وصرحت آنذاك أنها تؤيد إدارة الرئيس بوش في مواقفها المعلنة لشن الحرب على العراق استناداً إلى تقارير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية التي ثبت فيما بعد أنها بنيت على معلومات ملفقة ليس إلا, أما اليوم فقد أعلنت هيلاري أنها تعارض حرب العراق كما ترفض زيادة عدد القوات الأميركية المنتشرة, وتقدمت خلال شباط 2007 بمرسوم ينص على تخفيض عدد الجنود الأميركيين الموجودين هناك بحيث يصل إلى مستوى ما قبل الزيادة التي شهدها السنة الماضية.
ففي أيار 2007 اقترح كل من السيناتور روبرت بيرد من غرب فرجينيا وهيلاري كلنتون تبني الكونغرس لقانون ينص على أن تاريخ 11/9/2007 آخر موعد لاستخدام القوة في العراق ولم تتوان هيلاري ولعدة مرات عن المطالبة بوضع جدول زمني لانسحاب القوات الأميركية من العراق, وخلال كانون الأول من العام الماضي تقدمت بمشروع قانون يطلب من الرئيس الأميركي الحصول على موافقة الكونغرس قبل إتمام أي اتفاق مع حكومة بغداد بالنسبة لفترة بقاء القوات الأميركية فوق الأراضي العراقية لتعلق على هذا المشروع قائلة: إن النص المذكور سيحبط جهود الإدارة الأميركية في متابعة الحرب على العراق بعد مغادرة الرئيس بوش البيت الأبيض, وتؤيد الانسحاب المسؤول كما حرصت آنذاك على أن ينطلق مطلع عام ,2009 وفي حال تم انتخابها رئيسة للولايات المتحدة الأميركية ستلتقي برئيس أركان البنتاغون المشتركة, وبوزير الدفاع ورئيس مجلس الأمن القومي الأميركيين لصياغة خطة انسحاب سريع من العراق وسينتقل البنتاغون طبقاً لبنود الخطة فرقة أو فرقتين أميركيتين مقاتلتين من العراق, شهرياً من أصل تسع عشرة فرقة متمركزة هناك ,وسوف تسهم هذه الخطة كذلك حسبما أشارت هيلاري في تأمين استقرار العراق وبالتالي الحيلولة دون سقوط حكومة بغداد الحالية, من ثم ستسعى لعقد اجتماع مع حلفاء الولايات المتحدة والدول المجاورة للعراق لتطوير إستراتيجية تهدف إلى استتباب الأمن في العراق وتتمحور حول إخراج القوات الأميركية نهائياً من العراق بحلول عام ,2013 وسرعان ما اعترفت هيلاري فيما بعد بأن ذلك ربما يصعب تنفيذه.
أما باراك أوباما سيناتور ولاية إيلينوي الحالي ومرشح الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركية على غرار هيلاري فقد أعلن منذ عام 2002 رفضه تأييد غزو العراق قائلا: أنا لا أعارض كل الحروب التي تشنها واشنطن باستثناء حرب واحدة لأنها (حرب قذرة) و(متهورة) في إشارة إلى اجتياح العراق ولم يكن أوباما عام 2002 عضواً في مجلس الشيوخ عندما صوت الكونغرس على إجازة استخدام القوة في العراق, ثم حاول أوباما التميز عن خصمه(جون ماكين) مرشح الحزب الجمهوري ومنافسته هيلاري, وصوت كل منهما لمصلحة الحرب على العراق.
وفي عام 2004 خلال وجود أوباما في مجلس الشيوخ قاد حملة مناوئة للحرب, وفي تشرين الثاني عام 2005 ألقى أول خطاب رئيسي له تناول حرب العراق دعا فيه إلى تحديد جدول زمني لتقليص عدد القوات الأميركية هناك, وفي عام 2007 تقدم بمرسوم يدعو لتقليص عدد القوات الأميركية في العراق, والسعي لانسحابها مرحلياً بحيث تستكمل هذه العملية في 31 آذار ,2008 وكتب أوباما في شهر آب عام 2007 مقالة في صحيفة (فورين أفيرز) قال فيها: يجب وضع حد لحرب العراق داعياً لإعادة تركيز الاهتمام حول شرق أوسط جديد مضيفاً: إنه في حالة انتخابه رئيساً للولايات المتحدة فسيعمد إلى سحب من فرقة إلى فرقتين أميركيتين كل شهر حتى تستكمل الفرق جميعها انسحابها من الأراضي العراقية أواخر عام 2009 ليسلم لاحقاً على غرار هيلاري أن الأمر قد لا يكون ممكناً بالنسبة لسحب تلك القوات مع نهاية ولاية الرئيس الأميركي القادم عام ,2013 كذلك رفض أوباما إقامة قواعد عسكرية دائمة في العراق إلا أنه تحفظ بالنسبة لوجود قوات أميركية هناك لحماية سفارة واشنطن في بغداد, وحول القيام بضربات موجهة ضد أنصار القاعدة دعم أوباما الميثاق الدستوري الذي ستشرف على تطبيقه الأمم المتحدة في العراق ومن شأنه أن يجيب عن تساؤلات عدة حول التسوية وعائدات النفط العراقي.
أما جون ماكين مرشح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية سيناتور ولاية أريزونا فقد صوت عام 2002 لإجازة غزو العراق واستمر في دعمه للحرب هناك.
وفي شهر آب عام 2006 قال: إنه يدعم قرار الرئيس بوش بعدم مغادرة القوات الأميركية العراق حتى يستطيع هذا البلد الدفاع عن نفسه وسرعان ما تقدم ماكين في شباط 2007 مع عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بقرار يدعو الكونغرس إلى تزويد القوات الأميركية في العراق بالإمدادات التي تحتاجها لتنفيذ مهامها, ويتضمن القرار كذلك الطلب إلى حكومة بغداد التعاون والتقدم إزاء الاستقرار السياسي والاقتصادي هناك.
وقد أيد ماكين مضاعفة عدد القوات الأميركية في العراق منذ عام 2003 ثم خطة زيادة تلك القوات مجدداً العام الماضي ,كذلك عارض تحديد جدول زمني للانسحاب من العراق مشبهاً إياه بتحديد يوم الاستسلام.
وكتب في كانون الأول 2007 فوق صفحات صحيفة (فورين افيرز) ينتقد سوء إدارة بوش الابن وفشل الحرب في العراق وقال: لقد أثبتت الوقائع إلزامية ذهاب الولايات المتحدة إلى الحرب بقوات كافية وخطة مسبقة تضمن تحقيق النجاح, ووجه في شهر شباط الماضي إلى ماكين انتقادات إثر تصريحه أن القوات الأميركية قد تبقى في العراق ربما لمئة عام قادمة.
ففي حال تم انتخاب (ماكين) لرئاسة الولايات المتحدة يتوقع المراقبون أن يعمد إلى زيادة عدد القوات الأميركية في العراق, وإطالة أمد العمليات القتالية لتطويق المناطق التي يحتلها المتمردون من العراقيين على وجود الاحتلال الأنغلو أميركي فوق أراضيهم, وسيلجأ إلى توسيع انتشار القوات الأميركية في العراق, ألم يقترح (ماكين) تدعيم القوات المسلحة العراقية والشرطة بضباط أميركيين وتحت إشراف خبراء من البنتاغون?