وما ساعد في شنها وجود تيارات الأفكار الإخوانية والوهابية والصهيونية التي زرعتها بريطانيا في المنطقة، أكبر دولة مستعمِرة عبر التاريخ. ثم وجود شبان تاهوا في بلادهم على امتداد الخليج الغني بالنقط، وشبان تاهوا في أوروبا وأسكنوا في مدن الصفيح وتولى أمرهم شيوخ وهابيون وإخوانيون. ثم وجود رويبضات الصحافة الناطقين باسم أمراء الرمال.
ثمة خناجر عديدة زرعت في قلب الأمة، فإذ كانت نخبنا القومية تصف إسرائيل بالخنجر في قلب الأمة، فقد اتضح أن هناك أكثر من خنجر، فمن زرع العصابات الصهيونية منذ عشرينيات القرن الماضي زرع خناجر أخرى مسمومة تغرز المذهبية، وهي محمية من الغرب، يبيعها السلاح لتقتل بالنيابة عنه وتسلح الجماعات الإرهابية بمليارات الدولارات.
يتحفنا إعلاميون خليجيون بالخوف على العروبة، وكلما هاجموا محور المقاومة، نجد أنهم يحملون الإذن من أسيادهم بمهاجمة إسرائيل بكلمة خجولة لذر الرماد في العيون، ولا أحد منهم يكتب مقالات عن جرائمها وعنصريتها، ولا عن كل ما جرى في القصير والقلمون والزبداني وشمال سورية وفي جنوبها إلا إذا كان يخدم إسرائيل. بل يصفون الشعب السوري بالمصاب بكل الأمراض النفسية وبالتروما، لذلك وجب عدم استقبال الهاربين منهم من جرائم داعش.
لقد أوهنوا جسد الأمة بفتاواهم وإعلامهم المليء بطبائع الاستبداد والتخلف وباختصار بنو سعود يريدون رسم خرائط جديدة للمنطقة، على أمل أن يتوازع أمراؤهم مساحة العالم العربي ليتسنموا عروشاً جديدة فيه نظراً لتفانيهم في خدمة الاستعمار. يريدون لكل مكّون في نسيج الأمة أن يتشظى أولاً ثم يضعون على رأسه إقطاعيا حديثاً محدّثاً موالياً للغرب على شاكلة نماذج معروفة في المنطقة، وعلى رأس كل دولة إخونياً أو وهابيا، هو مشروع فتنوي محض. لتقليب أبناء البلدة الواحدة على بعضهم، وتقليب الجار على جاره، والزميل على زميله، وقطع أواصر التراحم والصداقة بين الناس، وهو ما تقوم بتنفيذه عصاباتهم الإرهابية وآخره ما أريد من وراء التفجير الإرهابي في السويداء.
كان أولى بحكام الخليج أن يبدؤوا بإجراء التعددية والانتخابات ووضع الدساتير، فهم معهم من المال النفطي ما يحيي العالم، ولكنهم آثروا حرقه بالمجان لأن كل مشاريعهم ومشاريع مشغليهم اصطدمت بقلب العروبة النابض وبقلوب أبنائها الصامدة العارفة بحجم المؤامرة.