تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


جديد بوش ...القديم جداً!

شؤون سياسية
الأحد 3/2/2008
نواف أبو الهيجاء

سيحاول الرئيس الأميركي جورج بوش أن يفعل ( شيئاً) قبل انتهاء ولايته.

أي إن علينا توقع جديد الرئيس - المثير جداً- والذي يمكن له أن يقلب صورة بوش والجمهوريين في الداخل الأميركي, أي أن تصبح نسبة الأميركيين المؤيدين لسياسته وسياسة المحافظين الجدد أكثر من ستين بالمئة بزيادة أكثر من ثلاثين بالمئة- النسبة الحالية لمن يثق بسياسة وقيادة الرئيس بوش في الولايات المتحدة اما ما ( الشيء) الذي يريد الرئيس الأميركي أن يقدم عليه أو يشرف عليه أو يحققه فهو كما قال في ( خطاب حالة الاتحاد في 28 كانون الثاني الماضي): إنجاز الاتفاق بين الفلسطينيين و ( إسرائيل) - أي ولادة الدولة الفلسطينية- وخلال فترة رئاسته التي تنتهي مع انتهاء العام الجاري.‏

أما كيف سيتم ذلك فالرئيس بوش أورد في ذلك الخطاب الخطوط العريضة فقط هذه الخطوط تقوم على أساس مشاركة السلطة الفلسطينية في الحرب على ما يسميه الرئيس الأميركي وطاقمه ( الارهاب). والرئيس لا يعني أن يرسل الفلسطينيون قواتهم إلى (افغانستان)- ولا أن يعلنوا الحرب على المقاومة العراقية التي يسميها الرئيس الأميركي ( إرهاباًَ), بل أن تقوم السلطة الفلسطينية بتأدية ما عليها من واجبات في معركة أميركا ضد الارهاب في ( الداخل الفلسطيني) ذاته. أما من هم الارهابيون فهم كل فلسطيني يوجه سلاحه وجهوده نحو المحتل الصهيوني .. كل فلسطيني يرفع ما بيده من سلاح - وإن كان سكاكين المطابخ- في وجه الغاصبين والقتلة السفاحين المحتلين وبما أن الرئيس الأميركي صنف المقاومة الفلسطينية ضمن قائمة (الارهاب) فالدعوة موجهة إلى مقاتلة من يطلقون الرصاص أو الصواريخ البسيطة على المحتلين وإن كان مفهوما تماما أنهم يفعلون ذلك من باب الدفاع المشروع عن النفس.‏

عليه: إن الرئيس الأميركي يريد إنجاز خطة ( الاحتراب الداخلي الفلسطيني - الفلسطيني) ايمانا منه بأن الدولة ( العتيدة) لن تكون إلا بعد أن يصفي الفلسطينيون الفلسطينيين بالسلاح, والإدارة الأميركية والكيان الاحتلالي الصهيوني مستعدان لتزويد من يشاء ( محاربة الارهاب) بالسلاح والتدريب والمعونات المادية إلى جانب جيش عامل في الاعلام المسير صهيونيا.‏

ليس ما نقوله مجرد سخرية أو محاولة رجم بالغيب, فالرئيس الأميركي تحدث بهذه اللهجة وبهذه الطريقة- من دون التفاصيل طبعا- في ذلك الخطاب ( الوداعي) الباقي متروك لفعل الاطراف الأخرى لتقوم بما عليها وتقرب ساعة انبلاج فجر (الدولتين) وأن تطلب الأمر إغراق القطاع والضفة الغربية بالدم الفلسطيني فما يريده الرئيس الأميركي اليوم ليس ( الخروج المشرف) من المستنقع العراقي فحسب, وليس فقط ربط العراق باتفاقيات تضعه تحت سلطة الانتداب الأميركي المباشر ولعدة عقود إلى جانب تنظيم نهب الثروة النفطية العراقية فحسب, بل إن الرئيس يدرك تماما أن انجازا على مستوى القضية الفلسطينية يحقق فيه للكيان الصهيوني التصفية النهائية للقضية الفلسطينية ووفقا للشروط الصهيونية هو الكفيل باستقطاب اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة ويكون الباب مفتوحا آنذاك أمام الجمهوريين لدخول البيت الأبيض مرة أخرى.‏

ما قاله المراقبون والمحللون من أن الرئيس الأميركي مستعد للتضحية بأمن العراق في سبيل صناديق الاقتراع الأميركية لا يكتمل إلا حين يقترن بما يخططه الرئيس والطاقم الصهيوني للساحة الفلسطينية وخاصة أن الساحة محتقنة وأن الفيتو( آت) كثيرة جداً: هناك فيتو على تدخل حماس في ( المعابر) وفيتو على ( الحوار مع حماس) وفيتو على الصواريخ الفلسطينية التي تسمى ( عبثية) وفيتو على ( اتفاق القاهرة) وآخر على ( اتفاقية مكة المكرمة) وفيتو على (وثيقة الوفاق) التي سميت وثيقة الأسرى .. أي هناك عدد كبير من هذه الأصناف ( الفيتوية) ما يمهد الطريق أمام الانفجار في أي لحظة.‏

والملاحظ- مع الأسى - وجود استعداد لدى اطراف فلسطينية يعينها للتجاوب مع خطة بوش - اولمرت- ومن قبل أن ينشر التقرير النهائي للجنة فيتو غراد- وقبل تداعيات وتبعات التقرير في الساحة الصهيونية أيضاً.‏

< كاتب فلسطيني‏

nawafabulhaija@yahoo.com‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية