تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


هل ضرب سورية مؤشر لبداية حرب عالمية جديدة ؟

الفايننشال تايمز
ترجمـــــــــــة
الاثنين 9-9-2013
 ترجمة غادة سلامة

الانقسام الدولي ألقى بظلاله على قمة الدول الصناعية الكبرى أو قمة الدول العشرين الكبار المنعقدة في بطرسبورغ حيال الأزمة السورية بسبب انقسام اراء زعماء دول مجموعة العشرين المنقسمة أصلاً بين مؤيد ومعارض لضربة عسكرية محتملة على سورية

لأن الكثير من زعماء الدول الكبرى يرى بأن الحل السياسي هو الحل الوحيد لإنهاء الأزمة في سورية وأنه لا يجب الاستهانة بالقانون الدولي والتذكر بأن مجلس الأمن الدولي هو الجهة الوحيدة التي يحق لها اتخاذ قرار باستخدام القوة ضد أي بلد ما وليس الكونغرس الأمريكي وان قرار استخدام القوة ضد سورية دون اللجوء الى مجلس الأمن أو لأية جهات دولية مشروعة يعرض الأمن والسلم الدوليين للخطر بسبب تجاوز الولايات المتحدة الأمريكية للخطوط الحمراء التي وضعها المشرعين الدوليين ومجلس حقوق الانسان العالمي .‏

الرئيس فلاديمير بوتين رئيس الدولة المضيفة لقمة العشرين دعا الزعماء المجتمعين في قمة الدول الكبرى العشرين الى ضرورة انتظار نتائج التحقيق الدولي في استخدام السلاح الكيماوي في سورية ورأى أن مجلس الأمن الدولي هو الجهة الوحيدة المخولة بالتفويض باستخدام القوة ضد دولة ذات سيادة .‏

وبوتين بهذا الكلام يعلن بوضوح صارخ بأن العمل العسكري ضد سورية في غياب دليل قاطع على أن الأسلحة الكيمائية قد استخدمت هناك في سورية وفي الغوطة الشرقية سيكون بمثابة تصعيد خطير ومتهور من قبل الولايات المتحدة الأمريكية التي لغاية الأن لم تستفيد بعد على ما يبدو من الدرس العراقي وهذا بالطبع يعد مؤشرا خطير لزيادة حالة التوتر بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا . وأن هذه العلاقة المهمة بين البلدين قد شهدت حقيقة توترا كبيرا في الآونة الأخيرة بسبب الأزمة السورية وبرأي الروس هناك خيار أفضل يمتلكه المجتمع الدولي للتدخل الايجابي في سورية من خلال بذل جهود غربية روسية منسقة من أجل وقف فوري للأعمال القتالية وتوريدات الأسلحة الى سورية ومن كافة الجهات بما في ذلك روسيا لكل من طرفي الصراع وهو ما يمكن أن تعقبه مفاوضات بناءة وحقيقية لحل النزاع في سورية .‏

وكانت موسكو فعلا قد تقدمت بهذه الفكرة قبل سنة ووافق عليها مبدئيا وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في اجتماعهما في تموز الماضي في عام 2012 .‏

وقد فشل ذلك أنذاك بسبب رفض العناصر المسلحة والكثير من المتمردين في سورية للمشاركة وكان واجباً على الغرب وقتها استخدام قدراته في اقناع المعارضة المسلحة المسؤولة عن فشل المساعي السلمية .‏

واليوم يمكن لأمريكا وروسيا العمل معا على ايجاد حل سياسي عاجل وناجح للأزمة السورية بدلا من قرع طبول الحرب بعد موافقة مجلس الشيوخ بتوجيه ضربة عسكرية ضد سورية حيث أقرت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي في بداية هذا الشهر ايلول من عام 2013 مسودة قرار يجيز توجيه ضربة عسكرية محدودة ضد سورية مشرعة بذلك الباب أمام نقاش حاد بين بوتين وأوباما حول قانونية ومشروعية تلك الضربة العسكرية التي تتجاوز أسوار مجلس الأمن الدولي .‏

فمجلس الشيوخ الأمريكي الذي أعلن موافقته على توجيه ضربة عسكرية محدودة ضد سورية تكون مدتها القصوى ستين يوما مع امكانية تمديدها الى تسعين يوما من دون نشر قوات برية على الأرض .‏

ويذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتهم صراحة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بالكذب على مجلس الشيوخ بشأن دور القاعدة في النزاع في سورية مؤكدا أنه ليس من حق الكونغرس الأمريكي اجازة استخدام القوة ضد سورية دون صدور قرار من مجلس الأمن والا فإن هذا العمل الشنيع ضد سورية سيكون عملا عدائيا كما وصفه الرئيس الروسي بوتين .‏

وقد أيد بوتين تحدي سورية لهذا القرار ورفضها الخضوع لمطلب الغرب وأمريكا بالتنازل عن سيادة الأرض السورية واستقلالها تحت وطأة التهديد بضربة عسكرية حتى لو أدى ذلك الى اندلاع حرب عالمية ثالثة مؤكدا أن سورية اتخذت جميع الاجراءات للرد على أي عدوان معلنة عن حقها الشرعي بحشد حلفائها لمواجهة واشنطن وحلفائها وأن اطلاق صاروخين من شرق المتوسط لجس النبض السوري يعتبر لعبا بالنار وأن مثل هذه الأعمال ستعمل على تفجير المنطقة برمتها .‏

وأن ضرب سورية برأي الروس هو برميل بارود تكفي شرارة واحدة منه لاشعال النار التي قد تنتشر لتشمل ليس الدول المجاورة فقط بل وتقرب من مناطق أخرى من العالم وأن منطقة المتوسط قريبة من حدود روسيا .‏

هذا واستغربت روسيا مسبقا على لسان وزير الدفاع الروسي اناتوليا أنطونوف كيف يمكن للولايات المتحدة وحلفائها اللعب بالنار وبالسلاح والصواريخ في هذه المنطقة وفي هذا الوقت بالتحديد وذلك عندما لمح أنطونوف الى وجود مجموعة كبيرة من السفن الحربية الروسية والغواصات القادرة على حمل صواريخ ذات رؤوس نووية وأن هذا الحادث أظهر فاعلية منظومة أجهزة الانذار الروسية لرصد الهجمات الصاروخية عندما أعلن جاهزية القوات الروسية بأنها مستعدة لأي أعمال في أي ظروف وهذا تصريح واضح وصريح في امكانية قابلية رد روسيا على الهجمات الجوية المحتملة للولايات المتحدة الأمريكية على سورية الحليف الدائم والاستراتيجي لروسيا فروسيا لم ولن تضحي بسورية وستدافع عنها بكل قواها حتى ولو كلفها الأمر الدخول في حرب عالمية جديدة .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية