تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


انجاذبات المحبين وغبطة الحـــب

ملحق ثقافي
الثلاثاء21/2/2006
ترجمه د.غزوان زركلي

لقد كانت عالمة التطور الدكتورة «هيلين فيشرDr.Helen Fisher» من جامعة «روتغرزRutgers University» في نيوجرسي، واحدة من الأوائل الذين استطاعوا تحديد موقع الحب في الدماغ على ضوء تصوير الدماغ الوظيفي.

وعلى الرغم من أن أبحاثها لازالت في بداياتها إلا أنها استطاعت تمييز ثلاثة أنواع من الأحاسيس تُعتبر مكونات أساسية للحب لايمكن الحفاظ على الأنواع من دونها وهي:الرغبة، الهوى،الانتماء. ولكل من هذه الأحاسيس الثلاثة مركز معين في الدماغ يتأثر بتفاعلات كيماوية خاصة تفعّله عندما يشعر الإنسان بانجذاب معين. فإذا ما تحققت غاية الحفاظ على البقاء بوساطة الإلقاح ضمن فترة معينة، فإن نظام الحب هذا سيتوقف أوتوماتيكياً. والرغبة الجنسية تعني الجاذبية الجسمية وغير الكلامية. أما المرحلة الثانية فتخبرنا عنها فيشر: «الهوى أو الهيام هو المرحلة التي يدخل فيها شخص معيّن في دماغ المرء ولايستطيع أن يخرجه منه،و هذا الدماغ لا يستقبل من الشخص المذكور إلا الجوانب الايجابية ويغض النظر عن الجوانب السلبية في شخصيته. الهوى هو محاولة الدماغ إقامة ارتباط مع شريك محتمل، وهو شعور قوي جداً تنجم عنه غبطة منقطعة النظير. وعندما يعود« الهاوي» خائباً، يمكن ان تحدث لديه حالة من الضياع تقرب من الجنون وقد توصله، في الحالات الشديدة، الى درجة القتل. هذه المرحلة (الهوى) تؤدي الى افراز وسائط كيماوية مختلفة ومتعددة ترفع المزاج:فالدوبامين يشعر الانسان بالارتياح، والفينيل إيتلامين يرفع درجة إثارته، والسيروتونين يعطيه شعوراً بالاستقرار العاطفي، والنورادرينالين يشعره بأنه قادر على فعل أي شيء. فالشخص المهووس جنسياً هو شخص أصبح مدمناً على هذا الخليط الهورموني وعليه ان يتخلص منه خلال فترة الهوى لكي يبقى في قمة السعادة. هذه المرحلة هي مرحلة مؤقتة تمتد في المتوسط بين 3-21شهراً، وتصنفها الاكثرية خطأ بأنه هي «الحب».وفي الواقع ماهي إلا حيلة طبيعية يُراد منها ضمان وجود الرجل والمرأة معاً لفترة كافية لإنجاب النسل. و الخطر الذي يكمن في هذه المرحلة هو الاعتقاد الخاطىء للشخصين الهاويين بأن رغباتهما الجنسية متوافقة فيما بينها بشكل ممتاز، الشيء الذي يبدو فقط في الظاهر لأنهما واقعان في مرحلة خاصة تمتاز بكثافة الممارسة الجنسية. أما الاختلافات الموجودة فعلياً فلا تظهر إلا عند انتهاء مرحلة الهوى وبدء مرحلة الانتماء. وعندما تنتهي مرحلة الهوى ويحلّ محلها الواقع، تنقطع العلاقة بين المرأة والرجل أو تنتقل الى مرحلتها الثالثة وهي الشعور بالانتماء. هنا يكون مفهوم العلاقة تعاونياً وتستمر المدة التي تكفي لتنشئة الاطفال. فعندما يفهم المرء وجود تلك المراحل الثلاث يستطيع التعامل مع مرحلة الهوى بشكل أبسط ويتمكن من تهيئة نفسه لاختلاطات قادمة في المستقبل. وأخيراً فإن الدكتورة «فيشر» مستمرة في أبحاثهاولديها ثقة كبيرة بأنها ستتمكن من تحديد المواقع المختلفة للمراحل الثلاث في دماغي الذكر والأنثى على حد سواء وبشكل دقيق بوساطة التقنيات المتطورة للتصوير المحسّب للدماغ.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية