وبالرغم من أن المؤتمرات السابقة لم تكن بمستوى حلم الأمة إلا أنها استطاعت أن تكبح الانحدار الذي أصاب الأمة نتيجة زوغان الرؤية وضياع البوصلة لدى البعض الأمر الذي أوصلنا للاختلاف حول من هو عدونا ومن هو صديقنا وغاب حس التفريق بين القاتل والمقتول بين من يقتلنا ويمارس أعتى أنواع الإرهاب ومن يمد يده لمساعدتنا والوقوف إلى جانبنا،
كما تم تقزيم قضيتنا المركزية فلسطين وشوهت طبيعة الصراع حسب ما رغب وخطط الأعداء وخاصة محاولة إلغاء الطابع القومي عنه، كما استطاعت الخلافات بين حكوماتنا أن تدفع بعضنا إلى تفضيل الأجنبي على الشقيق في العلاقة السياسية والثقافية والاقتصادية وتم وضع الأموال العربية في بنوك أعدائنا لتستثمر خارج أوطاننا فلا تقدم العون والمساعدة أو تطبق قرارات القمم السابقة للتعاون والتكامل العربي والسوق العربية المشتركة وغيرها التي تفيد أبناء الأمة جميعهم، وإذ تسعى معظم شعوب العالم وتتسابق للتكتل بدافع المصلحة الذاتية بكونه لم يعد هناك مكان للتجمعات الصغيرة وللضعفاء بل باتت الحياة مفتوحة على من يملك القوة في المجالات المختلفة، هذا الواقع المجزأ للأمة أدى إلى أن يتدخل العالم الغربي بشؤوننا الداخلية ويرسم لنا ماذا نعلم أطفالنا وماذا نلبسهم وأن يطلب منا أن نمحي من ذاكرتهم كل قيمنا وعاداتنا وتاريخنا بهدف أن يكونوا مادة خامة لتصنيعهم كما يحلو للإمبريالية التلمودية أن تريدهم، لا ماضي لهم كي تنسيهم حقوقهم وتاريخهم ووصل الأمر بهذه الدول إلى أن تحاكم قادتنا عن طريق محاكم «اخترعتها» لتكون سلاحاً بيدها كما المنظمات الدولية الأخرى مثل مجلس الأمن الذي تهيمن عليه ليكون عصا بيدها تلوح بها لكل من يحاول الخروج عن بيت الطاعة الإمبريالي التلمودي والأنكى من كل ذلك أن بعضنا يقف متفرجاً أو يحاول أن يدفن رأسه في الرمال ظناً منه أن ذلك يغير من الحقيقة.
واستمر البعض يرفض التضامن والتكامل العربي الفعال بالرغم من أن الأعداء قد كشفوا المستور وأعلنوا خرائطهم الجديدة لتمزيق وتشتيت الوطن العربي هذه المرة لا على أساس جغرافي كما فعل سايكس-بيكو، بل على أساس طائفي-عشائري إثني ليزيدوا المفتت تفتيتاً والمقسم تقسيماً ليسهل لهم ضمان أمن كيانهم الإرهابي قوياً مهاب الجانب وبقي بعضنا يغمض عينيه عما يجري ويصم أذنيه بالرغم من هول الفاجعة التي أصابت من في آذانهم صمم.
فمن احتلال العراق إلي محاولة تقسيم وتدمير لبنان وإلى المحاولات التي تجري اليوم لتقسيم السودان وتهديد قيادته ولا ننسى ما فعله المستعمرون والكيان الصهيوني بفلسطين ماضياً وحاضراً وفي كل ساعة من قتل ونهب وتدمير وتشريد، والأنكى من ذلك أننا في النظام العربي فشلنا في تحقيق تنمية حقيقية تحفظ كرامتنا بسبب تمزقنا.
وعلى الرغم من أننا نملك شعباً حياً مضحياً يتحلى بروح الشهادة التي عوضتنا عن الخلل في امتلاك الأسلحة التكنولوجية المتطورة التي أثبتت أنها السلاح الفاعل الذي أعاد لنا التوازن الاستراتيجي مع العدو وانتصرنا من خلالها على أعدائنا، فقد ظهر بين ظهرانينا من يطالب بتدمير المقاومة وسلاحها وسحقها وإلغائها باعتبارها المهدد الكبير لاستقرار الأسواق الرأسمالية فضلاً عن أن الصهيونية لا تزال تسعى لتحقيق غايات عديدة منها:
1- هدر طاقات الشباب العرب وضياع كفاءاتهم من خلال الهجرة خارج حدود الوطن وتقديم خبرتهم هدية مجانية للغرب.
2- كما أن لغتنا العربية باتت تتعرض للتشويه والتدمير .
3-مواردنا الطاقية من وقود وكهرباء وغذاء تهدر ويتلاعب بها سادة الإمبريالية الجديدة ويمنوا علينا ببعض الفتات وينظرون إلينا على أننا لا نملك هذه الثروات بل نحن نجلس عليها فقط كحراس لها من أجل أن يتمتع بها الغرب الإمبريالي.
4- التكنولوجيا محرمة علينا وعلى شعوب عالم الجنوب, فقط الدول الغربية يحق لهم امتلاكها.
فيا أصحاب القرار الوطني العربي المقبلون على قمة الدوحة الأمل معقود عليكم لترصدوا التوحش القابع على باب تقدمنا فاقتلعوه لندخل معاً باب التقدم والقوة.