أوركسترا يامال الشام تحيي حفلها (أطياف سورية)
ثقافة الأربعاء 18-2-2015 اختار الفنان حسام المهدي ألوان الطرب والفلكلور السوري لحفله الموسيقي الغنائي الذي حمل عنوان (أطياف سورية) وذلك بأداء جماعي من أوركسترا /يا مال الشام/ التي قدمت أمسيتها اللافتة على خشبة مسرح الحمراء
متجاوزة الأداء التقليدي للفرق الشعبية التي اشتهرت بأدائها للتراث الوطني حيث امتازت الفرقة في أولى حفلاتها بصياغة موسيقية نوعت بين الغناء الجماعي والأداء الموسيقي المحكم للمقطوعات التي قدمتها.
وافتتحت /يا مال الشام/ أمسيتها بمقطوعة / لونغا.. عجم/ من تأليف الفنان حسام المهدي إضافة لمقطوعة ارتجال على آلة الناي من مقام /الهزام/ أتبعتها بوصلة تراثية من المنطقة الجنوبية لتبرز هنا قدرة الفرقة السورية على إعادة الألق إلى الجمل الشعبية الغنائية التي لطالما كانت مصدرا لإلهام موسيقي جماعي راكمته الأرض السورية على مدى عشرات السنوات مطورة أنماطا عديدة من الأناشيد والأهازيج والأغاني التي حفظتها المخيلة الوطنية عبر أجيال متواترة من الآباء والأجداد والأحفاد الذين كرسوا الأغنية والموال الشعبي في وجدان الناس كوثيقة لا ترد عن التمسك بالأرض والحياض عنها بالدماء والأرواح.
الوصلة التراثية الفراتية كانت حاضرة في حفل /يا مال الشام/ حيث برز من خلالها التنوع الفني الهائل في القريحة الغنائية والموسيقية لمنطقة الجزيرة السورية وفرادة تراث المنطقة الشرقية الذي يعد أرشيفاً كثيفاً عن تلك الاحتفاليات الكبرى بالحصاد والعرس والحياة وغلال الأرض والموت والسفر والحب لتكون كل هذه المفردات حاضرة وبقوة في الأغنية التي ترعرع مغنوها وقوالوها على ضفاف دجلة والفرات والخابور ناقلين مع هذا الإرث الفني صيحات ومواويل نزهات القوارب في أنهار الرقة ودير الزور والحسكة.
|