أما اليوم وتزامناً مع تطور المجتمعات ونتيجة للظروف الاقتصادية المعاصرة وما يعانيه جيل وشباب اليوم من صعوبة في الاعتماد على الذات وبناء عش الزوجية وتحمل الأعباء منفرداً وجد ما يسمى« زواج المصلحة» وتغيرت المفاهيم التي تحكم أسلوب اختيار الشاب لشريكة عمره فأصبح الشباب يفضلون المرأة العاملة طمعاً براتبها لتعينهم وتساعدهم على أمور الحياة خاصة مع ارتفاع تكاليف المعيشة، ولكن يبقى السؤال هل ينجح هذا النوع من الزواج وما هو مدى تقبل الفتاة لهذه الفكرة وهل يمكنها الارتباط بشاب يبني زواجه منها على معطيات مادية وما هي نظرة المجتمع عموماً لهذه الظاهرة وما هي الحالات الأخرى التي يعتبر فيها الزواج نوعاً من المصلحة .
شباب انتهازيون
ترى أسماء شاعر- عازبة25 عاماً- أن كثيراً من الشباب حالياً قد أصبحوا انتهازيين فهم لا يرغبون بالاعتماد على أنفسهم لذلك تراهم يبحثون عن المرأة الموظفة حتى تتحمل الجزء الأكبر من النفقات وتساعدهم على مصروف العائلة، وتذكر ما قالته عمتها أن ابنها أحمد تزوج الممرضة هلا طمعاً براتبها وليس حباً بها.
عملية نصب
بينما ترى ابتسام - موظفة 30 سنة- أن الزواج المبني على المصلحة المادية والطمع براتب الزوجية لا يعدو كونه عملية نصب على شخص ساذج وهو زواج استثماري بالمئة المئة فيما تمقت منال العلي الشاب الذي ينظر لزوجته نظرة مادية وتصف الرجل الذي يعتدي على راتب زوجته سواء بالابتزاز أو بالضرب خالٍ من صفات الرجولة، وترى أن زواج المصلحة لا يدوم كثيراً وينتهي بانتهاء المصلحة.
المال غير مهم أمام التفاهم
أما صفاء التي لم يتقدم لخطبتها أي شاب رغم بلوغها سن الثلاثين فتعزو السبب إلى كونها غيرموظفة وتقول أنها ترغب أن تتوظف عسى أن يتقدم لها عريس وترى أن لامشكلة أن يكون طامعاً في راتبها فالمال غير مهم أمام التفاهم لأنه سيكون زوجها أولاً وأخيراً وأباً لأطفالها.
ولا يخفى على أحد أنه نتيجة الغلاء وعدم كفاية الراتب أصبح الشاب يفضل الزواج من المرأة العاملة لتتحمل معه الأعباء وتشاركه المصروف والنفقات حيث يفضل الشباب المرأة المدرِّسة لان دوامها قصير ويمكنها الاهتمام بالاولاد وإيصالهم للروضة بسهولة، لكن عدم مشاركة المرأة براتبها للمصروف يحدث خلافات كبيرة تصل لحد الطلاق خاصة في حال صرفه على الألبسة والهدايا سواء كانت بمناسبة أو بلا مناسبة ناهيك عن مصروف مساحيق التجميل والعطور .
الرجال قوامون على النساء
وترى ازدهار صارم أنه لايمكن أن تعطي راتبها لزوجها ليصرفه هنا وهناك لان الزوج هو المسؤول الاول والأخير عن تحمل نفقات الأسرة وتقع على عاتقه لوحده وهذا يسبب مشكلات وخلافات بينها وبين زوجها.
يسرق راتب زوجته
أما السيد محمد- يقول أن زوجته تساعده في مصروف المنزل ولا تدخر من راتبها شيئاً سوى لبعض الحاجيات الضرورية لها ولأطفالها لكن عادة ما تحدث خلافات ومشاحنات تتهم زوجها خلالها بسرقة راتبها لكنها تعود عن رأيها وتعدل عنه عندما ترضى.
ولا يقتصر حالات زواج المصلحة على الطمع براتب الزوجية بل يتعداه إلى زواج شاب من بنت مسؤول أو تاجر طمعاً بالشهرة والثروة، وأحياناً نسمع عن شباب يتزوجون عجائز كي يرثوا مالهم ويستغلوا ضعفهم، ولا يرتبط الطمع والمصلحة بالشاب فقط فالفتاة أيضاً تحاول أن ترتبط بالشاب الميسور( ابن تاجر،...) طمعاً بثروته وماله وأحياناً تتزوج فتيات من رجال كبار في السن بأعمار آبائهم مقابل منافع مادية ومصالح شخصية.