|
|
محمد عبد الوهاب : يوم التقى السحاب مع السحاب ثقافة صوته يمسد قلبك.. يلوي عنق اللحظة وتعرف كيف أن للحن أسنان ، أيد يسحبك، يجذبك، يهشمك فتاتاً، وتظل مكتملاً يعطيك كامل مفاتيح التحليق،تغلق عينيك تحدق في نفسك متملياً، تجمع ذاكرتك المتناثرة وتلملم دواخلك الكثيرة وتسمع. لهذا أخذ مكانته الدائمة الراسخة محمد عبد الوهاب كملحن ومطرب ومجدد ومبدع.. تشهد الأوساط الثقافية، مؤخراً في مصر احتفالية موسيقية بمناسبة الذكرى الحادية عشرة بعد المئة لميلاده. الاحتفالية الرسمية تذكر أنه ولد في عام 1898 بينما الراحل محمد عبد الوهاب ذكر في أحاديثه الصحفية أنه من مواليد عام 1910 والمؤرخ الموسيقي عبد العزيز محمود العناني ذكر أنه من مواليد 1902 وتذكر منيرة المهدية أن عبد الوهاب كان عمره 25 عاماً عندما مثل أمامها 1927 والكاتبة رتيبه الحنفي ترى أنه من مواليد عام 1902. تشمل الاحتفالية حفلات موسيقية على مسارح دار الأوبرا المصرية كذلك فرصة لزيارة متحف عبد الوهاب، حيث يمكن للزائر أن يحظى برؤية الآلات الموسيقية مجاناً على مدارالاسبوع إضافة إلى صور شخصية نادرة جمعته مع أشهر الشخصيات كذلك مقتنيات قدمتها زوجته الثالثة نهلة القدسي تتضمن «نوتات» موسيقية ونياشين وجوائز .. وبعضاً من متعلقاته الشخصية كالبيانو والنظارة والعود والميكروفون الذي استخدمه في تسجيل أولى أغنياته. محمد عبد الوهاب يعد أول من استعمل الآلات الغربية في الموسيقا العربية منذ ثلاثينيات القرن العشرين فاستخدم البيانو في قصيدة بشارة الخوري (الصبا والجمال) وأدخل الغيتار في لحن أغنية أنت لأم كلثوم. محمد عبد الوهاب في صغره شغف بالاستماع إلى شيوخ الغناء في ذلك العصر مثل الشيخ سلامة حجازي، وعبد الحي حلمي وصالح عبد الحي وكان يقصد الموالد والأفراح التي يغني فيها هؤلاء الشيوخ للاستماع لغنائهم وحفظ تلك الأغاني. لم تكن أسرته راضية عن توجهه هذا فابتدأ بالغناء متخفياً تحت اسم محمد البغدادي حتى لاتدري أسرته، ولاحقاً هرب مع سيرك إلى دمنهور لكنه طرد من السيرك بعد بضعة أيام لأنه رفض مزاولة أي شيء عدا الغناء.. وتنقل بالغناء على مسارح مصر وفي عام 1924 أقيم حفل بأحد كازينوهات الاسكندرية وهناك التقى أمير الشعراء أحمد شوقي ولمدة سبع سنوات أصبحا متلازمين خلالها, قدمه أحمد شوقي إلى الطبقات الراقية وعلمه طريقة الكلام وكيفية الأكل والشراب وأحضر له مدرساً لتعليمه اللغة الفرنسية، وقدمه إلى رجال الصحافة مثل عباس محمود العقاد والمازني وطه حسين كذلك إلى رجال السياسة مثل سعد زغلول وواجه الكثير من الحسد والغيرة في بداياته ولم يرض عنه النقاد، ومنيرة المهدية طردته من أوبريت كليو باترا ومارك انطونيو. وحين بدأ تعاونه الذهبي مع أم كلثوم سمي ذلك التعاون (لقاء السحاب) وخلال تسع سنوات قدم لها عشرة ألحان (أنت عمري، أمل حياتي، فكروني، ودارت الأيام، أغداً ألقاك، ليلة حب..) ولعبد الحليم حافظ لحن أغاني لا تنسى: (توبة، أهواك، فوق الشوك، قوللي حاجة، ضي القناديل، لست قلبي، ياخلي القلب، فاتت جنبنا، نبتدي منين الحكاية) وتعاون مع أشهر أسماء ذلك الزمن: اسمهان، صباح، وردة، فايزة أحمد، ليلى مراد ونجاة الصغيرة، وشادية، وديع الصافي. تزوج ثلاث مرات في المرة الأولى تزوج سيدة تكبره بربع قرن ساهمت في إنتاج أول فيلم له (الوردة البيضاء) وحدث الطلاق بينهما بعد عشرسنوات وفي عام 1944 تزوج زوجته الثانية إقبال وأنجبت له خمسة أبناء (أحمد، محمد، عصمت، عفت، عائشة) استمر ذلك الزواج سبعة عشر عاماً وفي عام 1957 تزوج من نهلة القدسي بعد قصة حب. ومن أشهر أفلامه (رصاصة في القلب، يحيا الحب، لست ملاكاً.. دموع الحب).. يكفينا أن نطرب أنفسنا مع أغنية عندك بحرية ياريس مع صوت وديع الصافي وتموج فينا الدنيا ونحن نسمع أغنية وردة في يوم وليلة وفي أعلى قمة ممكنة يوصلنا إليها الطرب تفعلها فايزة أحمد وهي تغني من ألحانه (قدرت تهجر..) كل يوم يمر وكل صوت نشاز تروج له فضائيات (العربان) وكل مسخ يطل علينا مطلياً بالمكياج على أنه مطربة أو أنه موهبة نتأكد أنه بحق ثمة زمن للعمالقة مرّ ولن يعود على الأقل في ظل الإصرار على اللا مواهب.
|
||||||||||||||||||||||||||||
