|
الأســتاذ... في قبـضة...الموبايل!! مجتمع دارت الدوائر لتعود الصورة الملغومة ، وتقع في يد الموجهة التي أوصلتها للإدارة ، يراها الأستاذ....ينسحب دون تعليق ! الواقعية التي علينا التحلي بها هي أن تقول:إن ما أصاب الأستاذ يمكن أن يصيب أي أستاذ أو مدرسة.....فالسماح بتداول الموبايل داخل المدرسة تحت ذرائع عديدة....منها: تمكين طلابنا من وسائل التكنولوجيا....! وإتاحة المجال لهم للتعاطي مع مبدأ الحرية الشخصية على أنها حق من حقوقهم....ويمكن أن تُدرج قريباً في لائحة حقوق الطفل وتصبح أحد بنوده.....يكون شعارها: (من ....حقي استعمال موبايلي في المدرسة...). فهل أخذت وزارة التربية بعين العطف والرأفة أن طلابنا في مرحلة عمرية حرجة ، وأحياناً يكونون مندفعين ومتهورين في قضايا كثيرة....وجاء الموبايل ليكون عبئاً إضافياً على كاهل المعلم.... عشرات الأسباب تجعل من المعلم وتراً مشدوداً داخل(حَرَم الصف)...حرم؟! لاأدري إن كانت هذه التسمية ما زالت قابلة للتداول...!! ندرك أن مشكلات كثيرة يحملها الطالب معه إلى المدرسة، يتحملها المعلم، ويدفع ثمنها.....منها غياب أو شبه غياب لحاسة الإرادة التي بالكاد نتذكر أن نعلّمها لأبنائنا الذين سلمناهم لإغراءات الاستحواذ على معظم ما يريدون ووفرنا لهم رخاءً لا نتمتع به عادة كرمى لعيونهم.... ولم نتقن تعليمهم تحمل المسؤولية ....والتي ستصبح مسؤولية بلهاء إن لم توظف معها حاسة الإرادة فكم طالب يدرك أهمية الموبايل باعتباره وسيلة اتصال لاغير؟! ويعي أن حريته في امتلاكه لاتعني على الإطلاق استباحة أعصاب المدرس ، وتشتيت الحصة الدرسية.....وتشتيت انتباه الطلاب !!... الصف أصبح مرتعاًَ خصباً لتداول الماسجات...خاصة في الحصص الدرسية المملة....وإدارات المدارس تعتمد أسلوب العقاب المؤقت وسحب الموبايل من طالب يستخدمه أثناء المدرسة....لم يعد حلاً مجدياً ،فإن مُنع عنهم اليوم سيستخدمه غداً....مادام القرار الصادر من الوزارة يسمح بذلك.... كثير من دول العالم....بدأت تستشعر وجود السلبيات الكثيرة لحمل الطالب للموبايل معهم إلى المدارس..ونرجو إعادة النظر بهذا القرار...لحين نتمكن من وضع 20 طالباً في الصف بدلاً من 40و 50...... وأن عملية التحديث ليست بالموبايل فقط...انما بوجود (المخبر) الجزء العضوي والأساسي لتحديث العملية التعليمية. وما دامت وزارة التربية حريصة على راحة طلبتنا وتوفير وسائل الحماية والأمان فيا حبذا لو تدرك أن حماية الجانب الفكري والثقافي يحتاج إلى بناء وتفعيل المكتبة المدرسية...وأن المسرح ليس مجرد خشبة بل فضاء تعلم للأصوات...بدل سماع طلابنا لنغمات...((دقة ...وغنية!)) وكإجراء إسعافي نطلب من إدارات المدارس وضع ملصقات يخطها الطلاب بأيديهم في حصص الفراغ المزمنة في معظم مدارسنا....تحت عنوان لن يكون موبايلي سبباً رئيسياً في ارتفاع ضغط دم معلمينا...ولافتة أخرى تقول ..... من علمني كيف أؤسس وطناً يشبه شكل القلب، وشكل الشريان التاجي وشكل العصفور الدوري، وشكل التفاح الشامي.... لكنت له....عبداً
|