تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الأســتاذ... في قبـضة...الموبايل!!

مجتمع
الجمعة 27-3-2009
هند بوظو

نال الأستاذ نصيبه من لقطة ساخرة، بعثتها طالبة الصف العاشر برسالة قصيرة (ماسج) إلى زميلاتها ، الطالبة استغلت انشغال الأستاذ الواقف يتصبب عرقاً وهو يشرح قصيدة.......

دارت الدوائر لتعود الصورة الملغومة ، وتقع في يد الموجهة التي أوصلتها للإدارة ، يراها الأستاذ....ينسحب دون تعليق !‏

الواقعية التي علينا التحلي بها هي أن تقول:إن ما أصاب الأستاذ يمكن أن يصيب أي أستاذ أو مدرسة.....فالسماح بتداول الموبايل داخل المدرسة تحت ذرائع عديدة....منها: تمكين طلابنا من وسائل التكنولوجيا....! وإتاحة المجال لهم للتعاطي مع مبدأ الحرية الشخصية على أنها حق من حقوقهم....ويمكن أن تُدرج قريباً في لائحة حقوق الطفل وتصبح أحد بنوده.....يكون شعارها: (من ....حقي استعمال موبايلي في المدرسة...).‏

فهل أخذت وزارة التربية بعين العطف والرأفة أن طلابنا في مرحلة عمرية حرجة ، وأحياناً يكونون مندفعين ومتهورين في قضايا كثيرة....وجاء الموبايل ليكون عبئاً إضافياً على كاهل المعلم....‏

عشرات الأسباب تجعل من المعلم وتراً مشدوداً داخل(حَرَم الصف)...حرم؟!‏

لاأدري إن كانت هذه التسمية ما زالت قابلة للتداول...!!‏

ندرك أن مشكلات كثيرة يحملها الطالب معه إلى المدرسة، يتحملها المعلم، ويدفع ثمنها.....منها غياب أو شبه غياب لحاسة الإرادة التي بالكاد نتذكر أن نعلّمها لأبنائنا الذين سلمناهم لإغراءات الاستحواذ على معظم ما يريدون ووفرنا لهم رخاءً لا نتمتع به عادة كرمى لعيونهم....‏

ولم نتقن تعليمهم تحمل المسؤولية ....والتي ستصبح مسؤولية بلهاء إن لم توظف معها حاسة الإرادة فكم طالب يدرك أهمية الموبايل باعتباره وسيلة اتصال لاغير؟! ويعي أن حريته في امتلاكه لاتعني على الإطلاق استباحة أعصاب المدرس ، وتشتيت الحصة الدرسية.....وتشتيت انتباه الطلاب !!...‏

الصف أصبح مرتعاًَ خصباً لتداول الماسجات...خاصة في الحصص الدرسية المملة....وإدارات المدارس تعتمد أسلوب العقاب المؤقت وسحب الموبايل من طالب يستخدمه أثناء المدرسة....لم يعد حلاً مجدياً ،فإن مُنع عنهم اليوم سيستخدمه غداً....مادام القرار الصادر من الوزارة يسمح بذلك....‏

كثير من دول العالم....بدأت تستشعر وجود السلبيات الكثيرة لحمل الطالب للموبايل معهم إلى المدارس..ونرجو إعادة النظر بهذا القرار...لحين نتمكن من وضع 20 طالباً في الصف بدلاً من 40و 50......‏

وأن عملية التحديث ليست بالموبايل فقط...انما بوجود (المخبر) الجزء العضوي والأساسي لتحديث العملية التعليمية.‏

وما دامت وزارة التربية حريصة على راحة طلبتنا وتوفير وسائل الحماية والأمان فيا حبذا لو تدرك أن حماية الجانب الفكري والثقافي يحتاج إلى بناء وتفعيل المكتبة المدرسية...وأن المسرح ليس مجرد خشبة بل فضاء تعلم للأصوات...بدل سماع طلابنا لنغمات...((دقة ...وغنية!))‏

وكإجراء إسعافي نطلب من إدارات المدارس وضع ملصقات يخطها الطلاب بأيديهم في حصص الفراغ المزمنة في معظم مدارسنا....تحت عنوان لن يكون موبايلي سبباً رئيسياً في ارتفاع ضغط دم معلمينا...ولافتة أخرى تقول .....‏

من علمني كيف أؤسس وطناً‏

يشبه شكل القلب، وشكل الشريان التاجي‏

وشكل العصفور الدوري، وشكل التفاح الشامي....‏

لكنت له....عبداً‏

تعليقات الزوار

خليل جرجس |  rna-s@scs-net.org | 27/03/2009 07:12

ايها المسؤولون، وكلنا عن التربية مسؤولون؛ انقذوا التربية من الهلاك ،كل انسان يستطيع أن يحصّل التعليم اذا ساعدته الظروف ،ولكّن التربية بمفهو مها الشا مل ؛ليست معلبات تشتر ى من الأ سواق .( خ.ج.د كتوراة في الريا ضيا ت )

عمر جربوع |  ojarboue@hotmail.com | 28/03/2009 07:24

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اولا اود ان اشكرم على هذا الموضوع المهم ان الموبايل ووسائل الاتصال الحديثة اصبحت جزأ لا يتجزأ من حياتنا اليومية وليس لدينا الحق في منع احد من استعماله. لكن يجب التعامل مع من يسيء استعماله كمريض نفسي يجب معالجته ورعايته بالتعاون مع أهله.

المغترب السوري |    | 28/03/2009 08:58

والله أنا مع اتخاذ إجراءات شديدة وصارمة في مدارسنا مع الطلاب فأنا معلم وأدرك معاناة المعلمين وبصراحة في كثير من الأمور والعادات السيئة للطلاب يجب أن تتغير ويجب على وزارة التربية إعطاء المعلم كامل الصلاحية داخل الصف ومساعدته على ذلك

حسن  |  hasrou@hotmail.com | 28/03/2009 13:13

الأخت هند المحترمة : اشكر لك ما كتبت و هذا إن دلَّ يدل على حرصك على جيل بكامله لبلدنا الغالي سوريا ، و لن أعيد ما جاء في مقالك فكل شيء واضح و هناك من السلبيات الشيء الكثير و المنتشرة في مدارسنا ، و لكن أنتِ و نحن و غيرنا ممن يهمه أن تكون مدارسنا منارة و ( مفرخة ) إن صح التعبير ، لأصنع الأجيال القادرة على بناء البلد بناءاً سليماً ، فأننا نكتب في وادي و وزارة التربية في وادي آخر ، و فهمكم كافي ....

عاقل |  osamaaldayeh@yahoo.com | 28/03/2009 13:15

المشكلة ليست فقط بالموبايل , هل تعلم أن هناك بعض الطلاب يشاركون الموجه أو المدرس التدخين في المدرسة , يوم منع العقاب ( الضرب ) وأصبح للطالب رأيا مسموعا في تقييم المدرس , الذي أصبح همه الأول رضى التلاميذ أولا وليس تربيتهم وتعليمهم ..... هنا لابد من إعادة الهيمنة الأبوية الكاملة للمدرس وبالتدريج فهو سيد الموقف النهائي ’كما هو الحال في نظام الجيش تقريبا, فالكل كان يدين بالعرفان الجميل للمعلم أو المدرب رغم القساوة الممارسة على الطالب في حينه إلا أن الأمور تقاس بنتائجها في النهاية , وهل تظن بعد ذلك أن الطالب سيتجرأ على تصوير معلمه حتى ولو كان الموبايل ظاهرا في يده ضمن قاعة الدرس ( الحرم ) .

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية