رائحة الموت في زيارة برنارد هنري ليفي إلى أوكرانيا
عن موقع فالميه متابعات سياسية الأربعاء 18-2-2015 ترجمة مها محفوض محمد لقد كشف المخادعون أخيرا عن ورقتهم الرابحة التي ظهرت في كراماتورسك .
الورقة هي برنارد هنري ليفي الشخصية التي يعني ظهورها في مكان ما أن الدم سيسيل في ذلك المكان بالتأكيد
و ظهور ليفي في أوكرانيا هو بمثابة إعلان أن جميع المفاوضات حول تسوية سلمية للوضع في دونباس سيحكم عليها بالفشل مسبقا و سفر هذا الرجل الى كراماتورسك مع الرئيس الأوكراني بوروشينكو لا يدع مجالا للشك حول طبيعة التحريض التي يقوم بها و هذا واضح للعيان حين نجد أنه قام بتحريض مماثل في ماريو بول فهذا الوجه الشؤم ليفي هو المحرض لكل ما يحدث و المبشر بأسوأ الأحداث إنه معلم في مجاله و مجاله هو العمل على خلق حقائق مزيفة يحاول ما أمكنه إظهارها أمام الغرب و إيجاد مسوغات لها كي تتم المصادقة على الدم الذي سيراق فبعد أن دخل وقف إطلاق النار في دومباس حيز التنفيذ تم خرقه بعد ساعتين بالقرب من ديبالتسيفو من قبل سلاح المدفعية الأوكرانية و ذهب ضحيته عدد من المدنيين و قدجاء ذلك بعد توقيع معاهدة السلام مع ديمتري إياروش قائد الجناح اليميني من التحالف لليمين الأوكراني المتطرف حيث قال بأنه لن يحترم وقف إطلاق النار بل إنه سيشكل فرقا عسكرية خاصة به أيضا الاتفاق الهش الذي تم التوقيع عليه في مينسك بين ميركل و هولاند و الرئيس فلاديمير بوتين و الرئيس الأوكراني هو اليوم في أزمة و الأنظار تتجه حول مسألة وقف إطلاق النار، إنها مسألة هامة جدا فمن يستطيع إخفاء المشاكل الأخرى و هي الأخطر حيث أشارت حكومة كييف بأنها لا تنوي تطبيق « فيدرالية » البلد و التي التزمت بها ثم إنه من الممكن أن تحدث اضطرابات سياسية قد تصيب كييف لا بل قد يكون هناك انقلاب يقوم به الجناح الأكثر تطرفا خلال الأسابيع القادمة و إذا لم تطبق كييف بنود الاتفاق فإن الحرب ستندلع حتما إلا اذا تم التوجه نحو حل من نوع : لا سلام و لا حرب و هو ما ندعوه ب « نزاع مجمد » أما الآمال التي عقدت على القتال الأوكراني فلم تتحقق ما سبب ازعاجا لفرق القتال و التي هرب قادتها حتى انهم لم يتخذوا الإجراءات اللازمة حيال هشاشة الوضع خاصة في ديفالتيفو حيث يباع السلاح هناك و التعبئة لاقت إخفاقا مدويا و في دومباس لم ترد الحكومة الإنزلاق الى الحرب و التجار فيها ميالون الى المقاولة و ابرام العقود بينهم أكثر من ميلهم الى عقد صفقات السلاح للحرب و عمليا فإن كييف لا تقود شيئا فهي لا تعرف سوى التهديد بصمت و زيادة الضغوط كاشفة بذلك انها فقدت السيطرة على الوضع حتى دون أن تتحدث عن الخسارة النهائية للمبادرة و الناس في معظمهم يرفضون الحرب صراحة فالحرب تتطلب موارد بشرية و الذين يحاولون اشعالها مطالبون بتطويع و تعبئة المرتزقة بسرعة كما أن فرضية العدوان الروسي بدأت تتلاشى و تغوص في الوحل و لم تنجح سلسلة التحريضات الدموية و لا اظهار جوازات سفر عسكرية روسية أمام الرأي العام الغربي كل ذلك لم يعد مقنعا بالشكل الكافي لجعلهم يصادقون على التدمير الشامل للحياة في جمهورية لوغانيسك و دونتيسك بمجرد اعطاء الأمر بعبارة : قاتلوا ضد الارهابيين .
و يمضي الزمن و يستعيد الجيش في تلك الجمهوريات مع كل انتصارات جديدة الأسلحة و العتاد المتروك اضافة الى أنه يكتسب التفوق الأخلاقي ضد الخصم حيث جرائم نظام كييف ضد المدنيين و القصف الكثيف بالقنابل لجميع وسائط الحياة من وسائل النقل العامة و المباني السكنية و المشافي و مراكز توزيع المساعدات الانسانية لم يثمر شيئا سوى أنه عزز الحقد في قلوب سكان دونتيسك و لوغانيسك و خلق الرغبة الجامحة بتصفية الحسابات مع كييف على هذه الجرائم المرتكبة حيث يقال هناك يجب ان تعرى الحقيقة و ان يتم الانتقام كما حدث ذلك مرات من قبل و حيث يتوخى هؤلاء الحذر من دخول برنارد هنري ليفي الى المشهد .
|