تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مجــــازر الأميركيين في سوريــــة تفضـــح عجزهــــم ونياتهــــم الحاقـــدة

الثورة
دراسات
الثلاثاء 27-11-2018
حسن حسن

تفضح المجازر المتكررة التي يرتكبها طيران «التحالف الدولي» بحق المدنيين السوريين عبر استهدافه بالأسلحة المحرمة دولياً بلدات وقرى في محافظة دير الزور وآخرها المجزرة التي تعرضت لها مدينة هجين في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي الغايات الحقيقية لحلف العدوان وأدواته الإقليمية والمحلية

وخاصة مع الارتباك والفوضى التي تسود أوساطهم السياسية والدبلوماسية والإعلامية وبدء البحث عن خيارات بديلة إثر الفشل الواضح لمشاريع أميركا وحلفائها وأذرعها الإرهابية, والحالة الشعبية الرائعة التي زادت اللحمة بين السوريين, وزادتهم التحاماً بجيشهم وقيادتهم.‏

ثمة تساؤلات تطرح نفسها في هذه الآونة عن أهداف الولايات المتحدة وغاياتها من خلال أطروحاتها التي تبدو على الدوام غير منطقية وغير متزنة ومحكومة في الوقت عينه بالتناقض والتباين, ما يدفع إلى الاعتقاد بأن المؤسسات الحاكمة فعلاً والممسكة بالقرار الأميركي والمخططة والموجهة لوضع قراراتها موضع التنفيذ, تذهب باتجاه خلط الأوراق في كل قضية دولية تقحم نفسها فيها, أملاً في تحقيق أهداف تخدم مصالح الطبقة المهيمنة عسكرياً ومالياً واستثمارياً في المجتمع الأميركي.‏

مرة تزعم واشنطن أنها تريد «منح» الشعب السوري الحرية والديمقراطية, ومرة تزعم أنها راعية لحقوق الإنسان في العالم وحريصة كل الحرص عليها, وتريد معاقبة الدولة السورية بدعوى قتل المدنيين بذرائع كاذبة مثل استخدام السلاح الكيميائي وهي التي قتلت وشوهت مئات آلاف اليابانيين باستخدام الأسلحة النووية, وتارة تزعم أنها جاءت إلى سورية لمحاربة العصابات الإرهابية في الوقت الذي خططت فيه لتدمير سورية على أيدي آلاف المجرمين والمرتزقة والارهابيين الذين استدعتهم من نحو مئة دولة, وطوراً تدعي أن نفوذ ايران يهدد السلام في المنطقة ويستهدف المصالح الأميركية, ولكننا نراها تنقل الإرهابيين من مناطق إلى أخرى بغية استخدامهم في الاعتداء على مواقع الجيش العربي السوري كالذين جمعتهم في مخيم الركبان في الأردن بمواكبة من قبل وحداتها العسكرية الموجودة في التنف, الأمر الذي يؤكد سعيها لزيادة عدد الإرهابيين في تلك المخيمات لتدريبهم هناك وإرسالهم إلى سورية مجدداً لدعم من تعتبرهم معارضة سورية «معتدلة» بغية عرقلة الحل السياسي وإطالة أمد الأزمة والحرب.‏

من الواضح أيضاً أن هذه المجازر المتكررة ليس هدفها حفظ ماء وجه الولايات المتحدة, بعدما أغرقها رئيسها دونالد ترامب في وحول تصرفاته العبثية وتغريداته على مواقع التواصل الاجتماعي, بل تريد واشنطن وحلفاؤها القول إنهم لا يزالون يمسكون بزمام الأمور, للتعمية على حقيقة باتت راسخة, وهي أن الحرب على سورية أحدثت تحولاً على الساحة الدولية, ومن خلالها استعادت روسيا موقع القوة العظمى, وتمكنت من فرض نفسها في معادلة توازن القوى الدولية في حين بدأت سورية بالتعافي خلافا لما أرادوه، بينما ازداد محور المقاومة قوة وعنادا في مواجهة المشروع الصهيوني والأميركي.‏

لقد وجد محور الحرب أن الجلوس إلى طاولة التفاوض السياسي, هو بمثابة هزيمة نكراء له تفقده فرصة الحصول على المكاسب التي كان يتوخاها, ليس هذا فحسب, بل إن الأهداف التي كانت سبباً للحرب لم يتحقق أي منها على الأرض, وهذا ما أكدته جملة حقائق يأتي في مقدمتها أن الجيش العربي السوري الذي حاولوا إنهاكه, بات اليوم أكثر قوة وتمرساً في القتال, وهو قادر على التعامل مع أصعب المواقف العسكرية وأشدها شراسة.‏

واتضح المشهد أمام الرأي العام العالمي بأن ما يحدث في سورية هو مؤامرة كبرى هدفها تدمير سورية وقتل شعبها, وهذا ما جعل شعوب العالم تتحرك تضامناً مع سورية حتى في قلب أميركا. ما يعني أن الحرب قد أخفقت في تحقيق مرادها, حيث كان يحلم المحور الغربي وأتباعه من مشيخات الخليج أن تؤدي الحرب إلى تقسيم سورية كانتونات صغيرة متناحرة فيما بينها لعقود قادمة, إلا أن ما جرى على مدار سبع سنوات هو عودة تدريجية للكثير من السوريين المغرر بهم إلى وطنيتهم الحقيقية, وقد عكس ذلك شهادات الأهالي في المناطق المحررة من رجس الإرهاب والتي تؤكد على أنهم كانوا مجبرين على التماشي مع مخططات الإرهابيين, لكن ما إن سنحت لهم الفرصة حتى كانوا أول من لفظ الإرهاب, وأعلنوا المضي قدماً في عملية إعادة تعمير ما دمره الإرهابيون.‏

إن الأدوات الإرهابية المرتزقة فشلت في تنفيذ الأجندة المرسومة, وإن أموال أمراء النفط لم تعد كافية لمواجهة شعب عريق لم يعرف في تاريخه للاستقلال والكرامة بديلاً, كما تبين أن سنوات الحرب المفروضة على سورية لم تكسر إرادته وتصميمه في القضاء على إرهابهم وتحقيق مستقبله السياسي بنفسه ودون تدخل خارجي من أحد.‏

وإذا كان حلفاء واشنطن المهزومون والمأزومون يحاولون إعادة إنتاج دورهم في المعادلة السورية, فأغلب الظن أنهم فقدوا الدور والقدرة على التأثير مع تهاوي أدواتهم العميلة والمرتزقة, فالمجموعات الإرهابية بمختلف تسمياتها, تتساقط في كل مكان باعتبارها الأدوات الميدانية التي استخدمت لتنفيذ مشروع تقسيم سورية وفدرلتها, سواء أكانت مجموعات ذات عنوان ديني, أم مجموعات ذات عنوان اثني, ففي كلتا الحالتين لا أفق لمشاريع التقسيم والتفتيت.‏

أما الواجهات السياسية لهذا المشروع, فقد بلعت ألسنتها, وقد كانت تعتقد بعد سبع سنوات من العدوان المستمر أن معلميها في الغرب سوف يدمرون كل شيء ليأتوا بهم إلى كراسي الحكم في سورية بصفة مرتزقة وأتباع صغار لتنفيذ ما يطلب منهم, لكن هذا الوهم الذي عاشوه اندثر أمام صمود سورية, ليعريهم أكثر, وليكشف قبح وجوههم وسقوطهم الأخلاقيوالسياسي المدوي, وظهورهم كعملاء وخونة لوطنهم وشعبهم. وثمة رسالة أخرى موجهة لأصحاب مشاريع الفدرلة والإدارة الذاتية في شمال سورية مفادها: الأميركي لن يبقى طويلاً, وسيحزم حقائب جنوده مهزوماً مدحوراً, وكعادته يترك أدواته خلفه, ويبصق عليهم، لأنهم فشلوا في تحقيق أهدافه وغاياته, ومن ثم عليكم التطهر من رجس العمل مع الغزاة والمحتلين, والتوجه نحو أبناء وطنكم وشعبكم للعمل معه من أجل مستقبل سورية المستقلة السيدة الحرة, والتأكد أن من يعول على أوهام لن يحصد سوى الأوهام.‏

لقد أسقط السوريون أوهام مشاريع التقسيم الفدرلة من خلال إسقاط العدوان وأدواته, ومن ثم كل من لم يفهم المعادلات الجديدة عليه ألا يناور, فالزمن قد يطول قليلاً, والمناورات قد تستمر بعض الوقت, لكن الواهمين يجب أن يستيقظوا قبل فوات الأوان, وقبل ترحيلهم مع مشاريعهم المشبوهة إلى غير رجعة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية