وتضمنت التظاهرة الشبابية المسرحية سبعة عروض تقدمها فرقة شبيبة السويداء للفنون المسرحية (حكايا) يتم عرضها بالتتالي على مدار الاسبوع منها:
- كافيه سكن الليل, للكاتب جون برستلي, إخراج ليال الهادي.
- اسكوريال, تأليف ميشيل ديفولدور, إخراج ليال الهادي.
- الواشي, تأليف بريتولد بريخت, إخراج لجين الهادي.
- الدب, تأليف أنطون تشيخوف, إخراج رفعت الهادي.
- عويل الزمن المهزوم, تأليف اسماعيل خلف, وإخراح رفعت الهادي.
- الأميرة والفقير, تأليف سلام اليماني, إخراج لجين الهادي.
وتتركز فكرة العرض الاول (كافيه سكن الليل) على قلب المفاهيم المعتادة بالنسبة لنظرة الإنسان لثنائية الحياة والموت ويبدأ العرض بإيقاع جميل وحوارات تحمل مناكفات يومية ومصالح واتفاقات تحكي عن قيمة الزمن والحياة وتؤكد على سلطة الموت على الجميع وأسئلة عديدة طرحها النص ليؤكد على ان من يحب الحياة يحب الموت وقسم المسرح من خلال الديكور إلى عالمين في الخلف عالم التماثيل ويرمز للأبدية والخلود والأمام عالم الموت وهو الذي نعيش فيه حاليا.
المخرج والمشرف على المهرجان رفعت الهادي يقول: إن العمل مأخوذ عن رائعة الكاتب جون بريستلي بعنوان (الوردة والتاج) ويرمز إلى أن الموت حاضنة الحياة.
يحمل العمل معنى عميقا ودعوة لنبحث عن طريقة مناسبة للعيش في هذا الوقت القصير كما تقول ليال الهادي في دور العجوز مي (لاتحدثهم عن الوقت ياهاني إنهم لايستوعبون الحقيقة) وخلال الحوار بين الممثلين يحضر فجأة قابض الأرواح ليقول لهم (كلنا سنموت لكنها مسألة وقت,ووجدتكم قد استسهلتم الموت وتتحدثون عنه فحضرت فيتراجع الجميع لحظة مواجهة الموت ولكن في النهاية الاكثر إقبالا للحياة والأكثر عشقا وكرما وجمالا هو من يختار الموت.
وتقوم المخرجة والمعدة للعرض ليال الهادي بدورالعجوز مي فتقول: ماالذي يجعلك فرحا إلى هذا الحد في الحياة وماالذي يجعلك أنت شقيا, مابين العيقرية والجنون شعرة, ترى هل هذا صحيح ؟
كل شيء سيفنى ماعدا الفكر والفن حيث يغادر الناس وتبقى التماثيل واللوحات هذا مايتضمنه النص, أما عن دوري بالمسرحية فأنا أمراة عجوز تتجاوز السبعين من العمر تتذمر دائما من الحياة وترى أنها كئيبة وترغب بالعودة الى شبابها فتزور المقهى بشكل دائم لتشعر بالسعادة والفرح ولكن عند حضور الموت الحقيقي ترفضه وتدرك أنه هناك أشياء مازالت ترغب في أن تقوم بها في هذه الحياة.
الفنان عبد الرحمن أبي القاسم يقول: لم أكن أتوقع أن أشاهد عرضا بهذه السوية حيث كان هناك على المسرح فريق متناغم يتبادلون الأدوار بطريقة لطيفة وقدموا لنا سنفونية جميلة ساعزفها بما تبقى من حياتي.
ذكرالممثل عمران الخطيب الذي قام بدور إله الموت: عندما يحضر الموت ماذا يفعل الإنسان فكل من كان يتمنى ويطلب الموت يرفضه إلا الشخص الذي يتمنى الحياة ومندفع لها المحب المتفائل غير الأناني المتعلق برغباته.
الممثل مجد هاني خيو يشير إلى دوره بأسم ناظم الذي يعمل بالسباكة, البخيل المتشائم المتذمر المادي ولكن بلحظة وصول الموت يتشبث بالحياة بكل جوارحه بسبب أنانيته.
أما روزانا الباسط رئيس مكتب الأنشطة الفنية الفرعي في فرع السويداء لاتحاد شبيبة الثورة تقول: إن جمهور السويداء راق ومحب للمسرح ودائما ينتظر الجديد وهذا المهرجان حصيلة ورشات فنية نقوم بها ودورات إعداد كادر ممثل واعداد مخرج وسيناريو على مدار السنة.
ويتضمن المهرجان لجنة تحكيم مؤلفة من نقيب الفنانين للمنطقة الجنوبية معن دويعر والناقد المسرحي والمخرج زياد كرباج و د.سونيا علم الدين والمخرج بنيامين حميدان وتعلن النتائج في ختام المهرجان مع جوائز لافضل ممثل ومخرج واضاءة وديكور.
وبالنهاية تبقى محاولات الشباب المسرحية في المحافظة فردية وبحاجة للاحتضان والتنظيم والدعم اللازم من قبل الجهات المعنية, وسيبقى الشباب يتعثرون مالم تقدم لهم فرص عمل جديدة.فهل ستعود المحافظة لتحتضن مهرجان السويداء المسرحي وتطلق ابداعات وطاقات الشباب ويرافق اعمار الحجر اعمار البشر ؟