تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تغيير لا تعديل!!

عزف منفرد
الثلاثاء 21-4-2009م
عبد الفتاح العوض

دوما ثمة اغراء خاص للتغيير, فهو ليس حاجة فقط بل وفي كثير من الأحيان يبدو حلا مقنعا لأحوال غير مقنعة.

والتغيير مثير للانفعالات.. فئة تراه الطريق نحو الأفضل.. وفئة من الخائفين تخشاه لأنها تعي أن مصيرها مرتبط ببقاء الحال وكل تغيير سيكون للأسوأ.‏

والبعض يرون أن لا فائدة ترجى... فلا ضمانة أن التغيير أفضل أو أسوأ... إنه مجرد نمط حياة يثبت قاعدة أن سنة الحياة هي التبدل والتغيير..‏

والآن... فكل ما في العالم يغري بالتغيير ويحرض عليه...‏

قيادة جديدة ومختلفة للعالم... دول بدأت تعي أن الأدوار تؤخذ ولا تعطى وأزمات تصرخ أنها تريد حلا, ومن ثم حالة ركود اقتصادي لا يقابلها ركود سياسي.. بل إن الركود الاقتصادي أكثر العوامل التي عادة ما تشجع على الحراك السياسي والاجتماعي, وليس في ذلك مفارقة كبرى لأن حالة الركود العام تربة خصبة لرغبات التغيير.‏

مثل هذه الأجواء تجعل من التغيير(الموعود) محفوف بالأزمات, ودوما كان أسوأ أنواع التغيير ذلك الذي يحدث خارج سياقه وفي تربة غير صالحة لاحتوائه.‏

وإذا كان الرئيس الأمريكي أوباما من دعاة التغيير فإنه بدأ الآن يضع قدميه على شواطئ الأزمات.. وها هو يفشل في اختبار صغير عندما امتنعت الولايات المتحدة عن حضور مؤتمر عالمي حول العنصرية بسبب أنه تحدث بقليل من الصراحة عن عنصرية إسرائيل.‏

فإذا كان مثل هذا الاختبار البسيط كشف عن حجم التغيير المنتظر فإن نتائج الاختبارات القادمة شبه محسومة منذ الآن ولا تحتاج لوقت طويل للانتظار... فالأزمات تطل برأسها عند كل منعطف, والرغبة بالتغيير لا تعني القدرة عليه.‏

مثل هذا وغيره كثير يتكرر في مستويات مختلفة تجعلنا نفقد القدرة على الأمل بالتغيير.‏

فما يحدث حولنا سواء كان ذلك في قضايا كبرى أم في شواغل صغرى أن الدعوات للتغيير تتحول مع مرور الوقت إلى محاولة تحسين لطيف للماضي...ومن ثم يطل الماضي من جديد لينتقم من كل أولئك الذين بشروا بالتغيير أو دعوا إليه.‏

يقول ماكس بلانك عالم الفيزياء المعروف: إن الحقيقة العلمية الجديدة لا تنتصر بإقناع خصومها, وجعلهم يرون الضوء ليهتدوا, بل لأن خصومها يموتون في آخر الأمر, ثم ينمو جيل جديد تكون الحقيقة مألوفة لديه.‏

فإذا كان التغيير في الحقائق العلمية يحتاج إلى موت الخصوم حتى تتحول الحقيقة إلى شيء مألوف فما الذي يمكن أن نتوقعه من خصوم التغيير في مسائل أقل قدسية من العلم؟‏

ولا يبدو أن المزاج العام قابل للتفاعل مع مقولة العظيم غاندي(كن أنت التغيير الذي تريد أن تراه في العالم) فهناك سيدة اسمها فلوريا ستنسيم تقول(إذا كان الحذاء غير ملائم فهل نغير أقدامنا؟).‏

ثمة أشياء كثيرة غير ملائمة مثل الحذاء..! لكن الشيء المؤكد والأزلي كما قال هيرقليطس (لا شيء يدوم إلا التغيير). awad-af@scs-net.org‏

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي - الوطن العربي |  dalatione@hotmail.com | 21/04/2009 09:58

العالم دوليا والعرب إقليميا ونحن محليا , كلنا بحاجة للتغيير وليس للإصلاح الذي لن يفيد, وإذا لم نغير أنفسنا بانفسنا فسيأتينا التغيير من غيرنا , وهنا الطامة الكبرى.

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية