تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الرئيس الأسد يدلي بحديثين إلى صحيفتي كوميرسانت وغازيتا الروسيتين : محادثاتنا ستتناول أحداث جورجيا والنووي الإيراني والدرع الصاروخية والمفاوضات غير المباشرة ...شرط بدء المفاوضات المباشرة إعادة جميع الأراضي.... نرغب أن تدرك روسيا دور إسرائيل في جورجيا.....كان لروسيا صوت قوي والآن لها يد قوية .. ميزان القوى الدولي يتوقف على سورية كما على روسيا

موسكو
سانا - الثورة
الصفحة الأولى
الخميس 21/8/2008
أدلى السيد الرئيس بشار الأسد بحديثين الى صحيفتي كومير سانت وغازيتا الروسيتين أكد خلالهما تأييد سورية الكامل لروسيا فيما يتعلق بالأحداث في جورجيا مشيرا الى أن مايجري معها الآن جرى مع سورية في السابق.

وقال الرئيس الأسد إن جورجيا هي التي بدأت الأزمة بينما يعمد الغرب الى اتهام روسيا بها ويقوم بتضليل اعلامي شامل وتشويه الوقائع ومحاولات عزل روسيا دوليا واننا نقف ضد جميع هذه المحاولات لاننا نعتبر ذلك استمرارا للسياسة الاميركية منذ أيام الحرب الباردة وان مافعلته روسيا هو انها دافعت عن مصالحها المشروعة.‏‏

وأشار الرئيس الأسد الى ان بعض البلدان وقفوا ضدنا على مدى وقت طويل لكن النتيجة كانت انهم وقعوا هم انفسهم في العزل وليس سورية وذلك لان شعبنا موحد اولا وثانيا لايمكن حل قضايا المنطقة من دون سورية اما ما يتعلق بمسألة عزل روسيا فالامر هنا اكثر وضوحاً إذ إن حل اهم القضايا في آسيا الوسطى والقوقاز واوروبا يستحيل من دون روسيا وان ميزان القوى الدولي يتوقف على سورية كما على روسيا ولذلك فنحن في وضع واحد ورداً على سؤال قال الرئيس الأسد إن الولايات المتحدة تقف وراء الشائعات التي تتحدث عن شراء سورية اسلحة ومن ثم ارسالها الى ايران , مشيراً الى ان الادارة الحالية في الولايات المتحدة هي ادارة حرب وان حرباً ضد ايران لن تكون مجرد نزهة سهلة للولايات المتحدة وان انعكاسات حرب كهذه لن تقتصر على منطقة الخليج او الشرق الاوسط فحسب بل ستعم العالم بأسره.‏‏

وحول المفاوضات غير المباشرة بين سورية واسرائيل بوساطة تركية قال الرئيس الأسد نحن نبحث الآن عن امكانية لتحقيق نتيجة في عملية السلام وينحصر جوهر القضية في استعادة الاراضي المحتلة وترسيم الحدود بين سورية واسرائيل ولقد اوضحنا لاسرائيل انه ليس بيننا اي سلام طالما لم تتم استعادة كامل الاراضي المحتلة.‏‏

وحول تطورات الاوضاع في لبنان وفيما اذا كان حزب الله سيصبح القوة السياسية الرئيسية أشار الرئيس الأسد الى ان حزب الله هو الآن قوة سياسية كبيرة وهو حزب قوي يملك وزراء في الحكومة ويقيم بصورة صحيحة علاقات مع القوى السياسة الأخرى في لبنان ويكتسب تأييد الجماهير بصورة متزايدة من يوم الى آخر.‏‏

وجوابا على سؤال حول التعايش المشترك في سورية بين المسيحيين والمسلمين وجميع الطوائف قال الرئيس الأسد ان تقاليد التعايش السلمي بين المسيحيين والمسلمين هي من اهم سمات شعبنا و لدينا طائفة يهودية ايضا ويعيش في سورية كثيرون من مواطني روسيا وإن اقدم كنيسة في العالم موجودة في دمشق.‏‏

واوضح الرئيس الأسد ان مباحثاته مع الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف ستتناول الوضع في جورجيا والملف النووي الايراني ونصب الدرع الصاروخية الاميركية في اوروبا والمفاوضات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل.‏‏

وفيما يلي النص الكامل لحديث السيد الرئيس:‏‏

أدلى السيد الرئيس بشار الأسد بحديث الى صحيفة كومير سانت الروسية حول العلاقات الثنائية الروسية السورية والوضع في جورجيا والقضايا الاقليمية والدولية.‏‏

وقال الرئيس الأسد ردا على سؤال حول مباحثاته مع الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف وموقف سورية من الاحداث في جورجيا..اننا نؤيد روسيا بالكامل في هذه المسألة وما يجري معها الآن جرى معنا في السابق.. فجورجيا هي التي بدأت هذه الازمة بينما يعمد الغرب الى اتهام روسيا بها ويقوم بتضليل اعلامي شامل وتشويه الوقائع ومحاولات عزل روسيا دوليا.. وهذه العملية ماتزال مستمرة عدة اعوام.. ففي البداية كانوا يريدون تطويق روسيا بطوق من الحكومات المعادية وضرب الاقتصاد الروسي والتدخل الدائم في شؤون روسيا الداخلية ونصب منظومة الدرع الصاروخية بالقرب من حدودها.. واخيرا جاءت احداث جورجيا. وهي ذروة محاولات تطويق وعزل روسيا. واضاف الرئيس الأسد اننا نقف ضد جميع هذه المحاولات لاننا نعتبر ذلك استمرارا للسياسة الاميركية منذ ايام الحرب الباردة.. وان ما فعلته روسيا هو انها دافعت عن مصالحها المشروعة.‏‏

وبشأن دعوة الغرب الى عزل روسيا.. قال الرئيس الأسد ان سورية ليست دولة كبيرة بل بلد صغير خلافا لروسيا. يضاف الى ذلك ان بعض البلدان وقفت ضدنا على مدى وقت طويل.. ولكن ماذا كانت النتيجة.. لقد وقعوا هم انفسهم في العزلة وليس سورية.. ذلك لان شعبنا موحد. هذا اولا.. وثانيا لانه لا يمكن حل قضايا المنطقة من دون سورية. اما ما يتعلق بمسألة عزل روسيا فالامر هنا اكثر وضوحا اذ ان حل اهم القضايا في آسيا الوسطى والقوقاز واوروبا يستحيل من دون روسيا.. وان ميزان القوى الدولي يتوقف على سورية كما على روسيا ولذلك فنحن في وضع واحد.‏‏

واشار الرئيس الأسد الى ان روسيا اصبحت اكثر قوة بعد الازمة مع جورجيا ومن الهام ان تشغل روسيا موقف الدولة العظمى وعندها سيتم احباط جميع محاولات عزلها.‏‏

وحول امكانية رد روسيا على منظومة الدرع الصاروخية في اوروبا ومساعدة سورية عبر نصب مجمعات صاروخية من طراز اسكندر في منطقة كاليننغراد وفي سورية... قال الرئيس الأسد .. قبل عدة سنوات طرحت سورية مسألة شراء مجمعات اسكندر من روسيا. ولم يكن لهذه المسألة آنذاك اي ارتباط بالدرع الصاروخية الاميركية.. ولقد اقترحت علينا روسيا عدة انواع من شتى الاسلحة التي كان بامكاننا شراؤها وجرى طرح مسألة مجمعات اسكندر بين مسائل اخرى.‏‏

ولكن لم تقدم بعد الينا اي اقتراحات بشأن ما تتكلمون عنه.. وان موقفنا يتلخص في اننا مستعدون للتعاون مع روسيا في كل ما من شأنه ان يعزز أمنها. اما ما يتعلق بالتفاصيل.. فيجب انتظار المفاوضات مع المسؤولين الروس.. واعتقد انه ينبغي لروسيا ان تفكر فعلا بتدابير الرد التي ستتخذها عندما تجد نفسها في طوق الحصار.‏‏

ورداً على سؤال حول عدم تسلم سورية اي اقتراحات بشأن مساعدة روسيا في الرد على منظومة الدرع الصاروخية الأميركية وفيما اذا كانت سورية على استعداد للنظر فيها ايجاباً في حال تقديمها,قال الرئيس الأسد: مبدئياً نعم ولكننا لم نفكر بذلك بعد ولم نستلم أي اقتراح من هذا النوع.‏‏

وفي كل الأحوال يجب على الخبراء العسكريين ان يدرسوا أولاً مثل هذه المشاريع واذا ما تقرر شيء فإننا سنعلنه صراحة وعلى الملأ.‏‏

وأضاف الرئيس الأسد: ليست لدى سورية أي اتفاقيات ملموسة تتعلق بشرائها مجمعات اسكندر وحتى المفاوضات بهذا الشأن لم تجر في الآونة الأخيرة.‏‏

وجواباً على سؤال عما اذا كانت سورية ستناقش موضوع شراء أسلحة جديدة مع روسيا قال الرئيس الأسد: بطبيعة الحال مسألة التعاون العسكري التقني مسألة أساسية فشراء الأسلحة هام جداً مع أنه تظهر من حين الى آخر عقبات مختلفة بيروقراطية غالباً.كما يجري أحياناً تأخر لأسباب انتاجية كما تنشأ صعوبات مالية أيضاً وأعتقد أنه يجب علينا تسريع الأمور علماً بأن الولايات المتحدة واسرائيل لا تكفان عن الضغط على روسيا وعلى سورية معاً.‏‏

وأضاف الرئيس الأسد:أعتقد أن روسيا والعالم يدركون الآن تماماً دور اسرائيل ومستشاريها العسكريين في جورجيا وإذا كان يوجد في روسيا سابقاً أشخاص يعتقدون بأن هذه القوى يمكن أن تكون صديقة فإنني أعتقد أن عددهم أصبح الآن أقل.ولذلك فإنني افترض ان ذلك لن يعرقل بعد الآن تعاوننا العسكري التقني.‏‏

وفيما يتعلق بالانباء التي تتحدث عن شراء سورية اسلحة وارسالها الى ايران قال الرئيس الأسد : اذا حاكمنا الامور منطقيا فان العلاقات بين ايران وروسيا جيدة جدا.. وان منظومات الدفاع الجوي المضاد روسية الصنع الموجودة لدى ايران هي اكثر حداثة من تلك الموجودة لدى سورية.. ولذا يبدو انه يتوجب علينا شراء مثل هذه المنظومات من ايران وليس العكس.‏‏

وثانيا لدى روسيا علاقات جيدة مع سورية ومع ايران ولذا يمكن شراء الاسلحة من روسيا مباشرة. واخيرا.. فان الاتفاقيات التي توقعها الدول تحدد بصورة واضحة ودقيقة اين ستستخدم هذه الاسلحة او تلك في نهاية المطاف وهذه الشائعات تظهر لانهم يريدون ممارسة ضغوط على روسيا وماهي سوى كذب بكذب.‏‏

واضاف الرئيس الأسد:ان الولايات المتحدة تقف وراء هذه الشائعات حتى ان فرنسا في عهد جاك شيراك مارست مثل هذه السياسة ايضا عن طريق نشر الاكاذيب وكذلك بريطانيا في عهد طوني بلير وهناك بعض البلدان الاوروبية التي لن اذكر اسمها كانت مجرد ببغاوات تكرر ما يقال لها.‏‏

وفيما اذا كانت الولايات المتحدة تعتزم فرض حصار بحري على ايران ام ضربها عسكريا... اوضح الرئيس الأسد ان الادارة الحالية في الولايات المتحدة هي ادارة الحرب ومن الطبيعي ان الحرب هي هدف هذه الادارة ولكن حربا ضد ايران لن تكون مجرد نزهة سهلة للولايات المتحدة وان انعكاسات حرب كهذه لن تقتصر على منطقة الخليج او الشرق الاوسط فحسب بل ستعم العالم بأسره.‏‏

واضاف الرئيس الأسد: يجب علينا السعي لعدم حدوث هذه الحرب بالرغم من اننا مثلنا مثل ايران لا نستبعد هذا الاحتمال ومع ذلك نبذل جميع الجهود الممكنة للحيلولة دون ذلك.‏‏

وحول القوى السياسية التي تعتبرها سورية حليفة لها قال الرئيس الأسد: بالنسبة للدعم السياسي لدينا الكثير من الاصدقاء بينهم روسيا وبلدان منظمة المؤتمر الاسلامي والبلدان العربية وافريقيا وامريكا اللاتينية.‏‏

وحول ما اذا كانت سورية ترى السياسة الخارجية الروسية في الشرق الاوسط فعالة قال الرئيس الأسد: لو طرحتم عليَّ هذا السؤال قبل عشر سنوات لأجبت بالنفي ففي التسعينيات كانت روسيا شبيهة بعملاق مشلول ولكن السياسة الخارجية الروسية غدت اكثر ديناميكية بعد العام 2000 ومع ذلك كانت روسيا تحاول في ذلك الوقت اقامة علاقات مع الغرب وابدت اهتمامها بتطوير التعاون مع حلف الناتو وارادت تقوية العلاقات مع بلدان الاتحاد السوفييتي السابق وهذا امر طبيعي ولكننا كنا نعلم سلفا ان الغرب يطرح امام نفسه هدف تطويق روسيا وكان يرفض كل ما تقترحه عليه روسيا وان روسيا تمتلك امكانيات كبيرة ولذا يجب ان تبقى دولة عظمى.‏‏

واشار الرئيس الأسد الى ان ما جرى في جورجيا يشكل نقطة انعطاف في هذا المجال وسابقا كان لروسيا صوت قوي جدا اما الان فلدى روسيا يد قوية ونحن نعيش اليوم في عالم القوة حيث تراجعت اهمية المبادئ والاخلاق والآداب والقانون الدولي لاسيما لدى هذه الادارة الامريكية ولقد اظهرت روسيا للعالم حاليا انها لاتزال دولة عظمى ولذلك استطيع القول إن السياسة الروسية فعالة جدا في المرحلة المعاصرة.‏‏

وردا على سؤال حول شطب روسيا 70 بالمئة من ديونها على سورية قال الرئيس الأسد: هذا صحيح فعندما كنت في موسكو وقعنا اتفاقية بهذا الخصوص جرى بموجبها شطب الديون اما ما يتعلق بالمبلغ المتبقي فان وزارتي المالية في البلدين وضعتا آلية تنص بصورة خاصة على القيام باستثمارات مشتركة وتبدأ الان شركات السياحة الروسية بالعمل في سورية وهناك تعاون في مجال النفط وفي مجال الكهرباء وبذلك سيتم قريبا حل مسألة الديون نهائيا.‏‏

وحول تطورات الاوضاع في لبنان وفيما اذا كان حزب الله سيصبح القوة السياسية الرئيسية اشار الرئيس الأسد الى ان حزب الله هو الان قوة سياسية كبيرة وهو حزب قوي يملك وزراء في الحكومة واعتقد ان حزب الله يقيم بصورة صحيحة علاقات مع القوى السياسية الاخرى في لبنان ويكتسب تأييد الجماهير بصورة متزايدة من يوم الى اخر.‏‏

واوضح الرئيس الأسد أن الغرب يتهمنا بالتدخل في الشؤون الداخلية للبنان ولكننا وباعتبارنا دولة هامة في المنطقة لا نفعل شيئا آخر سوى اننا نقيم علاقات شفافة وحوارا علنيا مع مختلف القوى السياسية والحوار ليس تدخلا أبداً ويتلخص الامر في اننا نملك وجهة نظرنا الخاصة بشأن الاحداث في لبنان ووجهة النظر هذه معروفة جدا وهذا شبيه بما يجري لدى روسيا بشأن جورجيا فلديها موقفها ولديها مصالحها ولكن هذا ليس تدخلا.‏‏

وعما تنتظره سورية من الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة وكيف يمكن ان تؤثر على اصطفاف القوى في المنطقة والوضع في العراق قال الرئيس الأسد: اننا لا نعير عادة اي اهتمام لتغيير السلطة في الولايات المتحدة لان كل ادارة تورث الادارة اللاحقة كرة من النار ولكن حتى اذا جاءت الى السلطة ادارة شبيهة بالادارة الحالية فمن المشكوك فيه انها سترتكب اخطاء كالتي ارتكبتها سابقتها اما اذا فاز من يريد ممارسة سياسة اكثر صوابا فستكون هناك تغييرات ولكنها محدودة جدا ولذا لا ينبغي لنا تعليق آمال كبيرة في هذا المجال.‏‏

واضاف الرئيس الأسد:ان الادارة الحالية لا تملك ببساطة اي فهم للوضع وهي تزعم ان الوضع يتحسن من يوم لآخر أما في واقع الامر فانه يصبح اسوأ فأسوأ وربما ان هناك من هو مهتم بذلك اي اولئك الذين يعتقدون ان استمرار الفوضى يتيح لهم مواصلة تواجدهم العسكري ويقولون اذا سحبنا قواتنا فمن الذي سيصون السلام وهناك قسم آخر في الادارة الامريكية يسعون لايجاد مخرج ولكن لا يعرفون كيف يفعلون ذلك.‏‏

وحول المفاوضات غير المباشرة بين سورية واسرائيل بوساطة تركية قال الرئيس الأسد: نحن نبحث الان عن امكانية لتحقيق نتيجة في عملية السلام وينحصر جوهر القضية في استعادة الاراضي المحتلة وترسيم الحدود بين سورية واسرائيل ولقد اوضحنا لاسرائيل انه ليس بيننا اي سلام طالما لم تتم استعادة كامل الاراضي المحتلة.‏‏

نص حديث السيد الرئيس لصحيفة غازيتا الروسية‏‏

ˆ كما أدلى الرئيس الأسد بحديث لصحيفة غازيتا الروسية أكد فيه أن مباحثاته مع الرئيس مدفيديف ستتناول الوضع في جورجيا والملف النووي الايراني ونصب الدرع الصاروخية الاميركية في اوروبا والمفاوضات غير المباشرة بين سورية واسرائيل.‏‏

واشار الرئيس الأسد الى ان هذه الاحداث لها اهميتها من اجل فهم وضع روسيا الدولي كما انها هامة من وجهة نظر آفاق العلاقات المتبادلة بين سورية والغرب لافتا الى ان تقييم مجريات الاحداث في المنطقة يدل على ازدواجية المعايير ففيما يتعلق بكوسوفو كان الغرب يتكلم دوما عن مبدأ تقرير المصير بينما يلاحظ ميل مغاير لذلك فيما يتصل بأوسيتيا الجنوبية وابخازيا.‏‏

واضاف الرئيس الأسد:إن جورجيا هي التي بدأت الازمة بينما يتهم الغرب روسيا بذلك وهذا بالذات ما عانت منه سورية في السابق عندما واجهت محاولات تقويض الاستقرار في البلاد وتحريف الوقائع وازدواجية المعايير في تقييم ما يجري ونأمل بمعرفة المزيد من تفاصيل الوضع في سير اللقاء مع الرئيس مدفيديف.‏‏

ورداً على سؤال حول نظرة سورية الى الازمة في جورجيا وفيما اذا كانت ستوقع روسيا في عزلة اكد الرئيس الأسد وقوف سورية بالكامل الى جانب روسيا التي تتواصل محاولات عزلها على مدى عدة سنوات وان القوى المهتمة بذلك تحاول ضرب اقتصاد روسيا والتدخل في شؤونها الداخلية بالاضافة الى نصب منظومة الدرع الصاروخية الاميركية في اوروبا.‏‏

واشار الرئيس الأسد الى أن تأليب جورجيا على تصعيد النزاع ما هو إلا احدى درجات عزل روسيا ونحن نقف ضد هذه المحاولات ونرى انها استمرار للسياسة الاميركية اوقات الحرب الباردة ونرى ان ما فعلته روسيا كان دفاعا عن مصالحها.‏‏

واوضح الرئيس الأسد ان بعض الدول حاولت على مدار كثير من السنوات عزل سورية فماذا كانت نتائج هذه الاعمال.ان هذه البلدان بالذات تجد نفسها اليوم في عزلة دولية متزايدة ولا يجري بدون سورية حل ولو مسألة واحدة من المسائل الهامة في المنطقة.‏‏

واضاف الرئيس الأسد:ان الشيء ذاته يمكن قوله عن محاولات عزل روسيا التي لا تحل بدونها قضايا آسيا الوسطى ومناطق اخرى.‏‏

وبالنسبة لموقف سورية من مشاركة خبراء عسكريين اسرائيليين في تدريب الجيش الجورجي.‏‏

قال الرئيس الأسد:اننا على علم بالمدى الواسع لنفوذ اسرائيل في جورجيا وليس سراً على احد علاقات التقارب بين الولايات المتحدة واسرائيل ونحن نرغب في ان تدرك روسيا بكل وضوح ذلك الدور الذي لعبته اسرائيل في هذه الحرب.‏‏

وفيما يتعلق بالمفاوضات غير المباشرة بين سورية واسرائيل بوساطة تركية وظروف السلام اوضح الرئيس الأسد ان ما يجري هو عبارة عن مرحلة تسبق المفاوضات ونحن نسميها بالمفاوضات غير المباشرة كأن يقوم مثلا دبلوماسيون روس باجراء مشاورات معنا ويتوجهون بعد ذلك لاجراء مشاورات في اسرائيل اما في تركيا فان هذا الامر يجري على نحو آخر حيث كان ممثلنا وممثل اسرائيل موجودين في تركيا ولكن في فندقين منفصلين وكان الوسيط التركي يتنقل بينهما ونحن لا نحاول سوى ايجاد مبادئ لاطلاق المفاوضات التي لا يمكن ان تستند الا للقرارات الدولية وبالاخص قرار الامم المتحدة رقم 242 الذي ينص على اعادة جميع الاراضي المحتلة الى ما كانت عليه عام 1967 ولقد قلنا للاسرائيليين بكل وضوح: ان شرط بدء المفاوضات هو اعادة جميع الاراضي المحتلة اما هدف الجولة التركية فينحصر في استيضاح مدى استعداد اسرائيل لتنفيذ هذا الشرط الرئيسي.‏‏

واضاف الرئيس الأسد كذلك فان القرار 242 يتكلم عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين وان السلطة الفلسطينية تتولى هذه المسألة وليس بوسعنا ان نتفاوض نيابة عنهم بشأن اللاجئين الفلسطينيين ونجد ان الاسرائيليين لا يبدون حتى الان استعدادا جديا لاجراء مفاوضات حول القضية الفلسطينية.‏‏

ورداً على سؤال حول اتهام سورية بالتدخل في شؤون لبنان الداخلية ودعم حزب الله.‏‏

قال الرئيس الأسد إن سورية دولة هامة في المنطقة ولدينا علاقات مع غالبية القوى الناشطة في المنطقة ولاسيما في العراق ولبنان وفلسطين ونحن نقيم حواراً علنيا مع جميع القوى اما أولئك الذين يتهموننا بالتدخل في شؤون البلدان الاخرى فهم يرون التدخل في هذا الحوار العلني والصريح بالذات وان رؤيتنا للمشاكل في المنطقة شبيهة بتقييمنا لما يجري بين روسيا وجورجيا فلديكم علاقاتكم ومصالحكم في المنطقة ونحن نحترم موقف روسيا اما الغرب فيعتبر ذلك تدخلاً.‏‏

واكد الرئيس الأسد أن حزب الله يعتبر قوة سياسية كبيرة في لبنان وله ممثلوه في البرلمان والحكومة وهو يقيم برأينا علاقات صحيحة مع القوى السياسية والاجتماعية الاخرى في لبنان ويكتسب المزيد من الانصار من يوم الى آخر.‏‏

وحول احتمال شن عدوان على ايران اشار الرئيس الأسد الى انه في الولايات المتحدة اليوم ادارة ذات نزعة حربية مؤكدا ان الحرب ضد ايران ليست مجرد نزهة ولن تقتصر على منطقة الخليج او الشرق الاوسط بل ستشمل العالم بأسره مضيفا سيادته ان جميع الحروب التي خاضتها الولايات المتحدة منذ الخمسينيات انتهت بالاخفاق ويجب علينا ان نعمل معا لدرء خطر وقوع مثل هذه الحرب وان الاشهر القادمة ستحسم كل شيء.‏‏

وفيما يتعلق بتقييم سورية للفوضى في العراق قال الرئيس الأسد:انها فوضى ولا يمكن ادارتها او توجيهها بل بالامكان زيادتها ومضاعفتها وليس في العراق اي سيطرة على الوضع والامور تسير هناك من سيئ الى اسوأ وتجري عملية سياسية هناك على نطاق محدود وعلى خلفية الجدال حول الدستور والفيدرالية ولكن هذه القضايا مؤهلة بحد ذاتها لتفجير العراق وتقسيمه الى اجزاء مبعثرة ولا يمكن ان نضيف شيئا جديدا على كلمة الفوضى.‏‏

واوضح الرئيس الأسد أنه ليس لدى الادارة الاميركية اية رؤية للوضع وآفاقه وهذه الادارة ذاتها منقسمة على نفسها حيث لا يعترف بعضهم بالفوضى ويزعمون ان الوضع في العراق يتحسن مع كل يوم جديد اما الاخرون فيهتمون باستمرار الفوضى من اجل تمديد التواجد العسكري في العراق والمنطقة ويوجد فريق ثالث يسعى لايجاد حل ولكن لا يعرف كيف يفعل ذلك وان هذا الانقسام داخل صفوف الادارة ينعكس في مواقف الكونغرس ووسائل الاعلام ايضا.‏‏

وحول ما تنتظره سورية من تغيير الادارة الاميركية قال الرئيس الأسد: نحن في سورية لا نعير عادة اهتماما لتغيير السلطة في الولايات المتحدة وكالعادة فان كل ادارة ذاهبة تترك لخليفتها مجموعة شائكة من القضايا غير المحلولة.‏‏

وبشأن ما تتناقله وسائل الاعلام العالمية عن اسلحة تبيعها روسيا الى سورية وايران ودرجة تطابق هذه المعطيات مع الواقع.‏‏

قال الرئيس الأسد يحاولون ممارسة ضغط على روسيا فيما يخص بيع مختلف انواع الاسلحة من الاسلحة الثقيلة وحتى البنادق وتقف وراء مثل هذه المعطيات حكومات بلدان تروج معلومات كاذبة عن مبيعات روسيا لاسلحة الى شركائها ولقد اقترحت علينا روسيا انواعا من الاسلحة لشرائها وهذه المسائل يعكف الخبراء العسكريون على دراستها حاليا وعندما يتم الانتهاء منها سنعلن حتما عن اتفاقياتنا في هذا المجال.‏‏

وردا على سؤال حول العقبات التي تعترض شراء سورية لاسلحة من روسيا. اوضح الرئيس الأسد أن مسألة المشتريات مسألة طويلة وتظهر احيانا عقبات فيما يتعلق بالتأخر في الارساليات وهناك احيانا صعوبات مالية وانتاجية واجرائية ونحن نرغب بتسريع هذه العملية وان الضغوط من جانب الولايات المتحدة واسرائيل وحلفائهما على روسيا لا تتوقف ولقد اصبح دور اسرائيل والولايات المتحدة في جورجيا معروفا للعالم كله واذا كان البعض في روسيا يتوقعون سابقا ان تصبح اسرائيل والولايات المتحدة قوى صديقة لروسيا فان هذه الآمال قد تضاءلت حاليا.‏‏

وجواباً على سؤال حول التعايش المشترك في سورية بين المسيحيين والمسلمين وجميع الطوائف.‏‏

قال الرئيس الأسد: نعم ان تقاليد التعايش السلمي بين المسيحيين والمسلمين هي من اهم سمات شعبنا ولدينا طائفة يهودية ايضا ويعيش في سورية كثيرون من مواطني روسيا وان اقدم كنيسة في العالم موجودة في دمشق ويعيش المسيحيون هنا منذ ألفي عام أما المسلمون فمنذ القرن السابع ولدينا تاريخ طويل وعريق من الجوار السلمي بين الطوائف واعتقد انه يتوجب على الكنائس في سورية وروسيا اقامة تعاون اكثر وثوقا فيما بينها ونحن نعتزم ان ندعو الى سورية شركات سياحية روسية كي يتمكن المواطنون الروس من امتلاك معرفة افضل للمقدسات والآثار المسيحية في بلادنا.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية