|
حفـــاظاً .. على التــراث مجتمع وهناك الكثير من الأشخاص يحملون هذا التراث ويحافظون عليه... وأيضاً هناك الكثير ممن يبدعون بلغة الصمت ولأن الأعمال اليدوية والحرفية تتكلم بلغة الصمت.... اختارت الأنسة جمانة ابراهيم بنت طرطوس / الشيخ بدر/ وعضوة في جمعية إحياء التراث الشعبي في دمشق هذه الحرفة... وهذا التراث الجميل... وفي لقائي معها قالت: إني أحمل في نفسي رسالة سامية ورثتها عن أجدادي غايتها أولاً وأخيراً الإنسان والمحافظة على التراث الشعبي القديم ولأني لا أريد أن ينقطع هذا التراث الذي ورثته عن أجدادي والمتمثل بصناعة القش والخيزران، ولأن أول طبق يأكل عليه الإنسان كان من القش أردت أن أمسح غبار الزمن عن هذه الحرفة لتبين عن هويتها للناس ولأن الإنسان مهما تطور واستبدل أواني القش اليدوية المفعمة بالطاقة الإنسانية بالأواني البلاستيكية والمعدنية رغم كل ذلك لم تفقد هذه الحرفة وهذا التراث جماليته وخصوصيته... والمعروف أن الفنان التشكيلي في ابداعاته ولوحاته يستعمل الريشة كانت القشة هي ريشتي التي بادلتها كل الحب وتحولت إلى أعمال افتخرت بها ومعارض أبدعت بها فكان لي حصة في معرض دمشق الدولي- ومعرض الباسل للابداع والاختراع وحصلت على ميدالية فضية في صناعة القش الطبيعي والخيزران. وأقمت معارض فردية وبما أن أيام زمان كانت هذه الحرفة مقتصرة على البيوت الطينية ولم تخرج للخارج أصبحنا الآن ندرسها بالمركز الثقافي العربي بمنطقة الشيخ بدر.. وفي البداية كانت هواية بدون مردود مادي والآن أصبحت هواية مع مردود مادي تستفيد منه أسرتي ويحافظ على تراث البلد. وقد حصلت على ميدالية فضية وكرمت من قبل المحافظ، ولم تقتصر أعمالي على أطباق القش والسلل كما في الماضي. بل طورتها إلى لوحات فنية فيها أفكار من واقع الحياة وإلى صناعة الحقائب للسيدات والأساور، لأن الإنسان القديم كان يلبس خطيبته خاتم من القش أحببت أن أقوم بصناعة الخواتم... وبما أن الحياة تفقد معناها وتتحول إلى دمى تتحرك دون روح إلا فقد الإنسان روح الابداع.. يبقى الابداع الدارة المولدة لكل تطور وتجدد في هذه الحياة..
|