تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مي سلمان.. أشرعة بمـهـــــب المــــــوج

ملحق ثقافي
الثلاثاء21/2/2006
عمّار حسن

بعد ساعة من البحث عن صالة المركز الثقافي باليرموك اكتشفت أنها تقع بشارع فلسطين!؟ فالصالة التي تشهد حضورا كبيرا من المهتمين تفتقد أهم مقوماتها من إضاءة وخلفيات مناسبة للوحات. لدرجة أنه يستحسن أن تأخذ إضاءتك معك؟!

بهذه الصالة عرضت مي سلمان أمواجها. فلم يكن اللعب مع الموج بتلك السهولة التي توقعتها وإن اقتربت بتشكيلها من صياغة تكاد تكون مقبولة تصويريا لو أخذت بعين الاعتبار منظوريها اللوني والخطي فقد جاء البحر بمعالجات لاتنم عن خبرة في صياغة خطابها اللوني وإن امتلكت مي الإحساس الشفيف الذي لم توظفه التوظيف المناسب.‏

مي.. الباحثة عن أسلوبها و فكرتها وعن شكل صياغتها للوحة من حيث توزيعها لعناصرها تحاول القفز الى التجريد و الانطباعية في اللوحة الواحدة؟! كما أخبرتني عبر محاولة جاءت كاريثة على هذا المستوى. فكان عليها أن تخرج الى الطبيعة لترسم أولاً, لا أن تكتفي بالنقل عن الصور؟! وأن تتقن التشريح المناسب لعناصر اللوحة خصوصا الواقعي منها ثم تفكر بالتوجه الى التجريد! الذي استغربه ذاك التفاوت بسويات الرسم فمن قوارب مقبولة تصويريا الى قوارب غير مقبولة تشريحيا أو تصويريا ما يطلق سؤالا لا تصعب الإجابة عليه,‏

هذا إذا أضفنا التفاوت برسم المشهد البحري ومشهد القرية أو الزهور حيث يتضح ضعف امتلاكها لمقدرة الرسم! مي.. بتوجهها الرومانسي الى الزهور والطبيعة ورغم بساطة طرحها, لم يكتمل كمنجز جمالي لنقص كبير في خبرتها الفنية! مدرسية كانت, أم لغة لم تمتلك مفرداتها بعد. وإن كانت تمتلك الإحساس الأنثوي الخاص! لكن لم ينعكس خطاباً إبداعياً من نفس المستوى رغم المحاولات على مستوى اللوحة التعبيرية والتي شهدت حضورا في جزئياتها دون كليتها.‏

لكن المستغرب استكانة مي لكلمة إعجاب بأحد أعمالها من أحد فنانينا الكبار والذي قاست أهميته بثمن لوحاته الخيالي, ورغم حبنا وتقديرنا لذلك الفنان, إلا أن رأيه التشجيعي لمي ليس كافيا لأن نبصم بأن مي "فنانة" لا يشق لها غبار؟! وليس مبررا لمي أن تحمل رأيه ورسالته المكتوبة إليها لافته في وجه من يعارضها الإعجاب بإعمالها. همام إبراsهيم..‏

محاولة اللعب إذا كان الفن أرقى أشكال اللعب كما قال لامارتين. فإن اللعب الذي قدمه همام إبراهيم على جدران صالة المركز الثقافي في صافيتا شكل أولي ونافر لهذا النوع من اللعب. وإذ جاء المعرض كمحاولة لتقديم عمل فني خاص, فهو خاص لجهة غربته عن أساسيات العمل الفني من حيث الشكل أو المحتوى. فهمام.. يقدم نفسه كحروفي!؟ وتشكيلي و فوتوغرافي ومصمم هاو لمقدمات السيارات..؟! همام.. يقدم الخط العربي بعيدا عن المعروف من أنواعه أو قواعده وغريبا عن الصياغات الحروفية عبر تشكيلات لا ترقى الى شكل موضوعي أو مجرد يخدم فكرته إلا تلك التي يصور فيها القلوب بمقاربات مختلفة تفتقر الى الجمالية والانسجام.‏

وقد جاءت خطوطه فقيرة بحركيتها رغم بساطتها وتقشفها وهذه حسنة, إلا أن عدم وضوحها أضعف من قراءتها, إضافة لخلوها من قيمة معرفية أو فكرية تسهم برفع شأنها فجلّها يتمحور حول جمل من نوع "حبيبتي احبك"! همام.. يوفق في بعض جزئيات أعماله, فنرى لمحة جمالية ما, سرعان ما يقابلها إخفاق في إطار اللوحة ككل! لكن ما يزيد من فقر بعض‏

اللوحات "الخطيه" المرتجلة اعتماده بمعالجاتها اللونية على الحاسوب ما أفقدها حيويتها ودفقها الإنساني!؟ فغدت لوحات حاسوبية وليس "كخط إنساني" كما عنون لمعرضه! وهنا اسأل همام هل يمكن أن يكون الخط غير إنساني؟!‏

وإذا كان كذلك فهو اكتشافا يسجل لهمام! همام.. المفتقد الى المعرفة والثقافة الفنية, يقع بمطب التشريح والظل والنور خصوصا بلوحات البورتريه التي لم تحقق أدنى شروطها!‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية