|
الأسرارالقذرة كما ترويها الصحافة الإسرائيلية شؤون سياسية وهذه «الأسرار القذرة» التي تعودت إسرائيل على إخفائها أمام الرأي العام الدولي تضع الدول الكبرى التي تصف نفسها بالمتحضرة تارة والمدافعة عن حقوق الإنسان تارة أخرى أمام مسؤولياتها مجدداً لتكون أكثر موضوعية وعدالة تجاه القضايا العربية، وبالتالي المضي قدماً نحو مقاضاة إسرائيل وحكامها في المحاكم الدولية وعدم التزام الصمت أمام هذه المجازر والبحث عن جرائم وهمية في أمكنة أخرى من العالم لغايات باتت وأصبحت معروفة للجميع. إن صمت المجتمع الدولي عن هذه الجرائم لم يعد له مبرر أمام هذه الاعترافات التي هزت الكيان الصهيوني وبالتالي فهو مطالب أمام شعوبه بمحاسبة مرتكبي هذه المجازر والجرائم ومواجهة الحقيقة التي حاول التهرب منها عقوداً طويلة وهي أن جرائم إسرائيل لم تعد بحاجة إلى شهادات واعترافات الجنود الإسرائيليين لأنها ارتكبتها على مرأى ومسمع من العالم المتحضر وعلى شاشات التلفزيون، وأولى الخطوات التي على المجتمع الدولي أن يتخذها هي إعادة الاعتبار للقرار الدولي 3379 الذي يساوي بين الصهيونية والعنصرية الذي اتخذ في 10-11-1975 وألغي في 16-12-1991 وخاصة أننا مازلنا في حضرة اليوم العالمي لمناهضة العنصرية الذي يصادف في الحادي والعشرين من آذار في كل عام وعلى أبواب مؤتمر دوربان الثاني الذي سيعقد في جنيف الشهر المقبل. إن هذه الجرائم لا تضيف جديداً لسجل إسرائيل الأقذر في التاريخ والحافل بمثلها وخاصة الذين شاهدوا وعرفوا عنصرية إسرائيل عن قرب. ومن نسي فليس عليه إلا أن يتذكر مجازر دير ياسين وصبرا وشاتيلا وبحر البقر وسيناء وقانا الأولى والثانية وغزة وجنوب لبنان والقائمة تطول، وما شهادات هؤلاء الجنود إلا شيء بسيط ونقطة في بحر دماء الأبرياء الذين قتلهم العدو الصهيوني منذ اغتصابه لأرض فلسطين. fpressf@yahoo.com
|