تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


التصعيد الإرهابي في الشمال.. هل يطلق رصاصة الرحمة على اتفاق سوتشي؟

الثورة
دراسات
الثلاثاء 27-11-2018
فؤاد الوادي

لا ينفصل التصعيد الارهابي المتواصل على الارض عن حالة الهستيريا التي تجتاح الدول الداعمة والحاضنة للإرهاب وعلى رأس تلك الدول الولايات المتحدة الاميركية وذلك نتيجة سلسلة الاخفاقات المتلاحقة لها في كافة الميادين السياسية منها والعسكرية،

وبالتوازي لا ينفصل ذلك عن نوايا وأدوار وأهداف شركاء وأدوات واشنطن في سورية وعلى رأسهم النظام التركي الذي لا يزال يحاول شراء الوقت للتهرب من اتفاق سوتشي بعد أن دخل هذا الاتفاق مجدداً مرحلة الإنعاش السياسي دون أن نلمس أي خطوات جادة وعملية من نظام أردوغان لتنفيذه على الأرض، بعد مضي نحو شهرين على انتهاء المرحلة الثانية من تطبيقه في الخامس عشر من الشهر الماضي وما تبعها من مهل إضافية استجداها أردوغان ليواري جرائمه في محاولة جديدة منه للعبث في المشهد في الشمال بما يناسب ويواكب طموحاته وأطماعه.‏

ضمن هذا السياق يبدو التصعيد الارهابي الذي تقوم به التنظيمات الإرهابية المحسوبة على النظام التركي في الشمال السوري جزءاً من لعبة النظام التركي وامتداداً لها من أجل إسقاط سوتشي خصوصا بعد التفاهم الاميركي التركي المريب والغامض في أهدافه ونواياه، في ظل المعلومات المتواترة من هناك عن اشتداد الخلافات والصراعات بين التنظيمات الإرهابية المتواجدة هناك، تلك الخلافات التي لاتزال تتدحرج أمام رفض تلك التنظيمات لبنود اتفاق سوتشي وتحديداً فيما يخص تسليم أسلحتها الثقيلة والخروج من المدينة التي تدنسها منذ سنوات، وهذا الواقع عبرت عنه وسائل الاعلام التركية قبل فترة وجيزة من الزمن عندما قالت إن النظام التركي يقوم بجمع أسماء الإرهابيين المتواجدين في المدينة من اجل إعادة توزيعهم في مجموعات جديدة يتم تسميتها بمسميات مختلفة تضمن لها مستقبلاً الاندماج السلس في المشروع الوطني السوري كما يطمح ويتوهم نظام أردوغان ، وبالتالي نزع صفة الإرهاب عنها، ما يؤمن لها طوق نجاة للهروب من الواقع المحتوم الذي ينتظرها على أيدي الجيش العربي السوري.‏

ورغم الغموض الذي يعتلي المشهد في إدلب إلا أن الخيار السوري العسكري لايزال قائماً وحاضراً على الطاولة وبقوة بانتظار لحظة الحسم التي سوف تقررها الدولة السورية عندما تتيقن أن كل الخيارات والحلول السياسية باتت فاقدة المفعول على الارض، وهذه رسالة واضحة الى النظام التركي بأن الزمن الذي يحاول تسوله بأية وسيلة بغية إعادة تشكيل الواقع الإرهابي في إدلب بما يلبي أهدافه وطموحاته لم يعد في صالحه أبداً وكل المسرحيات والاكاذيب التي يحاول نثرها في طريق اتفاق سوتشي باتت ممجوجة ومكشوفة وغير فاعلة تحت أي ظرف من الظروف.‏

السؤال الذي يطفو على السطح في ظل التساؤلات المشروعة عن دخول الاتفاق في النفق العثماني المظلم، هل سيطلق أردوغان رصاصة الرحمة على الاتفاق من خلال إصراره على اتباع سياسة المداورة والمناورة وشراء الوقت واللعب على تناقضات وفراغات المشهد؟ .. سؤال يطل برأسه عند كل محاولة للتصعيد والخداع والزيف والالتفاف على ما تم الاتفاق عليه والالتزام به مع روسيا، إلا أن الإجابة على مثل سؤال كهذا قد تكون سهلة وواضحة بحكم التجارب المتراكمة للنظام التركي على جانبي المشهد والتي كانت جميعها محكومة بأطماع أنقرة في التصيد باستهداف مستقبل وطموحات وآمال الشعب السوري.‏

في السياق فقد واصل (التحالف الدولي) الذي تقوده الولايات المتحدة من خارج مجلس الأمن بذريعة محاربة تنظيم (داعش) الإرهابي مجازره بحق المدنيين السوريين في ريف دير الزور حيث استشهد وأصيب عشرات المدنيين في غارات جديدة لطائراته الحربية على قرية أبو الحسن في الريف الجنوبي الشرقي للمدينة.‏

كما واستشهد خلال الأيام الثلاثة الماضية 45 مدنيا جلهم نساء وأطفال نتيجة غارات مماثلة على مدينة هجين وبلدة الشعفة بالريف الشرقي للمحافظة بحجة استهداف إرهابيي تنظيم (داعش).‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية