والثقافة ليست مجرد الاطلاع على تجارب الآخرين والخوض في بحر العلوم على تنوعها وشموليتها.. !! بل هي كل ذلك أو أكثر، حيث لا أحد يعرف أو يجهل كل شيء، وكل منا لديه ما يعطيه وما يأخذه، وتبقى الثقافة هي الرسالة، ولغة التعبير عن الحضارة الإنسانية.
الحضور الفكري
والإبداعي للمرأة
هذا ما أكدت عليه الباحثة رغداء الأحمد في المحاضرة التي ألقتها بالمركز الثقافي العربي بالعدوي بعنوان دور المعرفة في حياة الأم.
حيث تحدثت بداية عن الحضور الفكري والإبداعي للمرأة عبر التاريخ، وفي مجمل الميادين مستشهدة بدعوة ابن رشد التي هي دليل على أهمية مشاركة المرأة في انتاج وحفظ الثروة المادية والفكرية، من خلال قوله أن السبب في ضياع المدن وهلاكها أن حياة المرأة فيها تنقضي كحياة النبات فهي لا تسهم في صنع الثروة المادية والمعنوية للمجتمع أو الحفاظ عليها، ويرى الفيلسوف مونتسيكو أن سيطرة الرجل على المرأة وهم واستبداد، ويرى جون لوك أن تبعية المرأة للرجل هي من عمل البشر وليست واحدة من معطيات الطبيعة، وفي وطننا العربي ومنذ أواخر القرن التاسع عشر نجد نوعاً من النشاط النسوي الثقافي الاجتماعي في الأوساط الارستقراطية تمثل الكم الكبير من الصحافة النسوية التي حملت أفكاراً ورؤى اجتماعية أثرت في واقعها.
مساهمات في الصحافة
والدراسات الاجتماعية
وهناك الكثير من المجالات التي أصدرتها النساء مثل هند نوفل التي أصدرت مجلة الفتاة في الاسكندرية في عام 1892 ثم تلتها أكثر من 250 مجلة نسائية عربية في سورية ولبنان ومصر، وارتفعت نسبة مساهمة المرأة في البحوث والدراسات الاجتماعية أمثال، نازك الملائكة - أمينة السعيد - غادة السمان - نوال السعداوي - سعاد الصباح وغيرهن.
السعادة هي المعرفة
وشرحت الأحمد مدى الارتباط بين الثقافة والمعرفة وبين السعادة حيث كلاهما يتطلب الجهد المستمر والدؤوب، فتعتبر السعادة بالنسبة للبعض هي متعة وراحة وكسل واسترخاء، أما المعرفة فقد شبهها أحد العلماء ببحيرة جبلية ذات مياه نقية لا تشوبها شائبة وعلى شواطئها بشر منهم من يميز القواقع من الحصى واللالئ والأسماك، وهناك من يسعى لانزلاق عن جهل أو التلوث بالطمي المحيط بالبحيرة دون الحصول على أي فائدة. والسعادة لا تتوفر إلا بالعلم ورباطهما الفضيلة والقيم، وتكون حصرية بالإنسان الذي يحيا ويعمل بعقله المثقف ليعيش محبوباً وسعيداً.
تؤدي إلى مزيد من القوة
أما أثر المعرفة على شخصية المرأة يكون بمزيد من التوازن والتواضع والقدرة على الحب والاحترام والرغبة بالتعاون ومد جسور الثقة وخلق علاقات أكثر نضجاً، والمعرفة تؤدي إلى مزيد من القوة وحرية التفكير التي تحصد بدورها حرية الإبداع، وينعكس كل ذلك على الأسرة ومنها إلى المجتمع .واستعرضت الباحثة مفهوم ومكانة المرأة في الفكر التصميمي والتطويري من خلال النظر إليها كقضية وطنية عامة لا يمكن فصل مجمل اهتمامات وأدوار المرأة عن قضايا المجتمع، ومن ثم الانطلاق في مواجهة الموروث المتخلف الذي لا يفصل بين تخلف عام وتخلف جزئي (ذكوراً وإناثاً) ولا يعود على المجتمع إلا بالضعف والتمزق والتناحر، والضحايا هم الرجال والنساء على السواء.
وأشارت إلى تنامي دور المرأة في المشاركة السياسية لتصبح نائباً لرئيس الجمهورية وعضوة في القيادة القطرية وأمينة عامة لأحد أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية ...الخ