تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


إبراهيـــــم الحســـــــون في معرضـــــــه التماهي باتجاه الجمال

ملحق ثقافي
الثلاثاء21/2/2006
عدنان الأحمد

جبل الحص.. البيوت الطينية حلب انفعالات إنسانية للحظة موغلة في المكان والزمان ،

هكذا يبدو لي إبراهيم حسون الفنان الصديق الذي يزحف بهدوء عبر تجاربه العديدة والطموحة ليجد لنفسه من خلال بصمته الفنية مكاناً في الحياة التشكيلية السورية فهو لا يقف عند حد متنوع وبحرية في توظيف الخصوصية الزمانية والمكانية لاغياً الثرثرة التشكيلية من خلال إظهار عفوية التكوين مع حركة العواطف والانفعالات برؤية تشكيلية خاصة عززت علاقة الإنسان بالمكان وأكدت وجوده من خلال تجنبه للتشخيص البشري في موضوع لوحته وفي الوقت نفسه لم يلغي هذا الجانب ،‏

فأوجد حدوداً ناضجة أبقت الحس الإنساني موجوداً في مساحة العمل من دون المساس بحرية تفكيره وحدوده التي أوجدها بصياغاتٍ عفوية بسيطة مختزلة تراوح بين روح الفنان في الأداء والقيمة الجمالية في تشكيل العمل الفني ، وإن فهم إبراهيم لصيغة اللوحة يختلف عنده عن أي فنان آخر. فقد ساوى بين العمل الفني والإبداع بحيث لا ينفصلان من خلال البحث الدائم عن طرقٍ تشكيلية تتيح له الإفصاح عن قضايا حيوية مبتعداً عن النظرة التزويقية أو التزيينة ، واعتبرها نظرة سطحية تهيمن على الفن بشكل عام ومعتمداً على العمق الحضاري لهذه التجربة في بناءٍ حداثوي جميل أخاذ حيث لا يمكننا الفصل في أعماله بين إبداع اليوم وحضارة الأمس معبراً عن أحاسيسه من خلال مخزونٍ وإرثٍ حمله معه من جبل الحص ليقيم حواراً تشكيلياً مع لوحاته من خلال إحساسٍ مرهف في بناء اللوحة وبفهمٍ عميق للشرط الإنساني ووضع الإنسان في الكون وصراعاته الداخلية والخارجية ضمن بحوثٍ تقنية على المواد والألوان بالغرافيكية التعبيرية ، دالاً على سمةٍ كبيرة تطبع أعماله من خلال المشهد التشكيلي العام لمحترفٍ غرافيكيٍ تعبيري يتناغم بالإحساس التجريدي في بناء اللوحة من خلال استحضار الذاكرة مع ذات العصر ضمن نسيجٍ روحاني.. ليأتي لنا بلحظة تأنٍ تتماهى مع لحظة خلق تعلن عن كينونةٍ جمالية ضمن محيط الحداثة عبر معرضه الأخير الذي دعت إليه دار كلمــات للفنــون والنـشـر.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية