وإتاحة الفرصة لها للظهور عبر منابرها التي انتشرت في غير مكان، وتسليط الضوء على إبداعات جديدة لم تتح لها فرصة الظهور وخصوصا في ظل الحرب التي طالت سورية في ثقافتها واستهدفت بنيانها التراثي والثقافي وربما تغلغلت إلى بنيانها البشري فكانت تلك الملتقيات التي هبت لتقف في وجه ذاك الطوفان من الخراب في رسالتها للعالم أننا أبناء ثقافة لاتقهر.
وربما تعثرت هذه الملتقيات والجمعيات الثقافية في مكان ما ولكنها نجحت كثيرا في استقطاب المواهب الشابة والمبدعين واستطاعت أن تكون حاضرة في غير محفل ثقافي واجتماعي ومازالت تقوم بدورها الفاعل وليس آخرها تكريم جمعية «نحنا» الثقافية وملتقى «سلمية الثقافي» للشاعر فايز خضور في مكتبة الأسد بالأمس، وتكريم لقاء «شآم والقلم» للمراسلين والمصورين الحربيين، وفريق آرام للفنون الذي حول أنفاق الموت إلى عالم من الإبداع والجمال، وتكريم جمعية «تاء مبسوطة» للفنان دريد اللحام وللعديد من المبدعين والقائمة تطول.
واليوم إذ نحتفل جميعا «بيوم الثقافة.. لارتقاء الإنسان» ومايرافقها من فعاليات مهمة على صعيد الفنون جميعها «سينما، مسرح، معارض كتب، ندوات، طفولة، ويضاف إلى ذلك كله تكريم المبدعين في المجالات الفكرية والفنية كافة».
الشكر لكل الجهود التي تبذل من أجل تكريس الثقافة والعلم والتطوير المنهجي العلمي في مواجهة حملات التجهيل والتخلف، وطوبى لكل من يساهم في نشر المعرفة وقيم الحق والخير والجمال ليزهر الوطن من جديد عطاء وإبداعا وبناء يطاول عنان السماء.