وذلك لنشر الفوضى وتدمير مقومات التنمية وان العدوان الذي تنوي أمريكا شنه ضد سورية سيصب مباشرة في خدمة الارهاب والارهابيين الذين ارتكبوا أفظع وأسوأ المجازر في التاريخ البشري وسيصب في خدمة الكيان الارهابي الصهيوني الذي يحرض ليل نهار ضد سورية من أجل إضعافها ومن ثم اخراجها من محور المقاومة .
فمن يراقب التصريحات الأميركية حول الأزمة في سورية عموما وذريعة الكيماوي على وجه الخصوص يخرج بنتيجة مفادها أن ادارة الرئيس اوباما تسعى إلى تحقيق جملة من الأهداف المرسومة جيدا من قبل واشنطن واسرائيل من جهة ومن جهة اخرى تحاول تغليف تصريحاتها وسياساتها المذكورة بكل شعارات الديمقراطية وحقوق الانسان والحريات مستعملة لتحقيق ذلك كل أساليب التضليل والكذب والنفاق لإخفاء حقيقة موقفها الرافض للحل السلمي عبر الحوار بين السوريين وهو ماظهر جليا في تصريحات مسؤولي وزارة الخارجية الأميركية الأخيرة حول عدم استعداد الحكومة السورية للمشاركة في المؤتمر الدولي .
وكل هذه الضجة كانت بسبب الضربات الموجعة التي تلقاها الارهاب على يد الجيش العربي السوري في الآونة الأخيرة وخاصة في ريف دمشق إضافة إلى أماكن عديدة اخرى حيث تكبدوا خسائر فادحة ومهما لوحت الولايات المتحدة وحلفاؤها بشن عدوان خارجي على سورية فهي تعرف أنها لاتستطيع أن تتحمل تكلفة هذا العدوان ومايمكن أن يحصل في المنطقة والعالم فالظرف الدولي قد تغير ولم تعد الولايات المتحدة شرطي العالم كما كانت منذ تسعينيات القرن الماضي فقد يشن الأمريكيون عدوانهم كما يتوعد اوباما وأذناب الولايات المتحدة لكن من يبدأ الحرب لن يستطيع التحكم في موعد إنهائها ولامدى حدودها وشموليتها مشيرين الى الاستطلاع الذي أجرته «الواشنطن بوست» قبل أيام حيث تبين أن أربعة وستين في المئة من الأميركيين الذين شملهم الاستطلاع يعارضون تدخل الولايات المتحدة في سورية على خلفية كيل الاتهامات لها جزافا باستخدام الكيميائي وحتى من دون التحقق من ذلك وإعدادها رأيا استباقيا لما تريد فعله مجددا في المنطقة من أهداف لتمتين قاعدتها في المنطقة ومحاولة بناء قاعدة لها في سورية بعد الفشل الذريع الذي منيت به عصاباتها المسلحة وتنظيم قاعدتها على الأرض السورية تحت ضربات الجيش العربي السوري المقاوم الذي أسند ظهره إلى صمود شعب أبى أن يمرر مؤامرة العدوان في حلقة جديدة من حلقات استعمار الشعوب وتدمير بنية دولها.
وبعد أن عانى السوريون قرابة عامين ونصف من العدوان الأميركي الغربي عبر الأدوات الارهابية مازالت أميركا لاتستطيع البقاء حية دون ارهاب ولادون أن تحرض مجرمي القرن الحادي والعشرين على مزيد من سفك دماءالشعوب , أفليس من سخريات الزمان أن نسمع أن هناك استطلاعات للرأي تجري في الغرب لسبر الرأي العام الغربي في مسألة الموافقة على سفك الدم السوري من خلال المجازر التي سيرتكبها الحلف الغربي الخليجي العثماني في سورية مقررة منذ 15 أيار 2012 في اجتماع تآمري على سورية ومصر معا عقد في تركيا إضافة لتمويل الارهاب من قبل السعودية وقطر وتقديم الدعم من الاردن من خلال فتح حدودها لدخول الارهابيين إلى سورية بعد التخرج من معسكرات التدريب فيها برعاية أميركية ويبدو أن السبب لهذه الحملة المحمومة والانخراط الشخصي لأردوغان واضحا للعيان فهو الرابطة الأيديولوجية والعقائدية والسياسية الجامعة مع تنظيم الاخوان في مصر ولئن كان هذا السبب واضحا وجليا وكافيا فإن شدة الحملة الأردوغانية ومبدئيتها وشكل تضامنها العميق والمستميت مع الإخوان في مصر يجب أن تحيلنا قليلا إلى أهمية الصيغة الأصلية في الربيع العربي والموقع الذي تشكل فيه الاخوان من جديد وعرفوا أنفسهم به ربطا بالدور التركي وانعكاس هذه الصيغة على الأحداث الجارية .
فأردوغان يقود تركيا إلى المشاركة في دم السوريين ولاحاجة لدليل على هذا الكلام كونه يثبت من خلال تصريحه الأخير الذي ينتظر فيهلحظة تدمير سورية بفارغ و مستعد للمشاركة في هذا التحالف بكل ما يملك من قوه في سبيل ذلك وهو إلى جانب حماسه المفرط لمثل هذا السيناريو المدمر مهتم أكثر بإعادة سلطة الاخوان المسلمين إلى القاهرة ويدعمهم ومن خلفه الولايات المتحدة وحلفاؤها ومفتوها في خطوة تهدف إلى إدخال مصر في نفق مظلم مجددا لكن هذا لن ينجح ولن يكون وسيرتد المخطط على أصحابه ومن المفترض في بيئة علاقات دولية سليمة أن تتم محاسبة أردوغان لانتهاكه أبسط المواثيق والأعراف ولمشاركته في ضرب وزعزعة استقرار المنطقة لا أن يتم السكوت على تماديه وتورطه أكثر في ملفات تحدد مصائر شعوب ودول هم آخر من يأبه لهم .
وبنظرة موضوعية للصورة الجيوسياسية توضح انفاق أنقرة مبالغ ضخمة لدعم العصابات الارهابية المسلحة أدى لالحاق الضرر بصورة حزب العدالة والتنمية وتوجيه الانتقادات اللاذعة لسياسة أردوغان الخارجية منوهين إلى قيام تركيا بالسماح للعصابات الارهابية التكفيرية المسلحة بعبور أراضيها إلى سورية وهذا يؤدي لتزايد الجماعات الارهابية التكفيرية الرامية لانشاء خلافة اسلامية في سورية والتي سترتد على تركيا وتهدد أمنها ونتيجة لتدخل تركي في الشؤون الداخلية السورية بما في ذلك تقديم الدعم المالي للعصابات الارهابية التكفيرية وفشلها في تحقيق طموحاتها العثمانية الجدية في سورية فإننا نلاحظ سعيها ورغبتها المعلنة في المشاركة في العدوان على سورية تحت قيادة واشنطن .
وهكذا فالثوار الزائفون يقودهم الناتو من أجل أمن اسرائيل وحماية جماعة إسلامية مزيفة تعمل لتحقيق مصالح القوى الاستعمارية فتحارب المقاومة المناهضة لإسرائيل تحت شعار ديمقراطية التوماهوكمدفوعين لشن حروب إبادة مريعة مثل التي مورست في كاليفورنيا في القرن الخامس عشر على يد جانيبورا سيرا وهؤلاء الارهابيون ستجري تصفيتهم في نهاية المطاف مهما كانت نتيجة الحرب على سورية .
وكما تقوم الآن الولايات المتحدة بحشد حلفائها للعدوان على سورية فمن حق سورية بالمقابل أن تحشد حلفاءها ليقوموا بدعمها بمختلف أشكال الدعم فإيران وروسيا وجنوب أفريقيا والصين ودول عربية كثيرة رفضت هذا العدوان وهي على استعداد أن تقوم ضد هذه الحرب التي ستعلنها الولايات المتحدة وحلفاؤها على سورية .
وفي سياق آخر تبدو المعادلة مغايرة تماما حيث السوريون الذين تابعوا هذا الضجيج وذاك الاشتعال في جبهات السياسة بالتوازي مع قرع طبول الحرب على الجبهات العسكرية كانوا أكثر يقينا من أي وقت مضى بأن خطواتهم في الميدان وعلى كل الجبهات تتحرك نحو الأمام وأن الموقف السياسي يتوازى في حراكه مع تزايد الثقة بالقدرة على الدفاع عن الذات والنفس وأن صمودهم سيستمر وبوتيرة أعلى مما كان لأن مافشل به الأميركيون والاسرائيليون ومرتزقتهم بالإرهاب لن يحققوه بالتهديد والوعيد وماعجزوا عنه بالأول والثاني لن ينالوه بالعدوان فإرادة التحدي لدى السوريين باتت أشد وضوحا والطريق الذي نسلكه سيقود إلى النصر الذي يقترب وتلوح مؤشراته في الأفق .