماكين إلى قبول العرض.
ولكن يبدو ان المجلة الامريكية لم تتصل بالصحيفة الروسية بل بموقع برافدا دوت او يو الذي لا علاقة له بالصحيفة من قريب او بعيد.
لافروف: الرئيسان بوتين وأوباما اتفقا على تبادل التقييمات
هذا و أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والامريكي باراك أوباما كانا قد اتفقا في قمة مجموعة العشرين في لوس كابوس بالمكسيك على تبادل التقييمات بشأن الاسلحة الكيميائية في سورية عبر الاجهزة المناسبة للبلدين.
ونقل موقع روسيا اليوم عن لافروف قوله في حديث للتلفزيون الروسي ان الادارة الامريكية اتصلت أكثر من مرة بشكل مباشر بالحكومة السورية للحصول على توضيحات حول حالة الاسلحة الكيميائية في سورية.
واضاف: من أجل متابعة الاوضاع اتفق الرئيسان بوتين وأوباما على تبادل التقييمات والمعلومات بشكل منتظم عبر الاجهزة المناسبة عن حالة الترسانة الكيميائية في سورية وكنا نتعامل مع السوريين مباشرة كي نفهم مستوى تأمين جميع ما يوجد فيها.
وتابع لافروف: ان الطرف الامريكي.. ويمكن الحديث عن ذلك الان.. كان أيضا يتصل مباشرة وغير مرة بالحكومة السورية للحصول على توضيحات حول هذا الموضوع بالذات.
كما أكد وزير الخارجية الروسي ان الخطوة الرئيسية نحو تحقيق الاتفاق حول وضع الاسلحة الكيميائية في سورية تحت رقابة دولية قد قامت بها دمشق وقال: الخطوة الرئيسية التي سمحت لنا باعداد جميع الوثائق لتقديمها إلى منظمة حظر الاسلحة الكيميائية قد قامت بها دمشق ومهما اختلفت المواقف من الموضوع فالامريكيون يقولون انه حصل ذلك فقط بفعل التهديد باستخدام القوة وهذا ليس مهما بالنسبة الينا فالمهم أن دمشق أعلنت انضمامها لمعاهدة حظر الاسلحة الكيميائية دون أي شروط.
وكان وزيرا الخارجية الروسي والامريكي اعلنا في وقت سابق أمس عقب مباحثاتهما في جنيف عن توصلهما إلى اتفاق بشأن عملية تدمير مخزون الاسلحة الكيميائية السورية.
أوبــــامـــا يــــرحــــب بالاتفـــــــاق
رحب الرئيس الأميركي باراك اوباما أمس بالاتفاق الذي توصل اليه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأميركي جون كيري بشأن الاسلحة الكيميائية في سورية.
ونقل موقع روسيا اليوم عن اوباما قوله في بيان: إنني أرحب بالتقدم الذي توصلت له الولايات المتحدة وروسيا خلال المحادثات في جنيف.
وأضاف: ان هذا يعتبر مهما وخطوة محددة على الطريق إلى الهدف المنشود بوضع السلاح الكيميائي السوري تحت الرقابة الدولية لتدميره في المحصلة النهائية.
وكان أوباما وبالتزامن مع المؤتمر الصحفي لـ لافروف وكيري قد جدد تهديداته بشن عدوان على سورية في حال فشل المساعى الدبلوماسية الجارية بين الولايات المتحدة وروسيا.
ونقلت ا ف ب عن اوباما قوله في كلمته الاسبوعية اننا لن نسلم بتصريحات روسيا والحكومة السورية ولكننا بحاجة إلى رؤية خطوات ملموسة تثبت بأن الحكومة السورية جادة بشأن التخلي عن الاسلحة الكيميائية.
وأضاف اوباما معلقا على المحادثات الجارية في جنيف بين كيري ولافروف لبحث الخطة التي طرحتها روسيا لوضع الاسلحة الكيميائية في سورية تحت رقابة دولية لقد اوضحنا انه لا يمكن ان يشكل ذلك تكتيكا يهدف إلى المماطلة معتبرا ان اى اتفاق يجب ان يتحقق من التزام الحكومة السورية وروسيا بتعهداتهما وهذا يعني العمل على وضع الأسلحة الكيميائية في سورية تحت اشراف دولى وصولا في نهاية المطاف إلى تدميرها.
وتابع اوباما ان هذه الخطة ظهرت فقط في ظل تهديد ذي مصداقية بتحرك عسكري اميركى ولذلك فان الولايات المتحدة سوف تبقى على مواقعها العسكرية في المنطقة لابقاء الضغط على سورية.
..وأوروبــــا: المهمــــة العاجلـــة لتطبيـــق هــــذا الاتفــــاق تبــــدأ منـــذ الآن
كما حذت لندن وبرلين حذو باريس والامم المتحدة وبادرتا لترحبا بدورهما بالاتفاق الروسي الأميركي بشان الاسلحة الكيميائية في سورية اذ أكد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ترحيبه بالاتفاق على ازالة الاسلحة الكيميائية في سورية معتبرا ان المهمة العاجلة لتطبيق هذا الاتفاق تبدأ منذ الان.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن هيغ قوله في تعليق له عبر موقع تويتر.. لقد تحدثت إلى وزير الخارجية الأميركي جون كيري وأعربت عن ترحيب بريطانيا باتفاق الولايات المتحدة وروسيا حول الاسلحة الكيميائية في سورية.
من جهته عبر وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيليه عن ارتياح بلاده للاتفاق الروسي الأميركي حيث كانت المانيا في وقت سابق رفضت المشاركة في أي عملية عسكرية ضد سورية خارج اطار مجلس الامن.
وقال فسترفيليه في بيان مقتضب: ان فرص التوصل إلى حل سياسي للازمة في سورية ستزيد بشكل كبير بعد اعلان اتفاق امريكي روسي حول ازالة الاسلحة الكيميائية في سورية في حال اتبعت الاقوال بالافعال.
واضاف الوزير الالماني ان السلام الدائم في سورية لا يمكن ان يقوم عبر حل عسكري بل فقط عبر حل سياسي.
واعلن وزيرا الخارجية الأميركي والروسي انهما توصلا إلى اتفاق حول الاسلحة الكيميائية في سورية عقب ثلاثة ايام من المحاثات في جنيف شارك في بعض اجزائها الاخضر الابراهيمي مبعوث الامم المتحدة إلى سورية.
وعلى الفور رحبت فرنسا بالاتفاق الذي اثار موجة من الذعر لدي حكومة حزب العدالة والتنمية في تركيا وبنفس الدرجة لدى ميلشيات الارهابيين وائتلاف الدوحة الراعي لهم.
هذا لم يكد الوزيران لافروف وكيري يعلنان اتفاقهما بشأن الاسلحة الكيميائية في سورية حتى انطلقت ردود الافعال بين مرحب ومشكك وحائر لايجرؤ على الرفض وكانت باريس اول المرحبين بالاتفاق الذي وصفه وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بانه تقدم مهم.
وقال فابيوس في بيان ان مشروع الاتفاق يشكل تقدما مهما مضيفا ان باريس ستحدد موقفها النهائي بناء على نتائج التقرير الذي سيصدره محققو الامم المتحدة.
كذلك رحبت مفوضة الاتحاد الاوروبي للسياسة الخارجية والامن كاثرين اشتون بالاتفاق الروسي الاميركي في سورية وعرضت مساعدة الاتحاد الاوروبي في عمليات التفتيش.
ونقلت ا ف ب عن اشتون قولها في بيان: امل ان يفتح الاتفاق المبرم المجال امام استئناف الجهود للتوصل إلى حل سياسي للازمة في سورية داعية المجتمع الدولي إلى دعم تنظيم مؤتمر دولي للسلام لانهاء معاناة الشعب السوري.
واضافت اشتون: ارحب بالاتفاق الذي انجز بين الولايات المتحدة وروسيا لضمان تدمير سريع وامن للاسلحة الكيميائية في سورية مشيرة إلى ان الاتحاد الاوروبي مستعد لارسال خبراء للمساعدة في تأمين المواقع وتفكيك وتدمير بعض العناصر الكيميائية.
..ومصر والجزائر: يفتح الطريق لعقد المؤتمر الدولي
من ناحيته أكد وزير الخارجية المصري نبيل فهمي أن بلاده تتابع باهتمام الاتفاق الذي تم التوصل اليه بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن التعامل مع الاسلحة الكيميائية في سورية معربا عن أمله بأن يفتح الطريق لعقد المؤتمر الدولي المزمع عقده حول سورية بأسرع ما يمكن.
وأعرب فهمي في حوار مع وكالة نوفوستي الروسية عشية زيارته لموسكو نشرته وسائل اعلام مصرية عن أمله بأن تكون هذه الخطوة الخاصة بالاسلحة الكيميائية في سورية مقدمة نحو التوصل إلى اخلاء منطقة الشرق الاوسط من جميع أسلحة الدمار الشامل النووية والكيميائية والبيولوجية دون استثناء أو تمييز وصولا إلى سياسات اقليمية تعزز الامن والاستقرار والتنمية الاقتصادية وتحقق الرخاء للشعب السوري ولجميع شعوب المنطقة. ودعا فهمي الاطراف السورية التي ستشارك في المؤتمر الدولي حول سورية إلى العمل على التئامه دون تأخير لما في ذلك من انقاذ لارواح المواطنين السوريين وللامن والاستقرار الاقليميين.
وعن الدور الروسي في حل الازمة في سورية قال فهمي: أنا سعيد بتحرك روسيا في المسألة السورية مؤخرا فلا توجد دولة أخرى في العالم كانت تستطيع أن تحرك المسار الدبلوماسي غير روسيا.
وحول تغير الموقف المصري تجاه الازمة في سورية بعد30 يونيو قال فهمي: بلا شك.. الرئيس المعزول محمد مرسي أعلن أنه يريد الجهاد في سورية أما نحن فلا نقيم الجهاد في سورية وهذا الكلام فارغ ولا يتماشى مع مصالحنا القومية.. نحن نريد الوصول إلى حل سياسي على أساس مبادئ بيان جنيف لنحافظ على الكيان السوري.
كما رحبت الجزائر بالاتفاق الذي توصلت اليه الولايات المتحدة وروسيا بشأن وضع الاسلحة الكيميائية في سورية تحت رقابة دولية والذي يعتبر تقدما حاسما يدعم فرص ايجاد حل سياسي للازمة في سورية.
ونقلت وكالة الانباء الجزائرية الرسمية واج عن الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية عمار بلاني قوله في الجزائر العاصمة: ان الجزائر ترحب بالاتفاق الذي تم التوصل اليه أمس بجنيف بين الولايات المتحدة وروسيا حول مسألة وضع الاسلحة الكيميائية في سورية تحت رقابة دولية مؤكدا أن هذا الاتفاق يشكل تقدما حاسما يدعم حظوظ ايجاد تسوية سلمية لهذه المسألة ويضع في نفس الوقت منظمة الامم المتحدة في مركز هذا المسار.
واعتبر بهذا الشأن أن الاتفاق من شأنه أيضا اعطاء دفع جديد لايجاد حل سياسي للازمة في سورية في اطار مؤتمر جنيف 2 تحت اشراف مبعوث الامم المتحدة إلى سورية الاخضر الابراهيمي.
وأشار الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية إلى أن الجزائر كانت قد أدانت بشدة الاستخدام الملاحظ للاسلحة الكيميائية في سورية وأنها تدعو بالحاح وباستمرار إلى القضاء على أسلحة الدمار الشامل في الشرق الاوسط.
كما أوضح أن الجزائر رحبت ايضا بالمبادرة الروسية التي حظيت باجماع دولي واسع ودعم كامل من مجلس الامن وأنها ما فتئت تذكر بان الحوار السياسي الشامل يعد مسعى حتميا من أجل ايجاد حل توافقي للازمة في سورية.
وأكد بلاني من جهة أخرى دعم الجزائر الكامل للابراهيمي حيث قال: نشجعه على مواصلة جهوده التي تستحق كل التقدير من اجل تحضير المؤتمر الدولي حول سورية معربا عن أمله في أن يتم تحديد تاريخ انعقاده قريبا.