تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


كي لانبقى في دائرة التمنيات

شؤون سياسية
الجمعة 27-3-2009
علي سواحة

ما الذي يجعل المواطن العربي يميل إلى إمكانية الاقتناع بأن إدارة الرئيس الأميركي أوباما مقبلة على تغيير سياستها حيال الصراع العربي- الصهيوني؟.

إلى اليوم نستطيع القول وبكل تأكيد: إن المواطن العربي لم يحصل من أوباما على وعد صريح بذلك ولاسيما أنه ظل ومنذ البدايات الأولى لترشيحه للرئاسة وفياً للعلاقات الخاصة والاستراتيجية مع إسرائيل وهو الذي أدى طقوس الولاء لمثل هذه العلاقة ولهذا التحالف أمام أكبر المنظمات اليهودية في أميركا (الإيباك) قائلاً وقتذاك: إنه مستعد للذهاب إلى أبعد مما ذهب إليه من سبقوه من الرؤساء الأميركيين دفاعاً عن أمن إسرائيل ووضع مصالحها الأمنية موضع الأولوية للسياسة الخارجية ورغم ذلك لم يستطع العرب والمسلمون سواء داخل أميركا أم خارجها التخلص من كابوس الأماني لديهم الذي يعيشون على هاجسه إذ تثبت الأحداث والتطورات أن العلاقات الاستراتيجية الأميركية الإسرائيلية أقوى وأثبت من أي تغيير يمكن أن يخطر على بال أي مرشح للرئاسة الأميركية إلا في حال واحدة، عندما يدرك هذا المرشح أو الرئيس الأميركي أن العرب تغيروا وامتلكوا زمام أمورهم ووحدوا كلمتهم ونفضوا عنهم رداء الفرقة والانقسام.‏

صحيح أن أوباما خاض معركة انتخابية قاسية بوجه تيارات مناوئة وعاتية ضد ترشحه بالأساس ولاسيما من البيض وجماعات الضغط العنصريين داخل أميركا لكون الرئاسة الأميركية ستنقل في حال فوزه إلى رئيس من أصول إفريقية، إلا أنه من العسير المراهنة أو الاعتقاد أن لدى الرئيس أوباما القدرة على نسف السياسات القديمة وبالتالي الوقوف إلى جانب الحقوق العربية العادلة، ذلك لأنه من غير المنطقي أن يكون أوباما على سبيل المثال خارج دائرة اطلاعه على إعطاء سلفه الرئيس بوش الضوء الأخضر لإسرائيل لارتكابها مجزرتها الضالة في غزة، وكذلك على معارضة المندوب الأميركي في مجلس الأمن الدولي لوقف العدوان كي يستمر اسبوعين إضافيين من المجزرة لرفع أعداد القتلى الفلسطينيين إلى أكثر من 1400 شهيد وأكثر من أربعة آلاف جريح.‏

كما أن أوباما لم يكن غافلاً أو بعيداً عن الاتفاق الأمني الذي وقع بين الولايات المتحدة وإسرائيل في آخر أيام الرئيس بوش والذي يفرض هذا الاتفاق في حالة غير مسبوقة إجراءات تنفيذية لحصار حماس في غزة بحجة منع تهريب السلاح إليها وبالتالي لتجريد حماس من سلاحها المقاوم للعدوان الصهيوني وبمساعدة أوروبية لم يسبق لها مثيل أيضاً.‏

إدارة أوباما لاتزال تعمل للحيلولة دون إدانة أو حتى محاكمة إسرائيليين باتهامات تتعلق بارتكابهم جرائم حرب ضد سكان غزة، وفي القدس المحتلة أكملت الوزيرة هيلاري كلينتون الاندفاع الأميركي الجديد لمصلحة إسرائيل وقالت أولاً: إن أميركا تؤيد أي حكومة سيجري تشكيلها في إسرائيل ومعنى ذلك أن واشنطن ستؤيد حكومة نتنياهو ضد كل ما يهدد وضعها الراهن وتحرير فلسطين أي إنها ضد المقاومة وضد كل من يدعمها في كفاحها المشروع وضد إقامة الدولة الفلسطينية وضد الاستيطان ومع تهجير الفلسطينيين من أرضهم وبيوتهم.‏

إن قمة الدوحة معنية أن تأخذ هذه الاعتبارات والوقائع بعين الاعتبار وأن تضعها في الحسبان في أولويات العمل العربي المشترك القادم مادامت الدلائل تبشر بنهج جديد لنجاح المصالحة العربية وبالتالي لمرحلة نتمناها جميعاً أن تكون على قدر المسؤولية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية