اللافت هو تلك العلاقة المتناقضة بين الضيفة والمذيعة, تجلى ذلك في التناقض بين التكلف والبساطة ومع أن المذيعة حاولت الغوص في تفاصيل فنية وحياتية لنادين لبكي,إلا أنها بقيت على السطح ولم تستطع أن تقدم لنا ما لا نعرفه عن هذه المخرجة التي اختارتها مجلة (فرايتي) الأميركية اللبنانية لتكون شخصية العام السينمائية في الشرق الأوسط بعد النجاح الذي لاقاه فيلمها في أوروبا وتوزيعه في أكثر من10بلدان...
من جانبها,أضفت نادين على اللقاء البساطة والعفوية وخرجت في إجاباتها عن تكلف المذيعة وسطحية أسئلتها لتجعل من المعلومة الفنية والمنطق الحواري أداة جذابة وشيقة.
يذكر أن فيلم كارميلا في مهرجان دمشق المسرحي لاقى نجاحا كبيرا وحاز على جائزة أفضل تمثيل جماعي,وعزت المخرجة نجاح الفيلم إلى العلاقات الودية بين طاقمه وانسجامهم وتفاهمهم و أيضا الحالة العاطفية مع زوجها الحالي وصانع موسيقا الفيلم خالد المزنر.
الحالة الأخرى التي عاشتها في الفيلم هي التناقض ما بين دورها كمخرجة,وما بين قيامها بدور ليال,فهي في الأول كانت تشعر أنها قائدة العمل وأنها صاحبة قرار وحاسمة,أما في دور ليال فاضطرت أن تكون أنثى تهتم بكافة التفاصيل الأنثوية كونها صاحبة صالون...
تعترف نادين أن هناك ثغرات في الفيلم,لكن حتى الآن لم تستطع اكتشافها لأنها لم تفلح في التباعد عن عملها ولم تنجح بعد أن تعيشه كمتفرجة بحيث تفاجئها أحداثه,لكن ما فاجأها فعلا هو ردة فعل الناس في البلدان التي عرض فيها الفيلم...
في كل فقرة في البرنامج كانت المذيعة تنقل ضيفتها إلى مكان آخر وبالتالي إلى موضوع جديد,ولكن بالنهاية كلها دارت حول الفيلم بشكل من الأشكال ,هذا الفيلم الذي تراه نادين لبكي انه كان بمثابة علاج لها كونها تخاف من الشيخوخة جدا ,وتستغرب كيف تمر النساء بتلك المراحل العمرية وبالألم والمعاناة التي ترافقهما ومع ذلك تبقى سليمة العقل,خوفها هذا ترجمته في الفيلم من خلال إحدى الشخصيات المتصابية التي تخاف عمرها وتحاول ألا تعيشه...
بدأت نادين عملها الإخراجي من خلال الفيديو كليب وكان لها بصمات هامة في هذا المجال,ويبدو أن الفيديو كليب كان بمثابة بروفة للوصول إلى حلمها الحقيقي الذي راودها مع أختها طيلة عشرين عاما,وكما تقول فان أجمل ما في الأمر هو أن هذا الفن جعلها تعيش شخصيات عدة,وهو أمر ممتع كونها تحب أن تكون كل يوم انسانة جديدة,لأن الشمس تشرق كل يوم على شيء جديد...
المخرجة التي نجح فيلمها بسبب محليته الشديدة,سألتها المذيعة إن كانت تنوي تصوير أحد أفلامها في دبي,ولما أجابتها المخرجة أنها تركز حاليا على الموضوعات اللبنانية التي تعايشها يوميا لم تقتنع,وحتى النهاية أصرت المذيعة على تكلفها محاولة إرغام المخرجة على تصوير فيلمها القادم في دبي,ولم تقتنع أن سر نجاح نادين هو محليتها الشديدة وتركيزها على الواقع الحياتي!!