التي تحركها دوافع وأطماع استعمارية بأساليب جديدة، تنطوي على استخدام المدعي العام لويس أوكامبو بديلا عن الحملات العسكرية التي فشلت في العراق وأفغانستان.
وثمة في هذا المجال جهات دولية من بينها إسرائيل لعبت ومازالت تلعب أدواراً مشبوهة لتدمير وحدة السودان السياسية وسيادته الاقليمية.
وما يسمى الحملة الاعلامية باسم ائتلاف إنقاذ دارفور قامت وتقوم بها الجماعات اليهودية في الولايات المتحدة مدفوعة بموقف السودان من الصراع العربي- الاسرائيلي استنادا إلى ما ذكرته صحيفة الجيروزاليم بوست 27/4/2006 وهذه خلفية، لايمكن التغاضي عنها لكشف الدور القذر الذي تلعبه اسرائيل في هذه القضية مدعومة من الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة لاختراق النسيج السوداني الداخلي، وإثارة القلاقل والعمل على توسعة دائرة التمرد.
وهنا لايمكن فصل قرار المحكمة الجنائية الدولية عن موقف الولايات المتحدة وحليفتها اسرائيل فلو كان البشير وافق على الصلح مع إسرائيل وأوصل مياه النيل إلى فلسطين المحتلة، ولو كانت الشركات الأميركية هي من يستغل نفط السودان لما تعرض لما يتعرض له اليوم من ملاحقات، ولكان أصدق أصدقاء الإدارة الأميركية.
لاشك في أن لاسرائيل مصلحة كبيرة في إلقاء القبض على الرئيس السوداني ومحاكمته لأن ذلك يسهل دخولها إلى دارفور لتحويل الأقليات إلى دول تجعل إسرائيل دولة طبيعية في شرق أوسطي يشبهها في تحوله إلى كيانات دينية وعرقية.
ومن يتابع مواقف وتصريحات قادة الفصائل المتمردة في السودان يتأكد من هذه الحقيقة، وخصوصا أن إسرائيل سبق لها أن اعترفت بقيامها بدور في التوترات القائمة بإقليم دارفور السوداني وذلك بمساندتها للسياسة الأميركية في المنطقة وبوضعها خطة للتدخل الإسرائيلي في دارفور منذ عام 2003 بوساطة رئيس الوزراء السابق أرييل شارون.
وفي هذا الاطار كشف وزير الأمن الداخلي في حكومة إيهود أولمرت آفي ديختر، في محاضرة خاصة أن صانعي القرار باسرائيل كانوا قد وضعوا خطة للتدخل في دارفور عبر الذراع الأميركية.
ونقلت تقارير إعلامية عن ديختر قوله: كنا سنواجه مصاعب في الوصول إلى دارفور لممارسة أدوارنا المتعددة بمنأى عن الدعم الأميركي- الأوروبي.
اعتراف وزير الأمن الداخلي الصهيوني السابق آفي ديختر، ومنذ أشهر قليلة بشكل علني بقيام الكيان الصهيوني بمحاصرة السودان في المركز والأطراف من خلال افتعال أزمات ومشكلات في الداخل السوداني يصعب على هذا البلد حلها ، كما قال يتيح تدخلا دوليا لتقطيع أوصاله وخلق سودان ضعيف ومجزأ، وذلك لخطورة دوره في الصراع العربي الإسرائيلي، بما يمتلكه من موارد طبيعية كبيرة ومساحة واسعة وعدد سكان كبير، لذلك كان دعم حركات التمرد بقيادة مجموعة من المغامرين الذين تم تدريبهم على أيدي كوادر أجهزة المخابرات الصهيونية الذين ذكر ديختر بعضهم بالاسم وعلى رأسهم ذلك المدعو «عبد الواحد نور» زعيم ما يسمى حركة تحرير السودان في اقليم دارفور الذي زار اسرائيل قبل إصدار مذكرة توقيف الرئيس البشير بثلاثة أسابيع.
وكان عبد الواحد نور قد عقد مؤخرا مؤتمرا صحافيا في باريس رأى فيه أن قرار المحكمة الجنائية الدولية بحق البشير لاعلاقة له بمسألة السلام في دارفور ووعد بفتح سفارة إسرائيلية في الخرطوم بمجرد ووصوله إلى الحكم في السودان نافيا وجود أي عداوة بين حركته واسرائيل.
وفي هذا الإطار تؤكد مصادر سودانية وجود تنسيق كامل بين اسرائيل وحركة عبد الواحد نور المتمردة في دارفور. وكشف المصدر أن الإسرائيليين يقومون بتدريب عدد كبير من كوادر عبد الواحد نور بصحراء النقب في فلسطين المحتلة حيث يشرف على التدريب عدد كبير من يهود الفلاشا، وأن الأسلحة الإسرائيلية تدخل عن طريق دولة إفريقية مجاورة لاقليم دارفور.
وكان قائد حركة تحرير السودان المتمردة عبد الواحد نور، قد أعلن أن حركته افتتحت مكتبا لها في اسرائيل، زاعما أن السودانيين الذين لجؤوا إلى الكيان الصهيوني هم الذين افتتحوا مكتب الحركة هناك.
إذاً: المؤامرة قديمة وأبعادها واضحة، والمجرم يعترف بشكل صريح بجريمته إلا أنه بدلا من محاكمة مجرمي الحرب في إسرائيل تأتي ما تسمى المحكمة الجنائية الدولية لتحاكم الضحية بدلا من المجرم الحقيقي في فلسطين المحتلة والعراق وأفغانستان.