التي لا تزال تصر على التشبث بسياسة التوتير والتفجير كخيار وحيد بالنسبة لها بعد أن فقدت كل خياراتها في الميدان السوري.
الادارة الاميركية اليوم باتت تسابق الزمن لتغيير الواقع على الارض أو على الاقل الحفاظ على الوضع الراهن كما هو حتى يتسنى لها التقاط أنفاسها وإعادة إنتاج وتجميع إرهابييها في الميدان من أجل الدفع بهم مجددا الى الجغرافيا السورية لخلط الاوراق وقلب الطاولة، وما حصل في حلب بالأمس من استهداف الإرهابيين للمدنيين السوريين بالأسلحة الكيميائية جزء من المحاولات الاميركية المستمرة لتغيير الواقع على الارض.
المعضلة الحقيقية هي أن العقل الاميركي لايزال يرفض حتى اللحظة فكرة تقبل الهزيمة أو على الاقل الاعتراف بها، رغم إعلانه الصريح عنها وعلى لسان أكثر من مسؤول أميركي وغربي، وهو الامر الذي يدفعه الى الاصرار على خيار التصعيد والتحشيد وإجهاض كل التفاهمات والاتفاقات والالتزامات الدولية.
على هذا النحو يبدو التجاهل الاميركي لاستحالة تبديل الواقع المرتسم على الارض بحوامله ومعادلاته وقواعده التي باتت راسخة ومتجذرة في عمق المشهد أمراً أشبه بمصارعة طواحين الهواء والركض خلف السراب.
المشهد بكل عناوينه وتفاصيله المعقدة والشائكة بات ساطعاً وواضحاً وضوح الشمس، وهذا ما يفرض على الادارة الاميركية مقاربة ومحاكاة التحولات الجارفة التي عصفت بالمشهد السوري والدولي بشيء من الحكمة والعقلانية والموضوعية، لأن الاستمرار بسياسة إشعال الحرائق قد يؤدي الى الذهاب بالجميع الى حافة الهاوية وفي مقدمتهم الاميركي وأدواته.