وقام بافتتاح المعرض الأستاذ علي المبيض، معاون وزير الثقافة، بحضور الأستاذة ريم الطيلوني مديرة المركز. ولقد نظم المعرض ودعا إليه الفنان التشكيلي محمد يونس، بمشاركة مخضرمين وشبان وشابات, وهذه النوعية من المعارض تخلق حواراً ثقافياً بين المشاركين، وتساهم في تبادل الخبرات وتعمل على تعزيز تجارب الأجيال الطالعة، وتدفعها خطوات إلى الأمام، كما تساهم في تحقيق حالات الانفراج والتواصل بين المشاركين والجمهور، وفي هذه النواحي تتجلى أهمية هذه المعارض الجماعية, والأعمال المعروضة بمواضيعها واتجاهاتها وألوانها المشرقة شكلت ردة فعل إيجابية ضد يوميات الحرب الرمادية، وساهمت في استعادة مشاعر الحنين إلى الماضي، بعناصره الحضارية المختلفة والمتنوعة.
المشاركون
ولقد شارك في المعرض: محمد هدلا - جورج عشي - رأفت الساعاتي - وضاح سلامة - نور خوري - فداء منصور - ريما الزعبي - كرم النظامي - ليلى طه - غطفان حبيب- عبير احمد - رامية سليمان - فايزة الحلبي - يارا متوالي - الآء الكيلاني -لينة نبهاني- محمد يونس - سلام الأحمد - ربا تميم -آمنة جاموس - تغريد الأعور- حميدة عرفة السيد - علا الحلواني - راما درخباني - شادية التيناوي - رنا الحوري - سوسن بواب -باسل تركية - هزار شمسين - ولاء دياب - عبد الهادي رميض - ليندا حويجي -سهام أبو شاكر - ربا فتوح - ريم الدهان - همسة شلهوب - خولة المغربي - منى ظاظا - فاطمة الخليل - لؤي مصري زادة - ريما الخطيب - ايناس شعبان - ربيع زرزور - ايمان الحسن - هلا سلطان -دانية الدوماني -راية الحرش- يوسف المصري - وأنا كاتب هذه السطور..
وتكمن أهمية هذا المعرض في كونه يفسح المجال لاكتشاف مواهب فنية جديدة,,والمعرض يطرح ويكرس حضوربعض الاسماء المخضرمة، ويعرفنا في المقابل على اسماء جديدة (من الشابات والشبان) وهذا يعني المزيد من الاهتمام بالتجارب الجديدة, على أساس ان الجيل الجديد هو الذي سيحدد مستقبل فنوننا التشكيلية, وهذا يعني أيضاً ظهور المزيد من الاحساس بأهمية الحوار و العمل الفني في إطار الجماعة، فالعمل المشترك يفتح باب الجدل والسجال ويؤدي إلى تبادل الخبرات والمواقف والافكار والآراء.
بين الواقعية والتجريد
ولقد تميز هذا المعرض، بإطلاق الخيارات الفنية التي تتأرجح مابين المعالجة التقنية الهادئة أحياناً، والمتحررة من عبء الموضوع الخارجي الواقعي أحياناً أخرى. وتميل معظم التجارب نحو مظاهر تكسير قوالب الأشكال الجاهزة، ومن ثم تنطلق لقطف رموز الإثارة الانفعالية، التي تندفع من الداخل إلى الخارج، لتتبع حركة تقلبات المشاعر والأحاسيس العميقة، والنفاذ إلى جوهر الشيء، بعد إزالة تلافيف قشوره الخارجية، مع المحافظة على خصوصيات المناخات اللونية القادمة من كل منطقة على حدة.
والمعرض يؤكد على التنوع والاختلاف، على الصعيدين التكويني والتلويني، كما نجد خصوصيات المناخ اللوني، في بعض اللوحات المعرضة، وهذه ناحية قلما يتحدث عنها النقد السوري, بمعنى أن المساحة التي تتألف من طبقات لونية كثيفة أو سميكة, ومرتبطة بمنطلقات المناخ اللوني المحلي، حيث يبرز الضوء الشرقي مشرعاً على الأحاسيس وعلى مرايا الذاكرة أو على مناخ لوني أكثر شاعرية وعلى غنائية مستمدة من الينبوع التاريخي والبيئوي ذاتها.
المرأة والوجوه
وهذا يعني أن معظم المشاركين, ينطلقون من مبدأ تحوير العناصر والمعالم الحضارية، ويجسدون حركة التجليات المحلية، دون التقوقع في إشارات الأشكال السطحية أو المباشرة، حيث تطل مفردات التراث المعماري والشعبي وعناصر المرأة (وخاصة الوجوه) أو عناصر التراث عبر اللمسات اللونية العفوية، القادرة على استنباط العوالم التشكيلية الحديثة، من عمق معطيات الأزمنة والأمكنة. هكذا تتبع الاعمال المعروضة حركة التاريخ، وتبحث عن مناخ شرقي وتكاوين محلية، ونستطيع أن نستعيد شيئاً من صورة التجارب التشكيلية المتفاعلة مع انطباعات العيش في الأمكنة المفتوحة على الماضي والحاضر، وعلى معطيات وتقنيات الفنون الشرقية والغربية في آن واحد.
وعلى هذا يبدو طموح معظم المشاركين متجهاً نحو صياغة عمل فني، يؤكد ملامح إسقاط الذات عبر اللمسات والضربات العفوية, في خطوات الوصول إلى لغة تشكيلية حديثة، تمزج مفردات الماضي بالواقع وبالحداثة. بمعنى أن تلك التجارب قدمت طروحات تشكيلية جديدة على الأقل عبر الاستفادة المباشرة من معطيات الحداثة العالمية، والتفاعل مع تاريخية المكان (الاهتمام بتجاوز معطيات الأشكال الواقعية، وإعادة صياغتها من منظور معطيات الفن الحديث عبر التأكيد على المساحات واللمسات والحركات اللونية المتحررة والمباشرة).
facebook.com adib.makhzoum