في تقريره المطول يقول تقرير الوفد: في شرقي جباليا قرية صغيرة تدعى (عزبة عبد ربه) إننا الآن على بعد أمتار قليلة من الحدود الإسرائيلية، في أسفل الحدود قرية كبيرة قصفها الهجوم الإسرائيلي وتركها أكواماً من البيتون على حافتي الطريق وألم كبير يعتصر قلوب سكانها من الصعب تصوره، إنه تسونامي بشري، قال أحد الغزاويين والكلمة صحيحة إنه تسونامي بشري بفعل إرادة بشرية.
لقد قررت السلطات الإسرائيلية عبر ذراع جيشها ومن خلال سياستها وبعلم مسبق هدم هذه القرية وإبادة أهلها عندما بدأ النهار يميل ذات يوم نحو الغروب كان الناس يسرعون لإشعال النار في المواقد لنشر الدفء والضوء حولهم وكان بإمكانهم رؤية أشكال وحوش عدوانية ومكعبات مقلوبة مسطحة، أرض تم قلبها لتصبح سهلة الحراثة ولمنع البناء عليها من جديد ولعل سيارة الإسعاف المهمشة تحكي وحدها قصة احتقار الحياة والاتفاقات الدولية من جانب الحكومة الإسرائيلية، الهواء الذي يعصف حولنا يجعلنا نرتجف من البرد الذي لا يفسر كل شيء لقد أحسسنا فجأة أننا وحيدون مسحوقون وعزل أمام عائلات هالكة، لقد عادت الهمجية ووحوشها.
في آذار الماضي وبعد احتجاجات كثيرة في غزة اقتحم الجنود الإسرائيليون المنازل وقاموا بمداهمتها وتفتيشها متابعين طريقهم من ثم نحو جباليا إلى قرية عزبة عبد ربه وكان آل عبد ربه يملكون فيها مجموعة من الأبنية الصغيرة، عندما بدأ الهجوم الإسرائيلي تنبه آل عبد ربه لكنهم لم يكونوا قلقين إلى هذا الحد وقد يكون الأمر غريباً بالنسبة لأولئك الذين لم يعانوا الحياة اليومية للفلسطينيين في ظل القوة الهمجية الإسرائيلية.
ففي آذار الماضي على سبيل المثال قام الجنود الإسرائيليون بهجوم على قطاع غزة واجتازوا في طريقهم قرية آل عبد ربه مكتفين بمداهمة المنازل وليمضوا في طريقهم غير آبهين، هنا ظن السكان أن الأمور ستجري كما في المرة السابقة يقول خالد (30 سنة) الذي يسكن مع عائلته في الطابق السفلي الذي يضم أكثر من ثلاثين شخصاً: «في 7 كانون الأول وقبل الظهيرة وصل الجنود الإسرائيليون وتمركزوا خلف موقع عسكري منذرين السكان بمكبرات الصوت بإخلاء منازلهم فوراً وإذ نسكن في الطابق السفلي فقد خرجنا واحداً إثر الآخر.
وبعد هل يمكن لإسرائيل أن تفلت من المحكمة الدولية؟.
كلما كثرت الشواهد ظهرت جرائم الحرب بشكل أكبر. فللمرة الأولى تجد السلطات الإسرائيلية نفسها في خوف شديد من ملاحقات المحكمة الدولية لذا وجهت أوامرها إلى ضباطها بعدم السفر أو التجول في أوروبا حيث يمكن أن يدانوا.
بالنسبة إلى إيهود أولمرت الذي تجرأ وادعى أنه بكى لدى مشاهدته الأطفال يموتون فقد أعطى إشارة إلى القادة والجنود المرسلين إلى ساحة الوغى بأنهم محميون تماماً من ملاحقات المحكمة الدولية وأن الحكومة الإسرائيلية ستقدم لهم المساعدة، خالد عبد ربه، صلاح أبو عليما، تامر الخالد هؤلاء لا يريدون سوى العدالة ولكن كل العدالة.