تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


القدس مدينة الصلاة...أصالة عربية لاتمحوها عوادي الزمن

ثقافة
الثلاثاء 21-4-2009
عمار النعمة

مكانة القدس بين المسيحية والإسلام، هو العنوان العريض لمحاضرة أقيمت بمناسبة القدس عاصمة الثقافة العربية عام 2009 في المركز الثقافي العربي في جوبر،

وذلك بمشاركة المطران اسيدور بطيخة‏

ود. علاء الدين الحموي وقد أدار الندوة السيد فايز عبد اللطيف الخطيب رئيس المركز.‏

وقد افتتح الندوة المطران بطيخة الذي قال: نلتقي كل يوم في عشق الوطن والدفاع عنه من عدوان المغتصبين والطامعين، في تذكارات وطنية مترادفة لننشد للأرض انتماءنا ووفاءنا، نلتقي لنسعى متنافسين لإطعام الجياع وسقي العطاش، نلتقي بالإيمان بالله الواحد، مترجمين هذا محبة ووحدة في إيماننا الإسلامي المسيحي كما تلقيناه على أرضنا التي انتدبتها السماء لتكون أرض المحبة.‏

إن شعب الله في المفهوم المسيحي هم كافة المؤمنين بالله ورسله من كل أمة وقبيلة فكل من يدعو باسم الرب يخلص، لذلك فإن شعب الله ليس مجموعة أجيال متتابعة إنما شعب الله هو مجموعة المؤمنين في الأرض كافة مهما اختلفت أجناسهم وأوطانهم وألوانهم.‏

إننا نعتز أن المسيحية انطلقت من فلسطين، من القدس إلى مشارق الأرض ومغاربها وليس العكس، نحن لم نستورد المسيحية من أوروبا ولامن أميركا وتبقى القدس العاصمة الروحية لكل مسيحي مؤمن لأنها تحتضن كنيسة القيامة قبلة المسيحيين في كل مكان.‏

وإن الكنائس المسيحية العالمية إذا ما أرادت أن تكون كنائس سائرة في طريق السيد المسيح عليها أن تدعم صمود الشعب الفلسطيني لأن المسيحية الحقة تعلمنا أن ندافع عن الإنسان المعذب، المقهور المظلوم.‏

إن من ينظر إلى مدينة القدس يرى أن كل شيء أصيل في هذه المدينة هو عربي إسلامي ومسيحي، كل زائر إلى مدينة القدس يلحظ بأم العين أسوارها وكنائسها ومساجدها وكل شيء فيها يحدثنا عن تاريخ عربي أصيل، أما ما هو مصطنع وماهو جديد فهو من تداعيات ما قام به الاحتلال، التاريخ في القدس هو تاريخ عربي، إسلامي ومسيحي، أما الاسرائيلي فهو مصطنع ومستحدث.‏

القدس بالنسبة إلينا هي العاصمة الروحية والوطنية، هي قطعة من السماء على الأرض هي المكان الذي به نتواصل مع السماء، إنها سلم بين الأرض والسماء، إنها المكان الذي يذكرنا بنعم الله ورحماته علينا نحن البشر، إنها أمانة في أعناقنا مسلمين ومسيحيين على السواء ويجب أن ندافع عنها عن عروبتها ومقدساتها.‏

أما د. علاء الدين الحموي فقد أشار أن القدس هي مدينة السلام ومسرى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ومجتمع الملائكة ومهد عيسى ومأوى الرسالات والديانات وبيت المقدس معظم مبارك يعظمه المسلمون ويعتقدون ببركته وما حوله، وروى ابن عساكر قول رسول الله (ص) (من أراد أن ينظر إلى بقعة من بقاع الجنة فلينظر إلى بيت المقدس)، وبسببها أوقف الله عز وجل الشمس ليوشع بن نون نبي من أنبياء الله وهو فتى موسى الذي تولى حكم نبي اسرائيل بعد وفاة نبي الله موسى، فلما توفي نبي الله موسى بأرض التيه قبل أن يفتح بيت المقدس فتحه فتاه يوشع بن نون نبي بني اسرائيل فكان يقاتل الكفار الذين في هذه المدينة، فحبس الله عز وجل الشمس عن المغيب حتى يستكمل فتح هذه المدينة المباركة.‏

آثار قداسة القدس‏

في أعمال المسلمين‏

بناء على هذه المكانة العالية لبيت المقدس، نظر المسلمون إليه على أنه مزار شريف وموضع مقدس كريم، فشدوا إليه الرحال وأحرموا منه للحج والعمرة وزاروه لذاته بغية الصلاة والثواب، وقد أحرم الخليفة عمر بن الخطاب نفسه للحج والعمرة من المسجد الأقصى، كما أحرم منه سعيد بن زيد أحد المبشرين بالجنة.‏

والصحابة الذين زاروا بيت المقدس وبعضهم أقام فيه أكثر من أن يحصوا ، وقد درج بعض الخلفاء والملوك بدءاً من العصر المملوكي على كنس الصخرة وغسلها بماء الورد بأيديهم ومن هؤلاء الظاهر بيبرس، ومن أهمية القدس عند المسلمين ما أورده الطبري أن معاوية بن أبي سفيان بويع في بيت المقدس لتضفي على أهمية القدس ولتحمل معنى المبايعة دينياً وقد حرص الخلفاء والحكام على عمارة المسجد الأقصى وترميمه كلما أصابه شيء من التصدع أو التلف.‏

موقف المسلمين من قضية القدس‏

عندما نتحدث عن القدس فماذا نقصد؟ هل نعني المسجد الأقصى وقبة الصخرة أم إنها تعني لنا قضية الأمة ومصيرها ومستقبلها وأجيالها؟.‏

إنها تعني كل ذلك إنها قضية شاملة ترمز إلى حقيقة الإيمان بالله تعالى ورسالاته كلها وإننا نعتقد أن وجود سليمان وداوود وموسى وغيرهم من أنبياء الله وولادة سيدنا عيسى المسيح في الأرض المقدسة قد زاد من قدسية هذا المكان عند المسلمين.‏

وتتحدث الوقائع التاريخية فتقول: إن مدينة القدس كانت في ظل الدولة العربية الإسلامية مدينة مفتوحة لكل أبناء الديانات السماوية لممارسة نشاطاتهم الدينية والدنيوية كلها، حتى إن المسلمين تشرفوا بخدمة الأماكن المقدسة لدى الديانات السماوية كافة وحافظوا عليها وقدموا التضحيات لحمايتها، وقد اختتم بالقول:‏

ما أحوجنا نحن المسلمين والمسيحيين أن نعيش معركة النضال المشترك ضد العدوان الصهيوني الغادر على القدس ومقدساتها وعلى فلسطين وأهلها وعلى المسيحية وكنيستها وعلى الاسلام والقرآن وما أحوجنا إلى أن نقوي جبهتنا، فلنا من تاريخنا العريق ومن اتحادنا وتعاوننا مسيحيين ومسلمين في خدمة أمتنا وعروبتنا ما يحتم علينا أن نحافظ على عرى الأخوة والتعاون لإنقاذ أمتنا العربية مما ورطها به الاستعمار والصهاينة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية