تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


في حملة ال16 يوماً .. العنف الحقيقي..ما تخلفه الحروب العدوانية من ويلات على النساء والمجتمع

مجتمع
الثلاثاء 27-11-2018
غصون سليمان

العنف العابر لأوجاع النساء لا تقتصر تأثيراته على الشعارات والألفاظ التقليدية التي يتم تسويقها كل عام في جملة الأنشطة والفعاليات التي تخص معاني برمجة مناهضة العنف ضد النساء

ذي الصبغة الكلامية التقليدية القائمة على العنف اللفظي أو ذاك الصادر من سلوك الذكر أكان زوجا ،أبا ،أخا،رب عمل .‏

لكن الحقيقة تشي بأن العنف الحقيقي الذي أكثر ما تواجهه النساء اليوم خاصة في السنوات الأخيرة من القرن الواحد والعشرين ،هو ذاك المحمل في غايات وأهداف الحروب العدوانية التي تشن على الدول أو اي خلافات ومشاجرات في بقعة جغرافية او تلك العادات والتقاليد لبعض الفئات والبيئات المتخلفة والتي تصبح من أولى ضحاياها النساء والأطفال. وحرمانهم عامل الأمان والاستقرار والخضوع لمزايدات الهجرة والتهجير والتشرد وبالتالي زيادة أعباء تحملهن لضغوطات الحياة حين يخسرن المعيل ويغادرن مقاعد الدراسة ويخضعن قسرا لسلوك ومفاهيم الزواج المبكر وفق بعض العادات والتقاليد والأعراف والظروف الطارئة .‏

إن حرمان النساء من التعليم وعدم إكمال مشوار مراحله لبناء المستقبل وعدم تمكينهن اقتصاديا ورعايتهن صحيا ،هي احد عوامل قهرهن وسلبهن حقوقهن .‏

في حملة ال١٦ يوما التي تشارك مؤسسات وهيئات عامة وخاصة وأهلية، باعتباره نشاطا عالميا مخصصا لمناهضة العنف ضد المرأة والقائم على نوعية الجنس حيث تستمر الحملة من ٢٥ تشرين الثاني إلى ١٠ كانون الأول وهو اليوم المخصص للاحتفال باليوم العالمي لحقوق الانسان وقد تم اختيار هذه التواريخ وفق معطيات المنظمة الأممية المعنية للتأكيد على ان العنف القائم على نوع الجنس هو انتهاك لحقوق الانسان.‏

لذلك تسعى مبادرة حملة ال١٦ يوما العالمية لرفع مستوى الوعي على الأصعدة المحلية والوطنية والدولية فيما يخص العنف ضد المرأة وتعزيز العمل مع كل الجهات بغية التخفيف من الضغوطات ونشر المعرفة والتنوير وتبادل الخبرات والاستراتيجيات ، فيما يخص المسائل القانونية على المستويين الوطني والدولي.‏

حيث ناقش المشاركون حين تم وضع برنامج العمل لهذه الحملة جوانب مختلفة من العنف القائم على أساس الجنس وحقوق الإنسان والتعليم مع عرض لبعض تجارب الآخرين وهذا ما يتطلب بناء الوعي على أعلى المستويات.فمنذ العام ١٩٩١ شاركت أكثر من ٤١١٤ منظمة لحوالي ١٧٢ بلدا في حملة ال١٦ يوما.ويمكن لأي منظمة عامة وخاصة أو وكالة سواء كانوا جماعات أو أفرادا أن يشاركوا في هذه الحملة كونها تعني الجميع لأن دور المرأة الايجابي عامل أمان واستقرار في المجتمع.‏

وعلى المستوى الوطني يمكن القول إن سورية قطعت أشواطاً كبيرة ومهمة في تذليل العقبات والصعوبات ووفرت بيئة صحية وتعليمية واقتصادية واجتماعية آمنة لعبور النساء إلى شط الأمان لفترات طويلة من الزمن .وبعيدا عن ظروف الحرب ومخلفاتها وتأثيراتها السلبية الحالية على بنى الوطن ومؤسساته ومواطنيه . فإن انصاف النساء أو المرأة مع اخيها الرجل ومساواة جميع افراد الأسرة السورية بالحقوق والواجبات الذي كفلها دستور البلاد جعل المرأة أن تكون قدوة في كل المجالات وقادرة على خوض أشرس المعارك التي تحاول النيل من كرامتها ووطنيتها وحريتها وان تتأقلم مع جميع الظروف الطارئة وغيرها وتشكل صمام أمان لعائلتها وأسرتها ومجتمعها السوري الكبير .‏

سورية بمؤسساتها وهيئاتها واتحاداتها ونقاباتها ومنظماتها الشعبية والأهلية وضعت برامج وخطط عمل لتنفيذ مضمون الحملة بما يناسب الظروف القاسية التي نالت من المرأة والأسرة والمجتمع من حيث الدعم النفسي والصحي والتمكين الاقتصادي والاجتماعي والثقافي .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية